طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: إصرار على الحوار السبت سبتمبر 03, 2011 3:43 am | |
| إصرار على الحوار
كان الحاج كريم خادماً في صحن الإمام الحسين (ع) في كربلاء المقدسة، يقول: لما كنت في سن العشرين خادماً في الحرم الشريف، أتذكر ذات ليلة قد أعلن المسؤول: إن أبواب الحرم ستغلق بعد قليل، فالرجاء من الزوار مغادرة الحرم الحسيني.
في هذا الأثناء رأيت آية الله البهبهاني والعلامة الشيخ يوسف البحراني المعروف عنهما الاختلاف حول بعض الآراء يتحاوران في موضوع علمي ساخن، فلما سمعا النداء خرجا إلى الصحن، وهما مستمران في الحوار.
وبعد دقائق سمعت المسؤول ينادي أيضاً: إن أبواب الصحن الشريف ستغلق أيضاً، فالرجاء من الزوار أن يخرجوا.
وأنا كنت أراقب العالميْن الجليليْن السيد البهبهاني والشيخ البحراني، إذ مشيا حتى وقفا خلف باب القبلة من الصحن الشريف جهة الخارج، وهما مستمران في حوارهما الساخن بكل هدوء واحترام أحدهما الآخر.
ذهبت إلى البيت حيث كان الوقت منتصف الليل، نمت قليلاً ثم رجعت قرب الصبح لأفتح باب الصحن، فوجدتهما لا زلا واقفين يتباحثان، ولقد انبهرت بهما وتعجّبت من قدرتهما على هذا البحث والحوار الطويل.
ثم عند الفجر.. توادعا وافترقا، فذهب الشيخ يوسف البحراني ليؤمّ صلاة جماعته، حيث كان ملتزماً بها كل صباح، وذهب السيد البهبهاني يفترش عباءته على الأرض فصلى ثم ذهب إلى بيته. قصص العلماء/ ص406
أقول: ولا أدري لماذا الاختلاف في وجهات النظر لدى بعض المعاصرين ملازم للقطيعة والكراهية، أليست هذه من الأمراض النفسية والأخلاقية التي لا تجدر بهم إن كانوا دعاة للأخلاق، وإن لم يكونوا فلا يدّعوها، ولقد كبر مقتاً عند الله أن يقولوا ما لا يفعلوا!..
| |
|