طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: استغراب واستغراب!.. السبت سبتمبر 03, 2011 3:39 am | |
| استغراب واستغراب!..
في سنة (1975 م) عدت إلى وطني قادماً من النجف الأشرف، وذلك لزيارة الأهل والأقارب بعد مفارقتي لهم منذ سنة (1974) لدراسة العلوم الدينية.. وحين المغادرة إلى العراق، كان معنا في مطار البحرين مسافر عنده زيادة على الوزن المخصص لحقائبه - والذي عبارة عن 20 كيلواً - بضعة كيلوات أخرى.
ولما كان الموظف صديقاً لهذا المسافر تغاضى عن المقدار الزائد، فلم يطلب منه دفع مبلغ للزيادة، ومثل هذا التسامح يحدث للمسافرين ذوي الصداقة أو القرابة مع الموظفين في المطار..فالسؤال الذي ارتسم في ذهني عند ذلك الموقف هو عن الرأي الشرعي في الموضوع، فهل حرام كان تصرف الموظف وقبول المسافر له، أم حلال؟..
فعندما وصلت إلى النجف الأشرف، حملت هذا السؤال إلى المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى السيد أبي القاسم الخوئي قدس سره.. دخلت المجلس، وكان السيد جالساً في الزاوية الإمامية للباب، وعلى جانبيه بعض العلماء من حاشية البيت المرجعي.. جلست بين يديه وأنا يومذاك ابن الخامس عشر من عمري وكنت ألبس العمامة والجبة والعباءة لتوّي، ولم ينبت لي شعر اللحية والشارب بعدُ إلا بعض الشعيرات التي نمت في أطرافاللحية!..
قبّلت يد السيد أولاً ثم طرحت سؤالي (المذكور أعلاه).. فأجابني السيد الخوئي قائلاً: "لا يجوز.. إنه حرام".
فقلت له: سيدنا!.. إن الحلال والحرام يترتبان على القوانين الإسلامية، والمعلوم أنه لا علاقة لهما بالقوانين الوضعية، وقوانين المطار وضعية؟!..
نظر إليَّ السيد رحمه الله نظرة تعجّب معها ابتسامة وتأمل، وفي الأثناء تدّخل أحد الحاشية يخاطبني قائلاً: "لقد عرفت رأي السيد، قُم لا تطل الكلام"!..
فقلت له: "معذرة مولانا.. أنا أتحدث مع السيد"!..
فضحك السيد الخوئي وأنهى الموقف بقوله:عندي حرام، وليكن عندك حلال!..
وهكذا قبّلت يده الكريمة فودّعته، وهو مستغرب مني وأنا مستغرب منه!..
| |
|