محورية القرآن الكريم في المعرفة ا لدينية- ق1 1/8/2011
الثلاثاء, 02 أغسطس 2011 06:37
المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته، نبارك لكم اليوم الأول من شهر رمضان المبارك شهر الرحمة والمغفرة والتوبة. في خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمناسبة شهر رمضان يقول فيها (أيها الناس أنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول).
تقبل الله أعمالكم وصيامكم وقيامكم في هذا الشهر الفضيل ونحن نبدأ معكم دورة جديدة من مطارحات، لا يسعني هنا إلا أن أحيي زميلي السابق الدكتور سالم جاري الذي كان يقدم هذا البرنامج على مدى سنوات، وأيضاً أحيي سماحة آية الله السيد كمال الحيدري أبارك له هذا الشهر الفضيل وأهلاً وسهلاً بها في هذه الدورة الجديدة من مطارحات في العقيدة.
سماحة السيد هل من كلمة ترحيب لكي أبدأ بتنويهات.
سماحة السيد كمال الحيدري: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
قال الله تعالى: (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري)، هذه من الأدعية التي نحاول إن شاء الله أن نوفق أن نكون من مصاديق هذه الآيات المباركة في هذا الشهر المبارك.
(رب أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي) في المقدمة أيضاً في الواقع أقدم تبريكاتي الحارة بمناسبة حلول شهر الله شهر رمضان المبارك وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لصيامه وقيامه وأداء حقوقه، وليجعلنا من الفائزين بكرامته إنه ولي التوفيق.
كذلك أيضاً لا أنسى أن أقدم سلامي الحار إلى جميع المشاهدين من الأخوة والأخوات والذي انقطعت عليهم لهذه المدة الماضية وأعتذر أشد الاعتذار لطول تلك المدة وكذلك هنا أشعر بضرورة أن أقدم سلامي وشكري إلى الأخ الدكتور سالم جاري الذي افتقدناه في هذا الشهر المبارك نرجو أن لا ينسى من الدعاء وأن يكون موفقاً في أي دائرة يعمل فيها.
المُقدَّم: أعزائي المشاهدين فيما يتعلق بموضوع هذه الحلقة من مطارحات سيكون هذا الموضوع مقدمة لموضوع مهم سيأتي الحديث عنه في حلقات قادمة موضوع هذه الحلقة هو (محورية القرآن الكريم في المعرفة ا لدينية) لابد لي قبل ذلك أن أنوه فيما يتعلق بالاتصالات التي سنأخذ ربما حزمة كبيرة منها في هذه الليلة، على أساس أن سماحة السيد سيخصص 25 دقيقة للاتصالات. ولكن قبل ذلك لابد أن أنوه إلى بعض الأمور. وسأكون جازماً فيها إن شاء الله.
أولاً: أن يكون السؤال ضمن سياق الحلقة وهذا ما أؤكد عليه لكي نصل إلى النتيجة المعرفية التي نبتغيها من هذا الحوار.
ثانياً: أن يراعى في المداخلات أسس الحوار العلمي والحوار الهادف الذي نتحرى به الحقيقة، والذي يبعدنا عن الجدال والسجال واللغو الذي لابد أن نبتعد عنه في كل شهور السنة وخاصة في مثل هذا الشهر الفضيل.
تأكدوا أن الهدف من هذا البرنامج هو المعرفة وإبصار الحقيقة، قال الله تعالى: (وما أنت بهاد العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون).
سماحة السيد أبدأ معك الحديث حول أسس محورية القرآن الكريم في المعرفة الدينية.
سماحة السيد كمال الحيدري: بسم الله الرحمن الرحيم، في الواقع كما هو واضح أنه ليس محور أبحاثنا في هذه الليالي المباركة هو موضوع هذه الحلقة، وإنما باعتبار أننا نعيش في شهر رمضان شهر ربيع القرآن، نحاول بقدر الإمكان في حلقات هذه الليالي بإذن الله نحاول أن نصبغ الأبحاث بصبغة قرآنية، وبتعبير القرآن الكريم (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) إذا أردنا أن نتكلم في مضمون الآية المباركة، الصبغة القرآنية وما توجد صبغة أحسن من الصبغة القرآنية.
في الواقع لا أريد أن أطيل على المشاهد الكريم في هذا المجال، وأحاول أن أقف عند بعض الأسس والأصول التي لابد من مراعاتها لفهم القرآن الكريم ولجعل القرآن هو المحور وبيان السبب وبيان الدليل العلمي والقرآني لمرجعية القرآن في جميع المعارف الدينية.
طبعاً لابد أن يكون على ذكر من المشاهدين أن هذه أبحاث أشير إليها إجمالاً والتفصيل لعله موكول إلى محل آخر.
الأصل الأول الذي لابد أن يلتفت إليه في مثل هذه الأبحاث: هو أن أئمة أهل البيت عليهم السلام تبعاً للرسول الأعظم وتبعاً للقرآن الكريم قالوا لنا أن كل ما نحتاج إليه من المعارف الأساسية الدينية لهداية الإنسان ولإيصاله إلى كماله المطلوب إنما هو موجود في القرآن الكريم. يعني أنه لا يوجد شيء يقربنا إلى الله وإلى كمال الإنسان الحقيقي إلا وهو موجود في هذا الكتاب، ولا يوجد شيء يبعدنا إلا وقد نهينا عنه في هذا الكتاب ولو على الإجمال ولو على صورة القواعد الكلية.
وهذا ما أحاول أن أقف عليه في كلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة.
الإمام أمير المؤمنين في (نهج البلاغة، ص53) كما هي في النسخة الموجودة في يدي هذه عبارة، وهي شرح الشيخ محمد عبدة، طبعة جديدة، خرج مصادره، الناشر مؤسسة التأريخ العربي، بيروت، لبنان، وهي فيما ورد من كلام له عليه السلام في ذم اختلاف العلماء في الفتيا. العجيب أن الإمام أمير المؤمنين يبين بشكل واضح أنه ما من اختلاف يقع في أي مفردة دينية أعم من أن تكون عقدية أو فقهية أو أخلاقية إلا ومرجعها إلى عدم الرجوع إلى القرآن الكريم، يعني أن الإمام يعطينا ضابطة يقول لو وقع الاختلاف بينكم اعلموا أنكم ابتعدتم عن القرآن، وإلا كلما اقتربتم من القرآن وإلى محورية القرآن ومصدرية القرآن أطمأنوا أنه تقل الاختلافات فيما بينكم.
انظروا الإمام عليه السلام ماذا يقول (ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلافه ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعاً) يقول أنت على الحق وأنت على الحق مع أن كلاهما اختلف (فيصوب آراءهم جميعاً، وألههم واحد ونبيهم واحد وكتابهم واحد، أفأمرهم الله بالاختلاف فأطاعوه) هذا الاختلاف ما هو منشأه حتى أنهم اختلفوا فيما بينهم، الله أمرهم بهذا؟ الجواب: من الواضح أن الله أمرهم بالاختلاف أم أمرهم بالاتحاد والوحدة (أم نهاهم عنه فعصوه أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه) هل أن كتابه ناقص ودينه ناقص حتى يحتاج إتمامه من القضاة والعلماء (أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى، أم أنزل الله ...) إذن إذا لم يكن هذا كله فما هو يا سيدي يا أمير المؤمنين قال: (أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصر الرسول الله صلى الله عليه وآله عن تبليغه وأداءه)هذا كلها ليست صحيحة، إذن ما هو؟ قال: (والله سبحانه يقول ما فرطنا في الكتاب من شيء، وقال: تبياناً لكل شيء. وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضاً وأنه لا اختلاف فيه. فقال سبحانه: ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً).
إذن أيها الناس أيها الناس أيها الحكماء يا أهل العلم يا علماء، إذا وجدتم الاختلاف أعلموا أنه من عند غير الله، وماذا بعد الحق إلا الضلال. أعزائي إذا وجدتم الاختلاف اعلموا أنه ليس ... وإلا الله عز وجل قال: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) (وأن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق لا تفنى عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تكشف الظلمات إلا به) سلام عليك يا إمام التوحيد.
الآن عندي نكتة أريد الإشارة لها: وهي أنه أنا بيني وبين الله أنا أضع هذه الحقيقة بيد المشاهد الكريم وبين أيدي أهل العلم والإنصاف والتحقيق: الإمام الذي نعتقده الذي هو إمام الأئمة عندنا بعد رسول الله صلوات الله عليه وهو الإمام أمير المؤمنين عندما يقول عن القرآن هذا الكلام بينكم وبين الله أيعقل أن شيعته يذهبون إلى تحريف القرآن الكريم، وأن هذا القرآن كتاب ناقص. هل يمكن أن تنسجم هذه الدعوى وهذه التهمة التي توجه إلى علماء مدرسة اهل البيت وإلى مدرسة أهل البيت، بينما ما يقوله أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة.
المُقدَّم: ولديك دليل على أن شيعة أهل البيت تقول بالتحريف.
سماحة السيد كمال الحيدري: واقعاً لا يقولون، وهذا الدليل لا أريد أن أقدمه من كلمات علماء الشيعة ومدرسة أهل البيت، في هذه الليلة البحث ليس في محور محدد حتى يقول المشاهد أن السيد تكلم في محاور متعددة. نعم، أنا قاصد في هذه الليلة أو لعله الليلة القادم أن أتكلم في موضوعات متعددة.
انظروا ما ورد في كتاب (دفاع عن العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين)الإمام محمد الغزالي وهو أحد أئمة مدرسة الأزهر الشريف، ولا يخفى على المشاهد الكريم يقول العنوان كذا والمؤلف كذا والإشراف كذا وتأريخ النشر الطبعة السابعة في أبريل 2005.
في هذا الكتاب الإمام محمد الغزالي هذه عباراته وبودي أن المشاهد الكريم يقف عند هذه العبارات جيداً حتى لا نبتلي باتصالات البعض حيث يقولون أنتم تقولون بتحريف القرآن أو لا تقولون به.
يقول في (ص219) من الكتاب: (إنني اسف لأن بعض من يرسلون الكلام على عواهنه بل بعض من يسوقون التهم جزافاً غير مبالين بعواقبها دخلوا على ميدان الفكر الإسلامي بهذه الأخلاق المعلولة فأساءوا إلى الإسلام وأمته شر إساءة، سمعت واحداً من هؤلاء) وكم هم كثيرون في هذا الزمان على القنوات وبودي أن يلتفت المشاهد الكريم إلى ماذا أقول وكلام موجه لمن. يقول: (سمعت واحداً من هؤلاء يقول في مجلس علم) يعني ليس من عموم الناس وإنما من أهل العلم (أن للشيعة قرآناً آخر يزيد أو ينقص عن قرآننا المعروف) يقول هذا سمعته في مجلس من مجالس العلم.(فقلت له: أين هذا القرآن، إن العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في ثلاث قارات ظل من بعثة محمد إلى يومنا هذا بعد أن سلخ من عمر الزمن 14 قرناً لا يعرف إلا مصحفاً واحداً مضبوطة البداية والنهاية معدود السور والآيات والألفاظ، فأين هذا لقرآن الآخر، ولماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه خلال هذا الدهر الطويل، لماذا يساق هذا الافتراء) أحد أعلام الأزهر يقول أن هذا افتراء، يقول: (ولحساب من تفتعل هذه الشاعات وتلقى بين الأغرار ليسوء ظنهم بأخوانهم وقد يسوء ظنهم بكتابهم، أن المصحف واحد يطبع في القاهرة فيقدسه الشيعة في النجف أو في طهران ويتداولون نسخه بين أيديهم وفي بيوتهم دون أن يخطر ببالهم شيء إلا توقير الكتاب ومنزل الكتاب جل شأنه، ومبلغ الكتاب، فلما الكذب على الناس وعلى الوحي، ومن هؤلاء الافاكين من روج أن الشيعة أتباع علي وأن السنيين أتباع محمد وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة أو أنها أخطأته إلى غير، وهذا لغو قبيح وتزوير شائن ولكن تصديق هذا اللغو كان الباعث على تلك المجزرة المخزية التي وقعت بين أبناء ا لإسلام من سنة وشيعة جعلتهم وهم الاخوة في الدين يأكل بعضهم بعضاً على هذا النحو المهين) وأنا أتصور أن كل دعوة لإثارة مثل هذه المقولات تصب في إثارة الفتنة بين المسلمين (إن الشيعة يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وآله ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول وهم كسائر المسلمين لا يرون بشراً في الأولين والآخرين أعظم من الصادق الأمين ولا أحق منه بالاتباع فكيف ينسب لهم هذا الهذر) هذا خلاصة ما يقوله هذا الإمام من أئمة الأزهر (الواقع أن الذي يرغبون في تقسيم الأمة طوائف متعادية لما لم يجدوا لهذا التقسيم سبباً معقولاً لجأوا إلى افتعال أسباب الفرقة فهذه كلها أيادي لهدف) الآن حتى لو لم أعبر عن وحدة الأمة لا أقل أعبر هذا التعايش السلمي الذي يعيشه المسلمون في كل مكان.
المُقدَّم: هذا هو خط الأزهر الشريف وهذا هو خط الأخوة أهل السنة، أما الذين ينتقدهم الشيخ الغزالي فهم الأقلية التي لا تؤمن بمتبنيات الأزهر.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا ما سيتضح لاحقاً. وهو النهج الاموي.
المُقدَّم: ولكن فيما يتعلق باختلاف الفقهاء أو اختلاف العلماء في استنطاق القرآن الكريم. هل نفهم من هذا أنه لابد من وجود مرجعية للعلماء قبل العامة، هذه المرجعية كانت في زمن الرسالة تتجسد بالنبي الكريم صلى الله عليه وآله وأيضاً في نفس الوقت بأهل البيت بنص القرآن الذين يعبر عنهم (الذين يعلمونه منهم أو الذين يفهمونه منه أو الذين يدركون كنه معارفه) هل هذا دليل على ضرورة وجود الإمام بعد النبي.
سماحة السيد كمال الحيدري: انظروا واقعاً هذه المقولة إن شاء الله تعالى في الأبحاث اللاحقة سأقف عند هذه المقولة، لعله واحدة من أبحاثي في هذا الشهر المبارك هو أن نقف أنه هل يوجد هناك إمام أرجع إليه رسول الله بعد رحلته لبيان الدين ولتفسير الدين ولفهم الدين أو أن النبي صلى الله عليه وآله ترك الأمة سدى، هذا سنقف عنده بعد ذلك.
ولكن ما أريد التأكيد عليه في هذه الليلة، أشير إلى بعض الأصول الأخرى:
الأصل الثاني: أن أمير المؤمنين عليه السلام بين بشكل واضح بأنه أساساً لابد من الرجوع إلى معارف القرآن، باعتبار أن كل المعارف موجودة في القرآن إذن لابد من التدبر في معارف القرآن. وهذا ما أشار إليه الإمام عليه السلام في هذه النسخة من (نهج البلاغة، ص187، الخطبة 110) ومن خطبة له في أركان الإسلام قال:(وتعلموا القرآن) المراد من تعلم القرآن يعني التفقه في القرآن، يعني التدبر في القرآن يعني (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) (وتعلموا القرآن فأنه أحسن الحديث وتفقهوا فيه) لا فقط أن تقرءوه وتحفظوه على القلوب، لا أبد، التفقه، فهم الدين القرآن الكريم (وتفقهوا فيه فأنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فأنه شفاء الصدور).
إذن الإمام أمير المؤمنين بشكل واضح وصريح يقول طريق النجاة من الضلال إنما يمر من القرآن الكريم. هذا هو الأصل الثاني.
المُقدَّم: فيما يتعلق بالأصل الثاني هل القرآن الكريم كتاب هداية أم كتاب يشتمل على جميع المعارف.
سماحة السيد كمال الحيدري: الجواب: أن القرآن الكريم كل ما يحتاج إليه الإنسان للوصول إلى كماله، لأننا نعلم أن الإنسان لم يخلق سدى (أفحسبتم إنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون) (الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى). هذا القرآن كتاب هداية للإنسان ليصل إلى كماله اللائق به.
قد يقول قائل: أن القرآن الكريم توجد فيه بعض العلوم من الطبيعيات والفيزياء والكيمياء والصحة وغير ذلك؟
الجواب: هذه كلها في ظلال الغرض الأصلي وهو هداية الإنسان على كماله اللائق به.
أما الأصل الثالث: بودي أن أقف عند الأصل الثالث متى يكون القرآن هادياً للإنسان، الإمام عليه السلام بشكل واضح وصريح يقول إذا جعلنا القرآن هو الحكم والحاكم حقيقة في حياتنا لا أن نجعل القرآن وأن نستفيد من القرآن وأن نرفع القرآن على الرماح لأجل الغيلة والغدر، لا لا، إذا جعلنا القرآن حقيقة هو الحكم والحاكم فينا.
يقول في (ص143) الإمام عليه السلام بشكل واضح وصريح يقول: (فانظر) في الخطبة (رقم91) من خطبة له تعرف بخطبة الأشباح، يقول: (فانظر أيها السائل فما دلك القرآن عليه من صفته فأتم به واستضئ بنور هدايته) ما دل القرآن عليه لا ما دل الهوى أو رأي فلان وفلان. (وما كلفك الشيطان علمه مما ليس في الكتاب عليك فرضه ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى الله سبحانه).
الإمام أمير المؤمنين ارجعنا أولاً مما ليس في الكتاب فرضه، إذن المرجع الأول هو الكتاب. المرجع الثاني هو سنة النبي صلى الله عليه وآله قال ولا في سنة النبي. والمرجع الثالث هو أئمة الهدى، هنا هذا الذي سألتم عنه، إذن لابد أن نعرف أئمة الهدى بعد رسول الله وهم من يفهم القرآن، يعني وهم الذين لهم المرجعية في تفسير الدين وفي تفسير النص الديني وفي فهم الحقائق الدينية. وهذه هي القضية المركزية، هذه النكتة لا أريد أن أفيض الكلام فيها هذه الليلة وسنحاول الوقوف عندها.
قبل أن نصل إلى مسألة الإمام السياسية والى مسألة الخلافة السياسية وإلى مسألة تطبيق الدين في حياة الناس لابد أن نسأل هذا السؤال، وهو أنه في حياة رسول الله الرسول الأعظم كان هو المرجع والمحور وهو المفسر للقرآن وللنص الديني (لتبين للناس ما نزل إليهم).
السؤال: بعد رسول الله من هو المفسر للقرآن ومن هو المفسر للمعارف الدينية ومن هو المرجع والمصدر لفهم النص الديني. قبل أن نصل إلى مسألة الخلافة السياسية؟
هنا بشكل واضح وصريح الإمام أمير المؤمنين يشير إلى هذه الحقيقة يقول: (ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله وأئمة الهدى أثره) إذن يجعل بعد السنة أئمة الهدى، من هنا لابد من الرجوع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لنرى أنه هل عين لنا من هم أئمة الهدى. باعتبار أننا سنقف عند هذه النقطة بعد ذلك لأن القرآن الكريم يشير إلى نوعين من الإمامة. يقول: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وكذلك يقول: (وجعلناهم أئمة يهدون إلى النار) الإمام هنا يقول أن المرجعية لأئمة الهدى. إذن لابد أن نسأل القرآن والنبي الأكرم والسنة النبوية يا رسول الله من هم أئمة الهدى من بعدك لنرجع إليهم في فهم الكتاب، لنرجع إليهم في فهم السنة.
المُقدَّم: لربما هذا ينقلنا إلى الأساس أو الأصل الرابع وهو أن القرآن حتى إذا استنطق من غير المختصين لن ينطق.
سماحة السيد كمال الحيدري: لماذا؟ باعتبار أنه لتبين للناس، القرآن يحتاج إلى مفسر وإلى مبين وإلى مرجع لبيان النص الديني، وفي حياة الرسول كان هو الرسول الأعظم ومن بعده من؟
المُقدَّم: والمفسر يجب أن تكون له خصوصيات.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا سيأتي لاحقاً، الأبحاث التي سنقف عليها لاحقاً وهي أنه ما هي خصائصهم بغض النظر عن أسمائهم، ما هي الخصائص التي لابد أن يتميزوا ويختصوا بها. طبعاً بعد ذلك سيأتي أساساً حديث الثقلين ماذا يقول والأحاديث الأخرى ماذا تقول وأن رسول الله ماذا يقول، أساساً الرسول صلى الله عليه وآله هل عين إمامة الهدى أو لم يعين، هل عين إمامة الضلالة الذين يدعون إلى النار أم لم يعين، وهذا ما سيأتي لاحقاً.
المُقدَّم: أعزائي المشاهدين يمكن بعد هذا السؤال أن تبدءوا باتصالاتكم الهاتفية أرجو من الأخوة إظهار أرقام الهواتف على الشاشة لكي يتسنى للأخوة والأخوات الاتصال بنا وتوجيه أسألتهم.
سماحة السيد أهم آثار حمل القرآن الكريم والتدبر في معارفه.
سماحة السيد كمال الحيدري: من الواضح أنه في دقائق لا يمكن أن نلم بالبحث، ولكني أعنوان البحث فقط وبعد ذلك سندخل في تفاصيل هذه المسألة. من أهم الآثار التي ذكرها الإمام أمير المؤمنين وذكرته النصوص الصحيحة الواردة في هذا المجال، ما ورد في كلمات الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة، قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام (واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش) عجيب هذه الأوصاف كونوا على ثقة لا يمكن أن تصدر إلا من لسان الوحي وهو ربيب الوحي وهو تلميذ الوحي وهو تلميذ النبي الأكرم علمني حبيبي باباً من العلم ينفتح لي منه ألف باب.
المُقدَّم: في هذه النقطة هناك إشارة لطيفة أن بعض الذين يظهرون بثوب النصح هم يغشون.
سماحة السيد كمال الحيدري: (واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب وما جالس هذا القرآن أحد إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى أو نقصان من عمى ...) تدبروا في هذه الكلمات في هذا الشهر الفضيل شهر القرآن شهر رمضان المبارك (واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة) إذا كان الإنسان عنده القرآن فلا توجد عنده فاقة وفقر في كل بعد من أبعاده الأخلاقية والعقدية والفقهية والروحانية والسلوكية أو لا توجد؟ (واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى، من وجد ما فقده وماذا فقد من وجده، فاستشفوه من أدوائكم واستعينوا به على لهوائكم فأن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغي والضلال فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه ولا تسألوا به خلقه إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله)بمثل القرآن الكريم، ثم قال: (واعلموا أنه شافع مشفع) وهذا ما ارجو ان أوفق له في الليلة القادمة.
المُقدَّم: هل يمكن أن يكون القرآن الكريم وسيلة إلى الله.
سماحة السيد كمال الحيدري: بل هو أهم الوسيلة (وابتغوا إليه الوسيلة) أعد المشاهد الكريم في غد بإذن الله قبل الدخول في أبحاثنا الأساسية أن القرآن يعد من أهم وسائل المعرفة وأهم وسائل القرب وأهم وسائل الكمال للوصول إلى الله سبحانه وتعالى.
المُقدَّم: الأخ أبو أحمد من العراق.
الأخ أبو أحمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو أحمد: سيدنا استوحشناك خلال هذه الفترة، يحفظكم الله، أزدنا بارك الله فيك.
المُقدَّم: معنا الأخ علي من العراق.
الأخ علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ علي: سيدنا أحببت أن أسلم عليكم وبارك الله فيكم نتمنى أن نسمع محاضراتكم.
المُقدَّم: الأخ إبراهيم التميمي من السعودية، تفضلوا.
الأخ إبراهيم: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ إبراهيم: سؤال الأول أريد أن يكون الشرح ... حتى نتفاهم معك. الطلب الثاني قال أمير المؤمنين رضي الله عنه وكما تقول الآن أن القرآن هو الهداية ومن يريد أن يهتدي فبالقرآن، إذا أردت أن أتشيع وبحثت في القرآن عن المهدي المنتظر لكي أمن به، هل أجد هذا في القرآن.
المُقدَّم: هل هناك من سؤال آخر.
الأخ محمد علي من السويد.
الأخ محمد علي: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ محمد علي: سيدنا قلت أن القرآن الكريم هو المرجعية الصحيحة للمعرفة عند المسلمين، السؤال هو لماذا يختلف العلماء إذن حتى في كل مذهب نجد هناك أكثر من رأي ونجد هناك أكثر من استنباط في القضايا الإسلامية، تتفضلون بأن العالم بالقرآن الكريم هو إمام معصوم. هل كتب ...
سماحة السيد كمال الحيدري: أخي العزيز أنا لم أقل أن الإمام المعصوم هو العالم، هذا البحث أنا لم أطرحه بعد، أنا قلت أنه لابد من وجود أئمة هدى بعد رسول الله، أنا لم أقل معصومين أو من هم، هذه الأبحاث لا تستبقها أخي العزيز، وإلا قد يقول ما الدليل على وجود الإمام المعصوم بعد رسول الله، هذه المقولة أنا لم أقلها.
الأخ محمد علي: لنقل هذا الشيء بأنه لم نصل بعد إلى مرحلة الإمامة، القرآ، الكريم هو المرجعية الصحيحة في المعرفة، المرجعية الكاملة، ما هو حال علماء المسلمين في هذا الزمان. هذا هو السؤال.
المُقدَّم: الأخ أبو زهراء.
الأخ أبو زهراء: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو زهراء: سيدنا تسمحوا لنا بسؤال خارجي.
المُقدَّم: أبداً أبو زهراء، لو كان عندك سؤال في سياق الحلقة فتفضلوا.
الأخ أبو حمزة من العراق، تفضلوا.
الأخ أبو حمزة: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حمزة: نهنئكم بمناسبة شهر رمضان الكريم، أرجو من سماحة السيد أن يفسر لنا قوله تعالى (أن الله وملائكته يصلون على النبي ...).
سماحة السيد كمال الحيدري: فيما يتعلق بسؤال الأخ وهو أنه عندما تكون المرجعية الأساسية في المعارف هي القرآن فهل نجد المهدي في القرآن؟
الأخ العزيز المتصل من السعودية وقال: يا أخي العزيز أود أن تنتظرني بعد ليال سأثبت لك أن القرآن الكريم اشار بالضرورة أنه لابد من وجود إمامة إبراهيمية في القرآن وأنها مستمرة في إلى قيام الساعة. أما من هو هذا؟ فهذا ما بينته السنة من هو هذا، يعني أصل الإمامة أثبتتها الآيات القرآنية، أما بيان مصاديق الإمامة فهذا مما يحتاج إلى بيان من الرسول الأعظم وإلا لو كان كل شيء في القرآن الكريم لما احتجنا أن القرآن يقول لتبين للناس ما نزل إليهم، لما احتجنا إلى الرسول أصلاً ولما احتجنا إلى السنة أصلاً، هذه المقولة ا لتي تتوقع أن توجد الأسماء والتفاصيل والعبادات بتفصايلها والعقائد بكل فروعها في القرآن هذا عبارة أخرى حسبنا كتاب الله، مع أنه صريح القرآن الكريم يقول (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى. ولذا تجدون الإمام أمير المؤمنين عليه السلام عندما بين هذه الحقيقة أيد وثبت هذا، قال: (وما ليس في الكتاب عليك فرضه) هذا المرجع الأول (ولا في سنة النبي صلى الله عليه وآله) هذا المرجع الثاني (وأئمة الهدى) هذا المرجع الثالث.
إذن الإمام أمير المؤمنين لم يقل حسبنا كتاب الله قال الكتاب والسنة وبيانات أئمة الهدى، آثار أئمة الهدى. من هنا لابد من الرجوع إلى رسول الله نقول له يا رسول الله من هم أئمة الهدى من بعدك، هل بين رسول الله من هم أئمة الهدى؟
المُقدَّم: وإذا كان قد بينهم فماذا يكون موقفنا أزاء هذا.
سماحة السيد كمال الحيدري: هذا السؤال يطرح: أن الرسول يأتي ويقول أن الأئمة من بعدي اثنا عشر، الخلفاء من بعدي اثنا عشر، ومع ذلك لا يبين أسمائهم، أيعقل هذا؟ هذا بحثه إن شاء الله في سيأتي.
أما السؤال الثاني وهو عن منشأ اختلاف العلماء، منشأ اختلاف العلماء مع أن مرجعية الجميع أو لا أقل أن الجميع يدعي وصلاً بليلى، الجميع يقول أن المرجع هو القرآن الكريم فلماذا وقع الاختلاف بين الاتجاهات الكلامية والمدارس الفقهية والمذاهب؟
الجواب: باعتبار يعود إلى سببين أصليين، بنحو الإجمال:
السبب الأول: أن هؤلاء اختلفوا في المرجعية بعد رسول. هؤلاء لو كانوا متفقين على المرجعية بعد رسول الله ما وقع هذا الاختلاف الشاسع بين العلماء بعد رسول الله صلى الله عليه وآله. بعضهم جعل سنة الصحابة حجة وبعضهم قال بعدالة الصحابة جميعاً وبعضهم قال ... ولكن لابد من الرجوع إلى الرسول الأعظم لنرى من المرجعية لفهم الدين بعد رسول الله.
إذن السبب الأول للاختلاف هو الاختلاف في المرجعية بعد رسول الله.
السبب الثاني للاختلاف في داخل المذهب الواحد والمدرسة الواحدة هو اختلاف المناهج لفهم القرآن الكريم، يعني أدوات عملية فهم النص الديني، بعضهم يقول أدواته عقلية وبعضهم يقول نقلية وبعضهم يقول كشفية عرفانية ... هذه اختلاف الأدوات والوسائل لفهم حقيقة النص الديني هي التي أدت إلى مثل هذه الاختلافات.
المُقدَّم: في داخل المذهب الواحد كيف.
سماحة السيد كمال الحيدري: الأصول ثابتة لكن توجد هناك مجموعة من المتغيرات، الاختلاف في داخل المنظومة الواحدة أو النظرية ا لواحدة أو المدرسة الواحدة أو المذهب الواحد أو الاتجاه الكلامي والعقدي الواحد تجده اختلاف في الفروع والتفصيلات لا في الأصول والأطر الكلية لذلك المذهب والاتجاه.
المُقدَّم: أبو حسين من السعودية، تفضلوا.
الأخ ابو حسين: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو حسين: سيدنا الكريم الحمد لله أن علماء الشيعة استحقوا هذا اللقب بحق يعني لو كنا كما يدعي القلة من المسلمين وهم أصحاب ... لو كنا نرد عليهم كما يقولون عنا بأننا نؤمن بأن القرآن محرف، نحن يمكن أن نرد عليهم ... يعلمون أن هناك من علماء السنة ...
المُقدَّم: نحن نتحدث عن مرجعية القرآن في المعرفة الدينية، إذا كان لديك سؤال بهذا الصدد فتفضل به وإذا لم يكن لديك ...
الأخ سعد من العراق.
الأخ سعد: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ سعد: فيما يتعلق بمصحف فاطمة ... ارجو من سماحة السيد تبيينه.
المُقدَّم: نقلنا في يتعلق بمصحف فاطمة ما ذكره الشيخ محمد الغزالي في بداية الكلام ولا أرى ضرورة للحديث عن شيء غير موجود، وليس متداول بين الشيعة أو السنة أو الدروز أو الإسماعيلية أو غيرهم، هناك مصحف واحد يتداوله جميع المسلمين.
معنا الأخ عبد الله من السعودية، تفضلوا.
الأخ عبد الله: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ عبد الله: نبارك لكم حلول شهر الله الفضيل أعاده الله على الامة الإسلامية بكل خير وسرور، وفقتم في موضوعكم الأصلي ألا وهو معاوية إمام الفئة الباغية ...
المُقدَّم: أبو محمد من الجمهورية الإسلامية، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: نبارك لكم حلول شهر رمضان، سيدنا الاخوة في هذه الأيام يتداولون بحث أن القرآن الكريم محرف، لماذا قال للإمام علي عليه السلام تعمل بالقرآن وسنة النبي وسنة الشيخين قبله لماذا لم يقل للنبي تعمل بالقرآن والسنة النبوية فقط.
المُقدَّم: الأخ طارق من السعودية، تفضلوا.
الأخ طارق: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ طارق: سيدنا بالنسبة لمرجعية القرآن الكريم، إذا كان القرآن الكريم كما تقول هو المرجع الأساسي والأصلي للأمة وبعده النبي النبي، سيدنا من بعد الأئمة سلام الله عليهم ما هي الصفات التي تتوفر في الشيخ أو المرجعية التي يجب عليّ أن أقلدها.
المُقدَّم: الأخ أبو محمد من السعودية، تفضلوا.
الأخ أبو محمد: السلام عليكم.
المُقدَّم/سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأخ أبو محمد: قاتلوني على التنزيل ويقاتلوك يا علي على التأويل، وله سبب رفضهم لأمير المؤمنين هو الأمر السياسي والأطماع إلى يومنا هذا.
سماحة السيد كمال الحيدري: بالنسبة لنظرية حسبنا كتاب الله أولاً هذه النظرية أبطلها نفس القرآن الكريم، عندما قال القرآن (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) إذن أثبت كل ما يصدر من هذا الفم المبارك فلا يصدر منه إلا حق وإلا وحي إلهي، هذا أولاً.
ثم قال لنا: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) ثم قال (لتبين للناس ما نزل إليهم) أنتم اجمعوا بين هذه الآيات الثلاث في القرآن تصلون إلى حجية السنة. لماذا؟ لأن القرآن أولاً قال للرسول (لتبين للناس ما نزل إليهم) يعني القرآن يحتاج إلى بيان الرسول، بعبارة أخرى ليس القرآن يحتاج لعل في تعبيري مساحة فالقرآن غني عن غيره. نحن نحتاج إلى بيان الرسول لفهم القرآن الكريم، وإلا القرآن غني عن الجميع، الجميع يحتاج إلى القرآن احتياج الكل إليه واستغناءه على الكل، القرآن لا يحتاج إلى أحد، نعم نحن لفهم القرآن نحتاج لبيان الرسول الأعظم، قال لتبين للناس. جيداً هذا الذي بيّن يجب علينا الالتزام به أو لا يجب؟ قال: نعم (ما آتاكم الرسول فخذوه) لماذا يجب علينا أن نلتزم بكل ما آتانا به؟ لأنه (ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى).
إذن لابد أن نسأل يا رسول الله أنت كنت المرجعية لفهم الدين ولتفسير الدين لبيان الدين في عصرك وفي حياتك فمن هم المرجعية بعد حياتك يا رسول الله، هل تركت الأمة سدى من غير مرجعية؟
المُقدَّم: الأخ أبو محمد أجاب بتعبيره عن الشورى ... وقضية عبد الرحمن بن عوف.
سماحة السيد كمال الحيدري: وهذا يكشف عن أنهم كانوا يرون أن للشيخ أيضاً مرجعية في فهم الدين.
المُقدَّم: صفات المرجع في زمن الغيبة.
سماحة السيد كمال الحيدري: نحن إذا أردنا أن نفهم دور المرجعية الدينية التي نحترمها ونقدسها ونكرمها ونعتقد أنها هي النظام الأساسي الذي وضع أساسه أئمة أهل البيت، يكون في علم الأعزاء الكرام مسألة المرجعية والنظام المرجعي هو النظام الذي أسس له ائمة أهل البيت، أنا معتقد أن النظام المرجعي من مصاديق الشجرة الطيبة (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها).
المُقدَّم: سماحة السيد كمال الحيدري اعتذر لنهاية الوقت وإن شاء الله نكمل هذا الحديث الذي بدأناه هذه الليلة في الليلة القادمة والليالي التي تليها. أقول جدول هذا البرنامج من السبت حتى الأربعاء مطارحات في العقيدة في مثل الساعة التي بدأنا بها. استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.