نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 من أشرف الهدايا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


من أشرف الهدايا  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

من أشرف الهدايا  Empty
مُساهمةموضوع: من أشرف الهدايا    من أشرف الهدايا  Emptyالسبت سبتمبر 03, 2011 3:24 am

الهداية - التبليغ - الموعظة



قال النبي (ص) :"لئن يهدي الله بك رجلا واحدا،

خيرٌ من أن يكون لك حمر النعم".

البحار: ج1/ص184



{ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}..

فصلت/34

من أشرف الهدايا



كان (عمر باشا) – حاكم بغداد القديم -، يضطهد المسلمين الشيعة، ويجعجع بزوّار مرقد الإمام الحسين سيد الشهداء (ع) ويؤذيهم، وكان له والٍ على منطقة معروفة في العراق باسم (الهندية) واسم الوالي هو (يعقوب أفندي)، لقد كان هذا الوالي يتألم لبشاعة الظلم والإفراط في اضطهاد الشيعة، لذلك تأثر قلبه وانحاز إلى التعاطف مع هؤلاء المظلومين.



ففكر ماذا يستطيع أن يقدّمه من خدمة لهم، وأخيراً توصل إلى فكرة، وهي أن يطلب من عالم الشيعة الكبير أن ينصح (عمر باشا) لعله يتعظ ويرفع الظلم والأذى عن الشيعة، اقترح ذلك على الشيخ ملا دربندي رحمه الله فوافق على الفكرة وذهب إلى قصر الحاكم.



يقول الشيخ: دخلت ولم يكن الحاكم موجوداً، فجلست مع نائبه وهو مدير مكتبه أيضاً.

قلت له: جئتك لأهدي إليك أشرف الهدايا!..

قال: وما هو؟..

قلت: قل لي ما هو أفضل كتب الحديث عندكم؟..

قال: كتاب صحيح البخاري.

فذكرتُ له نبذة عن حياة الإمام البخاري وسعة اطلاعه في الأحاديث، وأنه بدأ دراسته الدينية وهو ابن العاشرة من عمره، وكيف قام بسفرات شاقة إلى مكة والمدينة المنورة، وسافر إلى بلاد الحجاز واليمن والمغرب والشام وبغداد، لجمع الأحاديث النبوية وما رواه الرواة السابقون، وأنه كان يحفظ سبعمائة ألف حديث..ارتاح الرجل لمعلوماتي وكلامي، ثم أضفت إليه:

هل ترغب أن أقرأ لك بعض ما رواه الإمام البخـاري في فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب؟..

اعتدل نائب الحاكم في جلسته، وأخذ يصغي إلى ما كنت أحفظ من تلك الأحاديث الشريفة، فارتاح لها، ثم قلت له: وهل تريد أن أزيدك أحاديث عن فضائل الحسين بن علي، كما رواها الإمام البخاري أيضاً؟..

قال: تفضّل.

فقلت: هل ينكر علماء السنة ما رواه البخاري عن رسول الله (ص): " ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين"؟..

قال: أبداً لا أحد منهم ينكر صحة هذا الحديث.

قلت: إن عبادة جميع الأنبياء تدخل في عبادة الثقلين، لأن الأنبياء أفراد من الثقلين.

إذن فضربة علي بن أبي طالب في معركة الخندق الفاصلة بين انتصار الإسلام أو انكساره هي أفضل من عبادة الأنبياء كلهم، باستثناء خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (ص)، لأن ضربة علي جاءت طاعة لأمر النبي محمد، وانتصاراً لدينه الإسلامي الحنيف، أليس كذلك؟.. فهل النبي إذن يكذب أو يبالغ في مدح علي؟..

قال: كلا {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يُوحى}.

قلت له: هل ثواب حج يؤديه رسول الله أعظم أم ثواب ضربة علي يوم الخندق؟..

سكت نائب الحاكم، ولا يدري ماذا يقول!..

فقلت له: إن ثواب حج النبي أعظم، بدليل الاستثناء الذي سبق إن ذكرته لك.. إلى هنا كلامي لم يكمل، فلقد روت السيدة عائشة – كما في صحيح البخاري – أن رسول الله كان نائماً في بيتها، فدخل سبطه الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو صبي يومئذ، فتسلل إلى جده رسول الله بهدوء حتى التصق بصدره، فانتبه رسول الله واحتضنه بشدة، وأخذ يشمه ويقبّله.

فقالت عائشة: يا رسول الله!.. ما قدر حبك لولدك هذا؟..

قال رسول الله: ألا تعلمي أنه قطعة من كبدي؟!..ثم بكى رسول الله وهو يقبّل الحسين، فسألته عائشة: لِمَ تبكي يا رسول الله؟..

فقال لها:

قالت السيدة عائشة: أيُقتل؟..

قال رسول الله: نعم، يُقتل عطشاً، ومن يزور قبره بعد استشهاده، فله مثل ثواب حج أنا أدّيته.

فسألته عائشة باستغراب: له مثل ثواب حجك يا رسول الله؟!..

قال: بل ثواب حجين اثنين أنا أديتهما!..

فقالت السيدة عائشة مستغربة: ثواب حجين اثنين؟!..

قال: بل ثواب أربع...

فكلما أخذت السيدة عائشة تزداد استغراباً وتعجباً من هذا الأجر والثواب العظيم لزائر قبر الحسين السبط الشهيد، كلما كان النبي محمد (ص) يذكر ثواباً أكثر حتى وصل إلى ثواب تسعين حجة وعمرة يقوم بهما رسول الله بنفسه!..



هنا قال نائب الحاكم للشيخ الدربندي:مولانا!.. إن رسول الله لم يكذب ولم يبالغ، فكيف تعدّدت إجاباته للسيدة عائشة؟..فمن ثواب حج واحد إلى تسعين حجة وعمرة ، أليست مبالغة؟..

فقال له الشيخ: إن هذه الدرجات في الثواب تتبع مراتب الزوار، من حيث مستوى معرفتهم بمكانة الحسين وبحقه، ومن حيث بُعد وقرب المكان الذي جاء منه الزائر، ومدى العناء والمشقة التي تحملها في سفره إلى كربلاء لزيارة مرقد الحسين..وما كان من الرجل إلا أن قام من مجلسه وأخذ يقبل الشيخ، ودموعه تجري، وهو يقول: جزاك الله خيراً.



وفي ختام هذا الحوار، قال الشيخ دربندي لنائب الحاكم، بأن هناك من يتعرض لزوار الحسين وشيعة أهل البيت بالأذى والظلم، وهذا شيء لا يرضي الله تعالى، وسوف يحاسب الله الظلمة يوم القيامة حساباً عسيراً.

فقال الرجل: سوف أصدر أمراً من هذه الساعة بعدم التعرّض لزوّار قبر الحسين (ع). قصص العلماء/ص111
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أشرف الهدايا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: قصص علماء الدين-
انتقل الى: