طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: كريمة آل البيت (ع) الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:33 pm | |
| كريمة آل البيت (ع)
حكى لي الأستاذ آية الله السيد مرتضى الموسوي الأصفهاني (دام ظله): أنه في يوم ورد مدينة قم المقدسة عام (1401هـ) مهاجراً من النجف الأشرف، التي كان لسماحته فيها منزل ومنزلة ومسجد ومكتبة، لم يجد لنفسه وعائلته الكريمة أقل تلك الأمور، فصار يسكن منزلاً ضيقاً جداً، وخالياً من أهم الحوائج المنزلية، ولكن كان قلقه الأكبر هو على فقده ما يؤنس العلماء المحققين، وهو الكتاب والمكتبة المنزلية.
فأخذ السيد يذهب إلى مكتبة النجفي المرعشي العامة للمطالعة، والتحضير لدروسه التي كان يلقيها على مجاميع الطلبة في حرم السيدة المعصومة (ع)، واستمر السيد الأصفهاني عفيف النفس، لا يعلم عن حاله وحال زوجته وأطفاله أحد إلا الله سبحانه وبعض من لا حول له ولا قوة.
يقول سماحته: لم أكن في مكتبة النجفي المرعشي أرتاح حين المطالعة، وذلك بسبب عدم رعاية بعض القراء لأقل آداب المطالعة، كالهدوء والجلوس مع الكتاب وفي حضور الآخرين سيما العلماء بأدب واحترام، وفوق ذلك كانت رائحة بعضهم تزعجني كثيراً، وتشتت عليَّ التركيز في المطالعة.
في ذلك اليوم جئت إلى حرم السيدة (ع) وكان الضيق قد بلغ أكبر من طاقتي، فخاطبت كريمة آل البيت (ع) من حرقة قلبي، ومن دون رعاية الفصاحة والبلاغة العربية، قلت لها وبلهجة العوام: يا سيدة!.. ألستِ جدتي؟.. أما ترين حالي؟.. أهكذا يكون حق الضيافة؟..فإلى متى أعيش وزوجتي وأطفالي بهذه الحالة؟.. إنني يا مولاتي لا أطلب منك سوى مكتبة لمطالعاتي.. قلت هذا ومشيت.
وفي اليوم التالي في نفس المكان من الحرم الشريف، دنا مني رجلٌ وبادرني بالسلام وقال: أنت محتاج إلى كتب؟.. قلت: نعم.. قال: اذهب إلى المكتبات وخذ أسعار جميع الكتب والمصادر التي تحتاجها، وغداً أنا أنتظرك هنا لأسلمك ثمنها فتذهب لشرائها!..
لم أندهش لهذه الاستجابة السريعة لتوسلي بالسيدة الكريمة، فأنا معتقد بأهل البيت (ع) بشدة وقوة، لذا ذهبت إلى المكتبات فجمعت قائمة بأسعار مئات الكتب التي أحتاجها لترتيب مكتبتي المنزلية.
وفي اليوم التالي لما جئت على الموعد، رأيت الرجل حاضراً في المكان، تسالمنا فأعطيته القائمة، قال: حسناً، خذ هذا المبلغ، وتذكر لعل كتباً أخرى لم تكتبها، فأنا آتيك غداً أيضا!.. ذهبت وأضفت على القائمة ما نسيته من كتب أخرى، ثم جئته حسب الاتفاق، فأعطاني مبلغاً إضافياً.. واشتريت ما أحتاجه من كتب.
وبعد أيام (أقل من أسبوع) وصلني مال من بعض الأقارب في أصفهان، فاشتريت به فرشاً لمكتبتي وأهم احتياجاتنا المنزلية، فصار وضعي المعيشي خلال أسبوع واحد أفضل من السابق ولا يُقارن.. ولما شاهدت زوجتي تلك التغييرات السريعة في المنزل، سألتني مستغربة: من أين حصلت المال؟..
قلت: من السيدة فاطمة المعصومة، كريمة آل البيت (ع).
| |
|