طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الشيخ المتورع الكامل أبو زيد ربيع بن خثيم الأسدي الثوري التميمي الكوفي الأربعاء أغسطس 31, 2011 3:52 am | |
|
ذكر القشيرى في رسالته أنه سمع الاستاذ أبا علي الدقاق يقول: جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم: إرفعي صوتك، فأرى من نفسه أنه أصم، فسُرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الأصم.
وقد كان من كبار أصحاب المعرفة والوجدان والذوق والعرفان، وعزيز الحديث في زمن خلافة المعتصم العباسي ومن تأخر عنه، وقد صحب شقيقاً البلخي وغيره، وسمع منه أحمد بن خضرويه البلخي من كبار مشايخ خراسان، وكانت وفاته بخراسان في حدود سنة سبع وثلاثين ومائتين كما في "تاريخ أخبار البشر" وله كلمات وحكايات طريفة ذكرها المتفننون في رسائلهم.
منها ما هو في بعض كتب الأخبار والسير،أنه قيل له: بم رزقت الحكمة؟..
قال: بخلو البطن، وسخاء النفس، وسهر الليل.
ومنها ما هو في بعض المواضيع المعتبرة، أنه قيل له وهو بالغ مبلغه من العلم والتقى: ألا تجالس لنا في الجامع؟..
فقال: لا يجلس في الجامع إلا جامع، أو جاهل، ولست بجامع ولا أحب أن أكون جاهلاً.
ومن كلماته الطريفة:إلزم بيتك فإن أردت الصاحب فالله يكفيك، وإن أردت الرفيق فرفيقاك يفيكانك، والقرآن يونسك، وذكر الموت يعظك، وإليه ينظر قول على بن القاسم:
تركت الأنس بالإنس فما في الإنس من أنس
وأقبلت على القرآن درساً أسما درس
عسى يونسني ذاك إذا استوحشت من رمسي
ومنها قوله: العجلة من الشيطان إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر ضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب.
وكل ذلك مأخوذ من الشريعة ويحكم به العقل القاطع المتين، ومنها قوله برواية القشيري: ما من صباح إلا والشيطان يقول لي: ما تأكل؟.. وما تلبس؟.. وأين تسكن؟.. فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر.
وبراويته أيضاً أنه قال:من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت: موتاً أبيض وهو الجوع، وموتاً أسود وهو احتمال الأذى من الخلق، وموتاً أحمر وهو العمل ومخالفة الهوى، وموتاً أخضر وهو طرح الرقاع بعضها على بعض. الرسالة القشيرية: 17، وحلية الأولياء: 8/78
وبروايته أيضاً في غير موضع أنه قال:
لا تغتر بموضع صالح فلا مكان أصلح من الجنة، فلقي آدم (ع) ما لقي.
ولا تغتر بكثرة العبادة، فإن إبليس بعد طول تعبده لقى ما لقى.
ولا تغتر بكثرة العلم، فإن بلعم بن باعورا كان يحسن اسم الله الأعظم، فانظر ماذا لقى.
ولا تغتر برؤية الصالحين، فلا شخص أكبر من المصطفى (ص) لم ينتفع بلقائه أقاربه وأعداءه.
| |
|