طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: جبري حيناً وتفويضي حيناً آخر الأحد سبتمبر 04, 2011 3:56 am | |
| جبري حيناً وتفويضي حيناً آخر:
الناس عادة مذهبهم التفويض في الأمور الحسنة، والجبر في البلايا والمصائب، فكلما أصابته نعمة كالمال وصحة البدن والولد وما شابه يرى أنها منه، ويقول: حصلت عليها بقوة ساعدي، أو بلساني وقلمي، أو بواسطة فلان وبيدي هذه.. وكلما أصابته بلية يرى أنها من الله، ويقول: الله فعل معي كذا وكذا، أو يقول: لا يمكنني فعل شيء أمام القضاء الإلهي، أي لو استطعت لخاصمته وحاربته.
في حين أن الأمر على العكس من ذلك، أي أن كل ما هو خير وحسن فهو كله من الله (ليس جبراً طبعاً) وكل ما هو شر وسيء فهو كله من العبد (ليس تفويضاً طبعاً) كما قال الله سبحانه في كتابه المجيد:{ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك}. سورة النساء: 79
وقد ذكّر القرآن الكريم كثيراً بنكران الإنسان للحق والنعم، ووبخه على ذلك فقال: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه}. سورة يونس: 12
لذلك فقد نعته بأسماء منها: الكفور، الكافر، الظالم، الظلوم، الجهول، المسرف، وما شابه ذلك.
الخلاصة: يجب أن لا ننسى ما ذكر في هذه القصة من وفاء الكلب، وعلينا أن لا نكون أقل وفاءً من ذلك الكلب أمام خالقنا وسائر وسائط نعمته وإحسانه.
جميل هو ما ذكره الفيلسوف سعدي الشيرازي في هذا المجال شعراً ما ترجمته:
إن أجلَّ الكائنات حسب الظاهر هم بنو آدم وأذلّ الموجودات هو الكلب
فلنر سوياً قصة الكلب العارف للحق والآدمي الناكر للجميل:
الكلب لا ينسى اللقمة أبداً وإن رميته بمائة حجر بينما السافل وإن حضنته عمراً تراه أقل نقيصة يواجهك بالحرب.
| |
|