طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: مزارٌ في تايلند السبت سبتمبر 03, 2011 3:25 am | |
| مزارٌ في تايلند
إنه من مواليد عام (922هـ) – الموافق (1543م) – اسمه الشيخ أحمد القمي، هاجر إلى تايلند وعمره يقارب الخمسين عاماً، ومعه جمع من التجار الإيرانيين.
نشط الشيخ من خلال علاقاته التجارية، ونفذ في تلك الأوساط ببركة أخلاقه وذكائه ومعرفته للغة الأجنبية، حتى اهتدى على يده الكثير من الناس، فتركوا البوذية واعتنقوا الإسلام، موالين أمير المؤمنين علي (ع) ومنتهجين مذهب أهل البيت (ع).
بعد مضي عشر سنوات من استقرار الشيخ في مدينة (آبوديا) العاصمة القديمة لتايلند، تزوّج الشيخ فتاة تايلندية من عائلة محترمة، ولما وجد التجار فيه براعة وأمانة وحكمة انتخبوه رئيساً ومشرفاً على قطاعهم التجاري.
وبعد وفاة الملك التايلندي (نارسون) أسند الملك الجديد (سونكَـ هام) سنة (1609م) وزارة الداخلية والتجارة الخارجية إلى صديق الشيخ، وكان متنفّذاً في السلطة واسمه (جاموئن) وهذا بدوره حوّل منصب مديرية الأجانب للتجارة الخارجية إلى الشيخ أحمد القمي، فبالإضافة إلى عنوانه الديني والتجاري كسب الشيخ عنواناً سياسياً في تايلند، ومع نجاحه في هذا المنصب نصبه الملك بعد فترة وجيزة مسؤولاً على الموانئ والجمارك والتجارة الخارجية (قسم الأجانب)، وهذا المنصب يلي منصب وزير الخارجية والتجارة، وأهميته نابعة من كون الملك أخذ يقود البلاد نحو الازدهار الاقتصادي عوضاً عن تقوية البنية العسكرية، كما كانت سياسة الملك السابق، ولما توفي صديق (جومائن) تعين الشيخ محله وزيراً للداخلية والتجارة الخارجية، وبقي في هذا المنصب الرفيع إلى سنة (1628م) حتى تقاعد لكبر سنه.
ولقد وظّف هذا العالم الجليل حياته التجارية والسياسية والاجتماعية لنشر الإسلام والتبليغ لمذهب أهل البيت (ع) هناك، وأسس الشيخ مراكز تعليمية وبنى مساجد ، ونشر التعاليم الإسلامية والخط العربي واللغة الفارسية بواسطة أتباعه وأولاده وأحفاده.
وإلى هذا اليوم يستمر ذلك العطاء وآثاره في تايلند. وقبره في (كلية تربية المعلم) في مدينة (آبوديا) مزار عظيم، بُني عليه حرم وقبة ذهبية اللون بخصائص المعمارية الإسلامية، ومكتوب على حجر مقابل المقبرة باللغة الإنكليزية والتايلندية ما يلي:
"الشيخ أحمد، رئيس وزراء تايلند في آبوديا، وُلد في محلة (بايين شهر) بمدينة قم المركز الإسلامي لإيران في سنة (1543م)، وكان من الشيعة الاثني عشرية، هاجر إلى (آبوديا) في زمان السلطان (نارسون) الكبير".
هذا وتُزيّن كل يوم مقبرته قدس سره بالورود الطرية والمختلفة الألوان، وربما أشعل بعض الزائرين عوداً معطراً على قبر الشيخ، وهذا لا يختص بالمسلمين بل شوهد العديد من غير المسلمين يأتون إلى الزيارة لاعتقادهم أن الشيخ صاحب كرامات. مجلة مشكاة/ العدد46- الصادرة عن مؤسسة الدراسات الإسلامية التابعة للحرم الرضوي الشريف في مشهد المقدسة.
وهكذا صدق الله تعالى: {ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيراً وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفوراً رحيما}.سورة النساء/100
| |
|