طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: المرجعية العليا والحسابات الأخرى!.. الجمعة سبتمبر 02, 2011 10:35 pm | |
| المرجعية العليا والحسابات الأخرى!..
كان العالم الكبير آية الله العظمى السيد حسين القمي رحمه الله، من كبار علمائنا المجاهدين، وقد أُخرج من إيران إلى العراق بسبب معارضته للنظام البهلوي الأول (رضا شاه) في قضية الحجاب، نُقل عن هذا العالم الجليل أن أحد كبار التجار جاءه في إحدى المرات - وكان من الذين يقدّمون العون المالي في إدارة شؤون الحوزة العلمية - قال له: يا سيدي - أطال الله عمرك - هل ترجعون الناس من بعد وفاتكم في المسائل الاحتياطية إلى العالم الفلاني؟..
وكان هذا العالم هو أحد تلاميذ السيد القمي، وقد كان الوقت آنذاك عصراً، فلم يُجب السيد في الحال، ولعله كان يقصد التدبر في الموضوع، ومدى أهلية الرجل لتسلّم مقاليد المرجعية.
وبعد أن تدبّر في هذا الموضوع عرف أن هناك أناساً كانوا قد ذهبوا إلى ذلك التاجر وهم يخططون للمرجعية القادمة، وكان قد وقع اختيارهم على ذلك العالم، فلم يجدوا شخصاً أفضل من هذا التاجر للتأثير في السيد القمي.
والعجيب في الأمر أنه في وقت متأخر من الليل خرج السيد القمي إلى بيت ذلك التاجر، حتى وصل إلى بيته، فسأل عنه، فقالوا: أنه نائم، فقال لهم: أيقظوه لأنني جئت إليه في عمل ضروري، فخرج التاجر مستقبلاً السيد وهو متعجب من مجيء السيد في ذلك الوقت المتأخر من الليل، فقال له السيد: لقد جئت لأخبرك بجواب السؤال الذي سألتنيه عصر اليوم، وهو أن المرجعية لا تكون لذلك الشخص!..
فانزعج التاجر، وقطع العلاقة التي كانت تربطه بالسيد، وصار يُشهر العداء له، وحينما قال بعضٌ للسيد القمي: فلو كنت أخّرت الجواب إلى الصباح، وأخبرته لما آل الأمر إلى هذا الحال، فأجابهم:
في الواقع لقد خفت أن أموت في الليل فلا يحصل الناس على رأيي الصحيح، لأني عندما سألني التاجر عن ذلك العالم لم أجبه في حينه، ولعل بعضاً كان يستشفّ من سكوتي الرضا، وحينما تأملت أمر هذا العالم لم أجده أفضل من غيره علماً واجتهاداً، ثم ولأن هذا التاجر تربطني به علاقة وثيقة وأنا بحاجة إليه، فإن من الممكن أن يوسوس لي الشيطان في أن أحفظ مصالحي معه وأقول له غير الحق، ولذلك قررت الذهاب إليه في تلك الساعة لكي أحسم هذا الأمر. التمدن الإسلامي/ ص412
| |
|