طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: للالتئام ورتق الفتق الأربعاء أغسطس 31, 2011 4:14 am | |
|
لا أدري هل توافقني الرأي أن غالب الناس في عصرنا (مُلَغَّمين)؟!.. يعيشون منهكي القوة، متوتري الأعصاب، قلقين للمستقبل، ومختلفين حول أمور تافهة وحلول عليها ألف نقاش، وبكلمة قرآنية واحدة : (ضنك في العيش)، لذلك أينما تتفوه بكلمة أو تضع قدما انفجر في وجهك (لغم) من المهاترات والقيل والقال، حتى تتوب من أن تتفوه بالنصيحة لأحد، حقاً إن زماننا بئس الأزمنة، ولكن ذلك ما كسبت أيدي الناس، ولهذا السبب فإن المسؤول هو الناس، تسألني: هل ممكن أن تحدد الناس من هم؟..
أقول: كل الضمائر الحاضرة والغائبة، والمتصلة والمنفصلة، والظاهرة والمستترة، التي تشير بها إلى كائن بشري هو المسؤول عن إصلاح نفسه وأهله، ثم الأبعدون، والإصلاح يبدأ من الوعي بذكر الله والقيم الأخلاقية في الحياة بكل أبعادها، مع العمل بهذا الوعي، سيما الحديث"إن عيرك أخوك بما يعلم فيك، فلا تعيره بما تعلم فيه يكون ذلك أجراً وعليه إثم" و "من أُغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره، فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة".
هذه الكلمات قدمتها إلى نفسي أولاً ثم إليك من أجل التمهيد لهذه القصة القصيرة في سطورها والكبيرة في معانيها وآثارها: آية الله العظمى الميرزا جواد ملكي التبريزي (أعلى الله مقامه) كان من العرفاء الأتقياء الذين يُعدون في نزاهتهم بالأصابع، ولم يبلغ هذه الدرجة العالية من القرب من الله تعالى إلا بمراقبة نفسه ومحاسبتها، والتضرع إلى الله آناء الليل وأطراف النهار.. وبذلك أصبح الناس يحبونه من قلوبهم ولا مجاملة .
يقال: إن رجلاً اغتاب في محضره شخصاً، فانزعج الميرزا بشدة وقاطعه فوراً: "إنك باغتيابك هذا قد سبّبت لي تعباً لمدة أربعين يوماً". بالفارسية (رسالة لقاء الله)/ص104
يقصد قدس سره أن الاستماع إلى الغيبة حرام أيضاً، بحيث أن الالتئام ورتق الفتق لعودة المؤمن إلى حالته الطبيعية المطلوبة عند الله، يحتاج أربعين يوماً يستغفر الله فيه لنفسه وللمستغاب.
فهل نحن نحذر الفتق، وإذا وقعنا فيه رتقناه بسرعة، قبل اتساعه بأيدي الجهلاء؟!.. ذلك هو خطوة هامة لنزع فتيل النزاعات وإبطال ألغام النفوس!..
| |
|