طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الحنكة من أهم الصفات السبت سبتمبر 03, 2011 3:34 am | |
| الحنكة من أهم الصفات
الحنكة والذكاء ورجحان العقل، أمور يتصف بها بعض ولا يتصف بها بعض آخر من الناس والعلماء على السواء..عندما أحبط المجدد الشيرازي الكبير بفتواه الشهيرة في تحريم التبغ جميع المخططات البريطانية في إيران، تحركت سفارة بريطانيا وجواسيسها لإبطال مفعول هذه الفتوى بشتى الأساليب السرية والعلنية.. فمن تلك الأساليب الحصول على فتوى حلية التبغ من مجتهد آخر لمواجهة فتوى الشيرازي، وبذلك تُرمى الكرة في مرمى العلماء فيتشاغلون بالصراعات الداخلية، وتأخذ معاهدة الاستعمار البريطاني دربها التنفيذي مع حكومة ناصر الدين القاجاري.
من هنا حركت سفارة الأنجليز في بغداد عدة من (الغشمة) ذوي المظاهر الدينية للذهاب إلى المجتهد الكبير الشيخ زين الدين العابدين المازندراني رحمه الله، لمحاولة الحصول على فتوى منه بحلية التبغ، وجواز المتاجرة به وما أشبه.
دخل هؤلاء المغفّلون (المتدينون) وكان مجلسه مكتظاً بالناس والعلماء، فسأله أحدهم: ما رأيك في الحديث القائل: (حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة)؟..
أجاب الشيخ: إنه حديث صحيح وموثوق تماماً.
فقال السائل: هل كان التبغ قبل أن يحرمه الميرزا الشيرازي حلالاً أم حراماً؟..
هنا فطن الشيخ المازندراني اللعبة القذرة للسائل، فقال له: كان قبل ذلك حلالاً.
فقال السائل: إذن بمقتضى هذا الحديث يكون التبغ حلالاً ولا يُحرم اليوم بفتوى الميرزا!..
فرد عليه الشيخ المازندراني: كلا!.. إن التبغ اليوم حرام، وحرمته لا تنافي حليته السابقة، لأن الأشياء أحياناً تأخذ عنوانين اثنين، يسمى أحدهما بالعنوان الأولي، والآخر العنوان الثانوي..العنوان الأولي ثابت مثل صوم شهر رمضان، فعنوانه الوجوب، ولكن إذا طرأت حالة اضطررية على شخص يجب عليه الصوم، كما إذا أصبح مريضاً ،فإنه يحرم عليه الصوم بعنوان ثانوي.
فالتبغ حلال بعنوان أولي، ولكنه بسبب حالة طارئة تجلب على المجتمع إضراراً سياسية واقتصادية فإنه أصبح حراماً بعنوان ثانوي.. من هنا فإن المجتهد الفقيه يفتي بالحرمة وفقاً للحالة الطارئة، وعندما تنتهي الحالة تعود الحلية وهي العنوان الأولي للشيء.
بهذا الجواب الحكيم أفحم الشيخ ذلك السائل، ورده خائباً إلى حيث جاء. (بالفارسية) يك صد داستان خواندني ص67
| |
|