طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الأخوان المرعشيان الجمعة سبتمبر 02, 2011 11:10 pm | |
| الأخوان المرعشيان
بعد أربعين سنة من زواجه معها وعدم إنجابها، انتقلت إلى رحمة الله، فتزوج زوجها آية الله السيد محمد رضا المرعشي الرفسنجاني، بابنة الحاج ميرزا أسد الله الشيرازي، أخ المجدد الشيرازي الكبير، فرأى في المنام أن قلماً قد خرج من صلبه فتحول إلى سيفين.
فعبّروا رؤياه أن الله يرزقه ولدين توأمين، وهكذا كان.. إذ ولد الأخوان المرعشيان، فسمى أحدهما السيد مهدي والآخر السيد كاظم.. وانتقل أبوهما السيد محمد رضا إلى رحمة الله الواسعة سنة (1342هـ) وكان عمر التوأمين أنئذ خمس سنوات، وبعد بلوغهما أخذتهما أمهما المؤمنة إلى حوزة قم المقدسة، وجاءت إلى مؤسسها آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري قائلة: أريد أن تقبل ولدي هذين في الحوزة وتهتم بتعليمهما.
إلا أن صعوبة الدارسة الحوزوية، بسبب محاربة الحكومة البهلوية للعلماء، ومنعهم لبس العمامة، جعلتهما يفكران – وبتشجيع من بعض – في السفر إلى (أوروبا) للدارسة، وخلال مدة انتظارهما لجواز السفر واستلام شهادة المدرسة الحديثة، أخذا يترددان على مدرسة الفيضية ويستمعان للدروس الدينية فيها، وذلك انطلاقاً من أن العلم بالشيء خير من الجهل به، فانجذب هذان الأخوان الشابان إلى تلك الأجواء، وقرروا البقاء في الحوزة العلمية، بل والتعمم تحدياً للحكومة البهلوية الجائرة.. وجلبتهما السلطات أكثر من عشرين مرة ليتعهدا بخلع العمامة، فكانا يتعهدان بذلك على ورق ولم يلتزما.
لقد قطع الأخوان المرعشيان أشواطاً في دراستهما الدينية، ثم انتقلا إلى حوزة النجف الأشرف، وهناك ازدادا في تقدمهما حتى عرفتهما الأوساط العلمية بالفقه، كما عرفهم المتقون بصفاء النفس، وعرفتهم ساحة الجهاد بالمواقف الشجاعة أيضاً.
ومن عجائب هذين الأخوين المرعشيين ما نقله لي أحدهما، وهو آية الله السيد كاظم (حفظه الله) المقيم في مشهد المقدسة، أنهما لما تقدما للزواج من كريمتي المرجع الكبير آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي قدس سره، وكان في الآونة الأخيرة من عمره الشريف فاقداً لباصرته، قال لهما: إنني رأيت في المنام أن الله تعالى استبدل عينيّ بجناحين.. والآن عرفت تعبير تلك الرؤيا، فأنتما الجناحان إذن.
فزوجهما ابنتيه المؤمنتين، وبالفعل كانا بمثابة جناحين للسيد عبد الهادي الشيرازي، وهما اليوم مجتهدان فقيهان يقومان بدورهما الديني والتوجيهي في قم ومشهد المقدستين، وهما حقا خلفان صالحان لأب صالح لم يتهنأ برؤية ولديه الوحيدين، إذ أصبحا يتيمين يصارعان اليتم والغربة والفقر، باعتماد الثقة بالنفس وقوة الإيمان وشموخ الهدف، وقد بلغا الكنز في حياتهما، وطابقت عليهما الآية الكريمة التي تلاهما لي السيد نفسه، وقد اغرورقت عيناه:
{وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك}. سورة الكهف/82
| |
|