طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: أظنك تحتاج إلى هذا!.. الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:30 pm | |
| أظنك تحتاج إلى هذا!..
آية الله الشيخ حسين علي الطوبائي قدس سره من العلماء الأتقياء، والزهاد المتواضعين في النجف الأشرف، وقد أولاني – جزاه الله خيراً – اهتماماً خاصاً بالتوجيه التربوي، لم يطرأ على أخلاقه الحميدة تغيير رغم كبر سنه، وما لاقاه من أذى في العراق، وصعوبات الاستقرار في إيران، بعد سنوات طويلة من التغرب.
فقد زرته سنة (1400هـ) في بيته بشيراز وذكرني كرمه وترحيبه بما كان عليه في النجف الأشرف، وفي سنة (1412هـ) حينما سمعت بمرضه الذي توفي فيه هرعت لعيادته، في بيت نجله الأكبر فضيلة الشيخ ناصر (دام عزه) في قم المقدسة، فلما صرت عند رأسه قال له: هذا فلان، فحرّك رأسه قليلاً إذ لم يستطع التكلم، مشيراً إلى أنه يتذكرني.
وقبل أيام من عامنا الجاري (1416هـ) زرت في قم المقدسة ولده الآخر فضيلة الشيخ منصور (دام عزه) فطلبت منه أن يتحف كتابنا بقصة عن والده (رحمه الله)، فقال على سبيل الارتجال وضيق المجال:
كان الوالد يقول: حينما أمر رضا خان (والد شاه إيران السابق) بأن يُنزع الحجاب عن النساء في إيران كرهاً، ضاقت علينا الحياة فأخذت العائلة مهاجراً إلى العراق لمجاورة مرقد الإمام علي (ع) في النجف الأشرف، حتى يشاء الله ما يحب ويرضى، فبعد مغامرات ومخاطر خضناها وصلنا إلى الأراضي العراقية، فكانت بداية رحلتنا الشاقة الأخرى.
ولكنها أهون الشرين، قضينا مدة أسبوع تقريباً في السجن، ولما خلوا سبيلنا انطلقنا فرحين باتجاه النجف الأشرف، وكنا مرهقين بشدة، ومع ذلك ذهبت إلى حرم أمير المؤمنين (ع) شاكراً لله وشاكياً حالنا إليه، قلت للإمام علي: هذا أنا وعيالي وأنت أدرى بحالي، إنني من أجل الاستقرار، وترتيب الحال احتاج إلى مبلغ من المال هذا قدره (عيّنت المقدار الذي أحتاجه) وخرجت من الحرم، فلاقاني في الصحن الشريف واحد من أهل الخير لم أعرفه، سلّم عليَّ ووضع في يدي المبلغ الذي عينته وطلبته من الإمام (ع) وهو يقول لي: أظنك تحتاج إلى هذا يا شيخ!..
| |
|