طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: مرحباً بالأخوة والصداقة الأربعاء أغسطس 31, 2011 6:02 am | |
| مرحباً بالأخوة والصداقة
يقول العالم التقي المشتهر بـ(ملا أبو الحسن) – رحمه الله -: كان لي صديق اسمه (ملا جعفر)، مات في فترة زمانه جمع من الناس في منطقته بمرض الطاعون، فكان الكثيرون منهم يوصون (ملا جعفر) بأموالهم وممتلكاتهم، ليتصرف فيها على الوجه الشرعي، فيما يرتأيه الدين الإسلامي.. إلا أن الطاعون لم يمهل الشيخ أيضاً فمات، وترك الأموال من دون ضبط النواحي الشرعية، فأدى ذلك إلى التلاعب من قبل إناس فاسدين..ولعله كان يتمكن من ضبط الأمور والإسراع في إيصال الأموال إلى جهاتها الشرعية، ولكنه تهاون حتى باغته الموت.
مضت مدة على وفاة الشيخ (ملا جعفر) حتى سافرت إلى كربلاء، وهناك ذات ليلة رأيت في المنام رجلين يجران رجلاً مقيداً في سلاسل وعليه آثار العذاب.. وبينما كنت من هول المنظر خائفاً إذ اقترب مني، وإذا به صديقي (ملا جعفر)، أراد أن يكلمني ولكن الرجلين سحباه بشدة، حتى صرخت أنا مفزوعاً، وقمت من نومي مدهوشاً.. وقام أحد العلماء الذي كان نائماً في الحجرة، سألني: ما بك؟.. لماذا صرخت في النوم؟..فنقلت له رؤياي، ثم ذهبت إلى حرم الإمام الحسين سيد الشهداء (ع)، ودعوت لفكاك صديقي من العذاب، وطلبت من الله تعالى أن يعفو عنه.
وفي تلك السنة تشرّفت بحج بيت الله الحرام، وسافرت إلى المدينة المنورة، لزيارة مرقد النبي (ص) والأئمة الأطهار في البقيع، فأصابني مرض حتى سلبني جميع قواي، ترجيت أصدقائي أن يعينوني على الاستحمام، وأن ألبس ثياباً نظيفة، ويأخذوني إلى حرم النبي الأكرم (ص)، فطلبت من الله تعالى أن يشفيني، وطلبت من رسول الله (ص) أن يشفع لصديقي (ملا جعفر) وغيره من الأموات..
في هذه الساعة شعرت بالسلامة، واستعدت قواي ونشاطي، فقمت بنفسي رجعت إلى محل سكونتي، وبعد أيام ذهبت مع الأصدقاء إلى زيارة قبور أُحد، هناك بعد الزيارة نمت، وإذا بي أرى في المنام صديقي (ملا جعفر) بثياب بيض ووجه بشوش، وبيده عصى، اقترب نحوي وقال: (مرحباً بالأخوة والصداقة).. لقد كنت معذباً في عالم البرزخ، ولكن الرسول الأكرم (ص) شفع لي، وأهدى إليَّ هذه الثياب، وأهدت لي فاطمة الزهراء (ع) هذه العباءة، وكل ذلك من بركة دعائك أنت.. والآن جئتك لأخبرك عن وضعي الجديد، وأشكرك على ما قدمته لي من خدمة، وأبشّرك أنك تعود إلى أهلك سالماً إلى سالمين. اقتباس من كتاب (منتخب التواريخ) ص 851
| |
|