طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: القسمه السبت أغسطس 20, 2011 5:49 am | |
| القسمة
من أهم الوسائل والطرق الموصلة إلى تعريف الأشياء هو القسمة ومعناها: «تجزئة الشيء وتفريقه إلى أمور متباينة».
فبالتقسيم تتميَّز الأشياء بعضها عن بعض، ثمَّ يتبيَّن الاختلاف الموجود بين الأنواع المندرجة تحت جنس واحد والأصناف المندرجة تحت نوع واحد، وهذا ما يساعد الإنسان على تعريف الشيء تعريفاً صحيحاً متكاملاً.
عند تقسيم الشيء إلى أقسامه المختلفة، تتحقَّق أمورٌ:
1 - المقسم:
وهو نفس ذلك الشيء الذي قسَّمناه.
2 - الأقسام:
وهي التي أُفرزت من المقسم، وكلٌّ منها يسمَّى قسماً عند مقايستها بالمقسم.
3 - القسيم:
يطلق على كلِّ قسم عندما يقايَس مع الأقسام الأُخرى.
فلو قسّمنا العلم إلى التصور والتصديق، فالعلم هو المقسم والتصور قسم من العلم وقسيم للتصديق كما أن التصديق قسيم للتصور.
أصول القسمة
للقسمة أصولٌ أربعة:
الأول: لابدّ أن تكون ثمرة للتقسيم، فلا يجوز تقسيم الشيء إلى أقسامه المختلفة إلا أن يكون للتقسيم ثمرة نافعة في غرض المقسم، ويكون لكلِّ قسم خصوصيَّة، من أجلها، أفرز ذلك القسم.
الثاني: لابد من تباين الأقسام وعدم تداخلها، بحيث لا يصدق أحدها على ما صدق عليه الآخر.
وبناء عليه:
أ - لا يجوز أن تجعل قسم الشيء قسيماً له.
ب - ولا يجوز أن تجعل قسيم الشيء قسماً منه.
ج - ولا يجوز أن تقسم الشيء إلى نفسه وغيره.
الثالث: أساس القسمة
يجب أن تؤسس القسمة على أساس واحد، أي يجب أن يلاحظ في المقسم جهة واحدة، وباعتبارها يكون التقسيم. والشيء الواحد قد يكون مقسماً لعدة تقسيمات، باعتبار اختلاف الجهة المعتبرة أي (أساس القسمة).
الرابع: جامعة مانعة
يجب في القسمة أن يكون مجموع الأقسام مساوياً للمقسم فتكون جامعة مانعة.
أنواع القسمة
1 - قسمة الكل إلى أجزائه، أو (القسمة الطبيعية).
2 - قسمة الكلي إلى جزئياته، أو (القسمة المنطقية).
أساليب القسمة
1 - طريقة القسمة الثنائية:
وهي طريقة الترديد بين النفي والإثبات (وهما النقيضان) إذ لا يرتفعان، أي لا يكون لهما قسم ثالث ولا يجتمعان أي لا يكونان قسماً واحداً، فلا محالة تكون هذه القسمة ثنائية أي ليس لها أكثر من قسمين، وتكون حاصرة جامعة مانعة.
2 - طريقة القسمة التفصيلية:
وذلك بأن يقسم الشيء ابتداء إلى جميع أقسامه المحصورة، والقسمة التفصيلية على نوعين: عقلية واستقرائية.
(1) العقلية: وهي التي يمنع العقل أن يكون لها قسم آخر.
(2) الاستقرائية: وهي التي لا يمنع العقل من فرض آخر لها، وإنما تذكر الأقسام الواقعة التي علمت بالاستقراء والتتبع.
التعريف بالقسمة
القسمة بجميع أنواعها عارضة للمقسم خاصة به غالباً، لأنه يشترط في القسمة أن تكون الأقسام جامعة مانعة، وعليه تكون الأقسام بمجموعها مساوية للمقسم كما أنها أعرف منه. وهو التعريف بالرسم الناقص بعينه.
كسب التعريف بالقسمة
من أراد كشف الحقائق التصوُّريَّة المجهولة، ينبغي أن يتعرَّف على كيفيَّة الحصول على حدود الأشياء أو رسومها، والأسلوب الوحيد لذلك هو تقسيمها إلى أقسام مختلفة عرضاً وطولاً. ونعني بالعرض بيان أكبر عدد من الأقسام الواقعة على مستوى واحد، كما نعني بالطول، تقسيم تلك الأقسام إلى أقسام أخرى وهكذا إلى أن تكتمل السلسلة بقدر الإمكان، وبذلك سوف تتكوَّن مفاهيم كثيرة مترابطة، تبدأ من العام وتتدرج إلى الخاص فالأخصّ، ومن خلالها يمكن تعريف ذلك الشيء المجهول التصوري واستبداله إلى معلوم تصوُّري.
وهناك أسلوبان للقسمة:
1 - القسمة الطبيعيَّة أو التحليل العقلي.
2 - طريقة القسمة المنطقية الثنائية.
القسمة الطبيعيَّة أو التحليل العقلي
وطريقتها هي أنَّ الإنسان بعد أن يواجه المجهول التصوِّري أو المشكل، يبحث عن الجنس الذي يشمل ذلك المجهول وغيره من الحقائق المشتركة معه في ذلك الجنس، ثمَّ يطلب مميزات ذلك المجهول، خاصة تلك المميزات التِّي تشخِّصه وتميِّزه عن غيره تمييزاً ذاتياً إن أمكن، أو عرضياً، وذلك بالبحث عن العوارض الخاصة للمجهول.
وله أن ينتقل إلى الجنس الأعلى فيتَّبع نفس الأسلوب وينتقل إلى مرحلةٍ أخرى أقل مستوى وهكذا ينزل حتَّى يصل إلى خصوصيات المجهول تفصيلاً، فينقلب المجهول معلوماً.
مثال:
لو أراد أن يعرِّف الماء فإنَّه ينتقل إلى أجناسه وله أن يبدأ من الجوهر أو من الجسم أو من السائل فيفرزها مجاميع على حسب اطلاعه. مثلاً يقسِّم السائل بالتقسيم الطبيعي إلى الدهن والبترول والزئبق وهكذا. ثمَّ يلاحظها بدقِّة حتَّى يعرف ما يمتاز بها هذا السائل، أعني الماء عن بقية السوائل وذلك من خلال التجربة، فلو عرف خواص الماء، فقد نجح في عمليته هذه واستطاع أن يعرِّفه تعريفاً صحيحاً بالرسم التام فيقول: الماء (سائل لا لون له ولا طعم ولا رائحة وأنَّه قوام لكلِّ شيء حي).
طريقة القسمة المنطقية الثنائية
وهذا النوع من التقسيم يدور بين الإثبات والنفي، وهو أدق من سابقه حيث لا يشذّ منه شيء ولا يختلط معه غيره، أي يكون جامعاً مانعاً، وذلك لأنّ النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان كما مرّ.
فيبدأ من جنس الأجناس، إن كانت هناك ضرورة في البين، كما لو أراد معرفة حقيقة البياض، فينتقل إلى أعلى جنس للبياض وهو الكيف الذي يقال عنه أنَّه جنس الأجناس للبياض فيقسِّمه إلى قسمين فقط وهما الكيف المحسوس والكيف غير المحسوس ثمَّ يقسِّم الكيف المحسوس خاصة إلى اللون وغير اللون ومن ثَمَّ يقسِّم اللون. وبما أنَّه انتهى إلى الجنس الأدنى وهو آخر مرحلة من مراحل الأجناس، فينبغي أن يأتي بفصل البياض الذي يميِّزه عن سائر الألوان تمييزاً ذاتياً، أو بخاصته التِّي تميِّزه تمييزاً عرضياً.
فيقول: البياض هو: (كيف محسوس لون مفرِّق نور البصر) وهو تعريف حقيقي من نوع الحدّ التام لأنَّهم يقولون بأن "مفرق نور البصر" هو فصل البياض.
وهذا الأسلوب يمكن أن يجري في مثال الماء بأن يقسَّم السائل بالتقسيم الثنائي إلى عديم اللون والرائحة والطعم وغير عديم اللون والرائحة والطعم فيستخرج من خلاله تعريف الماء.
| |
|
طالبة علم  
الجنس : عدد المساهمات : 115 تاريخ التسجيل : 22/07/2011
| موضوع: رد: القسمه السبت أغسطس 20, 2011 7:06 am | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد
تمت قراءة الدرس, موفقين لكل خير | |
|
الحوزويه الصغيره  
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011
| موضوع: رد: القسمه السبت أغسطس 20, 2011 8:45 am | |
| | |
|