طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: أتفكر أنه لا صاحب لنا ؟!.. الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:29 pm | |
| أتفكر أنه لا صاحب لنا ؟!..
نقل حجة الإسلام والمسلمين أحمد القاضي الزاهدي في كتابه بالفارسية( شيفتكَان إمام مهدي ) – وهو جامع قصص عن عشاق المهدي صاحب الزمان (عجل الله فرجه ) – نقل عن المرحوم آية الله الحاج السيد محمد القزويني رحمه الله أنه قال:
في سنة (1392هـ) أوكل إليَّ أحد مراجع الدين في كربلاء أن أدفع رواتب شهرية لطلبة العلوم الدينية، فصادف ليلة أول الشهر ليلة الجمعة، ولم يكن لدي مال لأوزعه على الطلبة، وكان المبلغ المطلوب لهذا الغرض حدود ألف دينار عراقي (وهو مبلغ كبير بالنسبة إلى تلك السنوات) .. فكرت ممن أستدين الآن حتى أسدد له فيما بعد، فلم أجد من أستدين منه، سيما أن بعضاً كان يطلب ضماناً لاسترجاع ماله.. فكتبت عريضة أخاطب بها الإمام المهدي (ع) بهذا المضمون: (إن كانت قصة المرحوم آية الله العظمى السيد مهدي بحر العلوم، في مكة المكرمة صحيحة فحولوا إليَّ هذا المبلغ).
رميت هذه العريضة في ضريخ الإمام أبي عبد الله الحسين (ع)، وفي الصباح بين الطلوعين جاءني أحد تجار بغداد إلى المنزل، تناولنا فطور الصباح معاً ثم قدم لي ألف دينار بالضبط!..
فاعترتني حالة غريبة من الوجد والسرور ، وخاطبت الإمام المهدي صاحب الزمان فوراً (سيدي!.. لم تنتظر حتى تطلع الشمس هكذا سارعت إلى إستجابة الطلب).
أجل هكذا يُسعف الإمام صاحب الزمان (ع) أصحابه المخلصين في العقيدة والولاء. [عيون أخبار الرضا]
وأما قصة السيد بحر العلوم قدس سره في مكة، التي أشار إليها السيد القزويني في عريضته، فهي باختصار عبارة عن أنه رحمه الله أقام ثلاث سنوات عند بيت الله الحرام، ومعه خادمه، فكان يبلّغ للدين، ويروّج فقه أهل البيت، ويجيب على الأسئلة الفقهية لأبناء السنة على ضوء فقه مذاهبهم، حيث كانت سعة اطلاعه وعلومه الغزيرة تمكنه الإجابة على أسئلة المسلمين هناك كل حسب مذهبه، وبذلك نال السيد إعجاب المنصفين من السنة وعلمائهم، وأثبت بذلك حقاً أنه بحر العلوم كما هو لقبه الكريم.
ولم يكن السيد مقتصراً على عطائه الديني والعلمي، بل كان سخياً في عطائه المالي أيضاً، فقد كان يعين الطلبة الدارسين عنده، والفقراء الذين يطرقون باب داره، فلما أوشكت أمواله على الانتهاء، قال له خادمه بصيغة العتاب: هكذا تبذل وتبذل حتى أصبحنا لا نملك الآن ما نرجع به إلى النجف الأشرف (العراق).. فسكت عنه بحر العلوم مكتفياً بابتسامة نابعة من سر ويقين!..
وهكذا جاء اليوم الذي نفدت فيه الدراهم والدنانير كلها، فجاء الخادم إلى السيد يخبره قائلاً: ألم أقل لك، فماذا نفعل الآن؟..
أعطاه السيد ورقة صغيرة وأرسله إلى عنوان في السوق، ليسلم الورقة صاحب دكان هناك.
يقول الخادم: ذهبت وإذا كان هناك رجل بسيماء الأولياء، استلم الورقة، وقرأها ثم ناولني أكياساً مملوة بالدراهم والدنانير.. فرجعت بها إلى السيد وأنا متعجب من الأمر، وفي اليوم التالي رجعت إلى السوق لأتعرف على الرجل فلم أجد له من أثر، بل ولا أثر للدكان أيضاً، فسألت أصحاب الدكاكين، أكدوا أن لا أحد بهذه المواصفات كان يجاورهم.
فعدت إلى البيت وكنت غارقاً في التفكير، حتى دخلت على السيد، فسألني أين كنت؟.. قلت: كنت مشغولاً سيدي.
قال السيد بحر العلوم وهو يبتسم: بل كنت ذاهباً إلى السوق، تبحث عن الرجل الذي أرسلتك إليه أمس!..
فازداد اندهاشي فوق اندهاشي الأول وانهمرت دموعي.
قال السيد: أتفكر في أنه لا صاحب لنا؟!.. نقلت هذه القصة عن شريط كاسيت للخطيب الحسيني المرحوم الشيخ أحمد الكافي
| |
|