باب الإثبات والحذف
إن كلا من الإثبات والحذف في هذا الباب يكون في حروف المد الثلاثة، ولنوضح حكم كل حرف منها، إثباتا وحذفا، فنقول:
1 – كل واو حذفت في الوصل للتخلص من التقاء الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا مثل:
يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَلا تَسُبُّواْ الَّذِينَ مُرْسِلُواْ النَّاقَةِ إلا أربعة أفعال حذفت منها الواو رسما ولفظا ووصلا ووقفا وهي:
وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بالإسراء.
وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ بالشورى.
يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِي بالقمر.
سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ بالعلق.
وكذا لفظ صالح في قوله تعالى: وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ عند من قال: إنه جمع مذكر سالم حذفت نونه للإضافة والواو للرسم.
2 – وكل ياء حذفت في الوصل للتخلص من الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا، مثل: يُؤْتِي الْحِكْمَةَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ أَيْدِي النَّاسِ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مُحِلِّي الصَّيْدِ
غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ آتِي الرَّحْمَنِ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ
وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إلا مواضع معينة حذفت منها الياء رسما، ويوقف عليها بحذفها كذلك، وهي:
وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ بالنساء.
وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ بالمائدة.
نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ بيونس.
بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ بطه والنازعات .
وَادِ النَّمْلِ بسورته.
الْوَادِ الأَيْمَنِ بالقصص.
لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا بالحج.
بِهَادِ الْعُمْيِ بالروم.
يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ في يس.
صَالِ الْجَحِيمِ بالصافات.
يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا الأول بالزمر.
يُنَادِ الْمُنَادِ في ق.
تُغْنِ النُّذُرُ بالقمر.
الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ بالرحمن.
الْجَوَارِ الْكُنَّسِ بالتكوير.
تنبيه:
ورد إثبات ياء الأيدي بعد أولي وصلا ووقفا في قوله: أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ في ص؛ لأنه جمع يد، وحذفها وصلا ووقفا كذلك في: وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ بها –أيضا-؛ لأنه بمعنى القوة.
3 – وكل ألف حذفت وصلا تخلصا من الساكنين فإنها ثابتة رسما ووقفا نحو:
كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ قُلْنَا احْمِلْ وَقَالا الْحَمْدُ لِلَّهِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إلا ثلاثة مواضع حذفت منها الألف رسما ووقفا، وهي:
أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ بالنور.
يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ بالزخرف.
أَيُّهَ الثَّقَلانِ بالرحمن.
فقد حذفت الألف من لفظ "أيها" في هذه المواضع الثلاثة، ويوقف عليه بدون ألف أي: بالهاء ساكنة.
ملاحظة:
إذا وقف على لفظ "آتان" في قوله: فَمَا آتَانِ اللَّهُ خَيْرٌ بالنمل جاز حذف الياء وإثباتها، والإثبات هو المقدم في الأداء، أما في الوصل فتثبت الياء مفتوحة.
وإذا وقف على لفظ "سلاسلا" في قوله تعالى: إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلاْ في سورة الدهر، جاز حذف الألف وإثباتها، والحذف هو المقدم في الأداء، وأما في الوصل فتحذف الألف، قال صاحب اللآلئ:
وفــي سَلاسَــلا ومـا آتَـانِ قِـفْ بـالحذْفِ والإثبـاتِ فـي اليـا والألف
هذا وتثبت الألف وقفا وتحذف وصلا في المواضع الآتية.
1. المنون المنصوب. مثل: اهْبِطُوا مِصْرًا عَلِيمًا حَكِيمًا .
2. لفظ "إذاً" . مثل: وَإِذًا لا يَلْبَثُونَ .
3. لفظ "وليكونا" في قوله تعالى: وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ بيوسف.
4. "لنسفعا" في قوله: لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ .
5. "أنا" نحو: وَأَنَا رَبُّكُمْ أَنَا نَذِيرٌ .
6. "لكنا" في قوله تعالى بالكهف: لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي .
7. "الظنونا" في وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا .
8. "الرسولا" في وَأَطَعْنَا الرَّسُولا .
9. "السبيلا" في فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ الثلاثة بالأحزاب.
10. "قواريرا" في قوله: كَانَتْ قَوَارِيرَاْ الموضع الأول بسورة الإنسان.
أما الموضع الثاني بها وهو قَوَارِيرَاْ مِنْ فِضَّةٍ فألفه محذوفة وصلا ووقفا، وإن ثبتت رسما.
وكذا لفظ ثمود فألفه محذوفة وصلا ووقفا، وإن ثبتت في الرسوم وذلك في قوله تعالى:
أَلا إِنَّ ثَمُودَاْ كَفَرُوا رَبَّهُمْ بهود.
وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ بالفرقان.
وَثَمُودَاْ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ بالعنكبوت.
وَثَمُودَاْ فَمَا أَبْقَى بالنجم.