طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: متى قتلنا أنفسنا؟!.. الجمعة سبتمبر 02, 2011 10:42 pm | |
| متى قتلنا أنفسنا؟!..
في الأول إلى الرابع من محرم عام (1330) للهجرة، انتشرت عساكر الروس في احتلال محافظة آذربايجان الإيرانية، فأعلن العلامة المجاهد ثقة الإسلام التبريزي وجوب مقاومة الاحتلال الروسي، ولكن شراسة العساكر قهرت المقاومة حتى وصلوا إلى بيت العلامة التبريزي وهم مارّين على أجساد الشهداء الذين سقطوا في حماية البيت، فأخذ الغزاة الروس سماحة الشيخ التبريزي إلى السجن، وطلبوا منه إصدار بيان في شرعية الاحتلال، وأن التواجد العسكري للروس في آذربايجان أمر ضروري للأمن.. وإن رفض أُعدم!..
فردّ عليهم الشيخ التبريزي قائلاً:أنا مسلم، ولا أكتب ضد وطني شيئاً، أنتم أطردوا كل من في آذربايجان صغيراً وكبيراً، حتى تحصلوا على الأمن الكامل (كناية أن الناس ليسوا معكم)!..
ولما رأوا من الشيخ موقفه الرافض هذا اقتادوه إلى منصة الإعدام، ومعه ثمانية من قيادات المقاومة؛ علماء دين ورجال مؤمنين، وذلك أمام الملأ في ساحة المدينة، وفي يوم عاشوراء سنة (1330) للهجرة تحدياً لكل المشاعر الدينية والوطنية.
ثم برّرت دولة الروس الجائرة إعدامها لهؤلاء العلماء، بأن دولة إيران ضربت حصانة العلماء عرض الحائط في إعدامها للشيخ فضل الله النوري!.. كتاب بالفارسية (شهداي روحانيت)/ ص139
أرأيت كيف نقتل أنفسنا بأنفسنا حينما نصّر على عدم التفاهم؟.. أليس على المسلمين أن يعتبروا كيلا يعطوا المبرر لأهل الباطل ليفتكوا بهم؟.. لقد استنكرت في خطاب ذات مرة المجازر التي يرتكبها الصرب في البوسنة واليهود في لبنان والأمريكان في العراق، ثم وجّهت الخطاب إلى أبناء هذه الشعوب قائلاً: أتعلمون لِمَ دماؤكم رخيصة عند هؤلاء؟.. لأنها رخصت عندكم أولاً.. فلو كنتم تحترمون بعضكم، وتحتاطون في الدماء والأرواح لاحترموكم..
ومثل هذا قلته لفضيلة السيد عالمي أحد وزراء حكومة رباني الأفغانية، فتأثر وجعل ملاحظتي موضوعاً لمحاضرته التي ألقاها بعد يوم في مدينة مشهد المقدسة على جموع المهاجرين الأفغان.
| |
|