طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: ما رأيتك إلا هذا اليوم الأربعاء أغسطس 31, 2011 6:02 am | |
| ما رأيتك إلا هذا اليوم
سمعت آية الله الحاج الشيخ حسين سيبويه (حفطه الله) يقول: جئت مع والدي المرحوم آية الله الشيخ محمد علي، وهو من كبار علماء كربلاء المقدسة، إلى مدينة النجف الأشرف، وذلك للمشاركة في تأبين المرجع الكبير آية الله العظمى السيد عبد الهادي الشيرازي رحمه الله، سنة 1382 الهجرية، كنا جالسين في المقبرة عند باب الطوسي من حرم الإمام علي (ع)، وكان آية الله العظمى السيد الخوئي رحمه الله جالساً جنب والدي يتناقشان في أمر، وطال النقاش بينهما، فلما خرجنا من المقبرة سألت والدي: "حول ماذا كان نقاشكما"؟..
فقال والدي (طاب ثراه): "كنا نتكلم حول التوسل وزيارة الأئمة الطاهرين، وأن أثرها على حياتنا مشروط بمعرفة مقام الأئمة، والتوجه إليهم حين الزيارة والتوسل.
فنقل له السيد الخوئي: أنه كان في النجف الأشرف أحد السادة الفقراء من طلبة العلوم الدينية مستأجراً داراً في منطقة (الحويش) من أحد ملاّكي (البوشربة) ، وكان عنيف التعامل مع السيد، لا يعرف التسامح حين يأتي رأس الشهر، ولا يصبر عليه..ذات مرة تخلّف هذا السيد الفقير عن دفع الإيجار بعض اليوم، فهدّده المالك بإخرجه من البيت، وبعد مشادات عنيفة معه، أمهله يوماً واحداً فقط.
وكان السيد كأكثر الطلبة يزور الحرم كل يوم ويصلي هناك، ويدعو الله تعالى، ولكن لم يكن دعاؤه بحرقة قلب وتوجه تام وإلحاح على الاستجابة..أما هذه المرة حيث المشكلة كانت خانقة والمهلة قليلة، جاء إلى الحرم الشريف لائذاً بضريح الإمام علي أمير المؤمنين (ع) باكياً متضرعاً إلى الله تعالى، ملحّاً على الإمام ليحلّ مشكلته ويفرّج عن همه..ثم رجع إلى البيت، ونام، ورأر في منامه الإمام علي (ع)، فواعده الإمام بأن الخير واصل إليه قريباً..إلا أن السيد سأل من الإمام: ألم تكن تسمع ندائي كل يوم بعد صلاة الظهر طوال هذه المدة، أما كنت استحق استجابة الدعاء من الله تعالى؟!..
أجابه الإمام: "إني ما رأيتك إلا هذا اليوم"..فاستيقط السيد من نومه، وعلم أن الإلحاح في الدعاء هو الذي يجلب الاستجابة، وإن الدعاء من دون الحاح وحرقة قلب لا يؤثر، وهذا هو التوسل الحقيقي بالأئمة (ع).
يقول السيد الفقير: وأنا جالس أعبّر رؤياي وأتأمل فيما رأيت، وإذا بالباب يُطرق..وكانت ساعة بعد يقظتي، فتحت الباب فوجدت أمامي سماحة آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني رحمه الله، سلّم عليّ وناولني مالاً وهو يقول: هذا ثمن إيجار منزلك!..
وكان هذا في الوقت الذي لم يكلم الرجل السيد الأصفهاني عن مشكلته قط، مما يكشف وجود علاقة غيبية بين الإمام المعصوم ونائبه الفقيه العارف بالله تعالى أيضاً.
من زارها وجبت له الجنة
نقل عن السيد النجفي المرعشي القصة التالية:
إنه قبل ستين عاماً تقريباً انهار الحرم الداخلي لمرقد السيدة المعصومة (ع)، ولم يكن سكان مدينة قم في ذلك الزمان أكثر من ثلاثين أو أربعين ألفاً، ولم تكن الحوزة العلمية قوية، لأنها قويت عند مجيء المرحوم آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري، وقبل ذلك كانت الحوزة ضعيفة ومدارسها مبعثرة..والحدث وقع في زمان الشيخ أو قبله (الترديد من الناقل) فتقرر أن ينزل نفر من السادة إلى عمق سرداب الحرم – يعني تحت الأرض عند مرقد السيدة المعصومة – ليتفحصوا أسباب الانهيار حتى يبدؤا في التعمير والترميم.
وكنت أنا واحداً من السادة الذين نزلنا إلى القبر، فنظرت إليها وكأنها ميتة قبل قليل، بينما هي متوفاة قبل (1300) عام تقريباً، وكان كفنها نظيفاً وجديداً، ويظهر من وجهها أنها في العشرين من العمر، ولون بشرتها أسمر يميل إلى البياض، كلون أهل مدينة جدها رسول الله (ص).
والعجيب الذي لم نقرءه في كتب التاريخ أن امرأتين سوداوين كانتا أيضاً مسجّاتين هناك، واحدة خلف رأسها الشريف، والثانية أمامها، وكان يبدو أنهما من إمائها وخدمها (ع)، وهما كذلك طريتا الوجه، وكفنهما لم يتغير لونه.
نعم، تلك المرأة المؤمنة العاملة الصالحة، التي ورد في زيارتها الحديث القائل: " من زارها وجبت له الجنة " فسلام عليها وعلى آبائها الطاهرين ومن والاها إلى يوم الدين.
| |
|