خادم العسكري  
الجنس : عدد المساهمات : 17 تاريخ التسجيل : 12/08/2011
| موضوع: النسب الأربع الأربعاء أغسطس 17, 2011 7:44 am | |
| النسب الأربع وهذا المبحث متفرِّع على مبحث الكلِّي والجزئي. والنسب الأربع تعني: الرابطة أو العلاقة المتواجدة بين كلِّيين عند مقايستهما ببعض، فهذه العلاقة منحصرةٌ في أربعةٍ لا خامسَ لها .عندما نلاحظ كليين لهما أفرادٌ ومصاديق مختلفة ونقايسهما ببعض، فالحالات المتصورة بينهما - من ناحية المصداق - تنحصر في أربع: 1. التباين 2. التساوي 3. العموم والخصوص مطلقاً 4. العموم والخصوص من وجه. توضيح:إنَّ الكلّيين إمّا أنَّه لا علاقة بينهما من ناحية المصداق أصلاً فلا تجتمع المصاديق مع بعضٍ بالمرَّة، ويكون نطاقُ كلِّ واحدٍ من هذه الكليّات غير نطاق الكلّي الآخر، فالكلِّيان حينئذٍ متباينان، والنسبة بينهما هي نسبة التباين. وإمّا أنَّ الكلّيين يتطابقان من ناحية المصداق، بمعنى أن جميع أفراد الكلّي الأوَّل، هي بنفسها جميع أفراد الكلّيِّ الثاني ونطاق الكلّي الأوَّل، نفس نطاق الكلّي الثاني، فالكليان متساويان والنسبة بينهما هي نسبة التساوي.وإمّا أن يكون أحد الكلّيين من حيث الأفراد، صادقاً على جميع أفراد الكلّي الثاني لا العكس، بمعنى أن أفراد الكلّي الثاني، ليست كلّها هي أفراد الكلّي الأوَّل، فالنسبة بين الكليين هي: العموم والخصوص مطلقاً.وإمّا أن يجتمع بعض أفراد أحد الكلّيين مع بعض أفراد الكلّي الآخر، فبطبيعة الحال سوف يفترقان في بعض أفرادهما وحينئذٍ يكون لكلّ كلّي نطاقه الخاص به، كما أنَّ هناك مصاديق ينطبق عليها كلا المفهومين، وفي هذه الحالة تكون النسبة بين هذين الكلِّيين هي: العموم والخصوص من وجه. أمثلَة توضيحيَّة للنسب الأربعنسبة التباين:مثل الإنسان والشجر فهما لا يجتمعان في مصاديقهما أصلاً فلا الإنسان ينطبق على أفراد الشجر، ولا الشجر ينطبق على أفراد الإنسان، فنقول:لا شيء من الإنسان بشجر ولا شيء من الشجر بإنسان.وهما كالدائرتين غير المجتمعتين أصلاً، فكلُّ دائرةٍ لها نطاقها الخاص بها وهي منفردةٌ لنفسها لا صلةَ لها بالدائرة الأخرى.وأمثلة التباين كثيرةٌ كالمؤمن والكافر، والعالم والجاهل، والأعمى والبصير، والظلمات والنور. نسبة التساوي:مثل الإنسان والمتعجب فهما يجتمعان في جميع مصاديقهما، ويمكننا أن نستخدم كلمة كلّ للطرفين، فنقول:كلُّ إنسان متعجِّب، وكلُّ متعجِّبٍ إنسان.وهما كالدائرتين المتطابقتين تماماً نطاقهما واحد وبينهما كلُّ الصلة والارتباط.ومن أمثلة التساوي: الإنسان والضاحك، الفرس والصاهل، الحيوان والحساس. نسبة العموم والخصوص مطلقا:مثل الإنسان والحيوان فجميع مصاديق أحدهما ينطبق عليه مفهوم الآخر دون العكس ففي المثال، نشاهد أنَّ جميع مصاديق الإنسان وكافة موارده، قد اجتمع مع الحيوان، بمعني أنَّه قد صدق عليه مفهوم الحيوان، فنقول:كل إنسان حيوان، وأمّا من الناحية الثانية فليس الأمر كذلك، فنقول:ليس كل حيوان إنساناً بل بعض الحيوان إنسان وبعض الحيوان ليس بإنسان وهذا البعض من الحيوان الذي ليس له صلة بالإنسان، من حيث المورد والمصداق، هو مثل الأسد والفرس والفيل.وهما كدائرتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة أدخلت في الكبيرة فأصبحت ضمن نطاقها، فالدائرة الكبيرة قد استوعبت جميع الدائرة الصغيرة، وبما أنَّ الدائرة الصغيرة هي جزء للدائرة الكبيرة لا كلّها، فهي أضيق منها نطاقاً وأقلّ شموليةً. فنطاق الحيوان أوسع من نطاق الإنسان، لأن جميع أفراد الإنسان داخلة في مفهوم الحيوان، فيقال: كلُّ إنسان حيوانٌ، وليست جميع أفراد الحيوان داخلة في جميع أفراد الإنسان، فلا يقال: إنَّ كلَّ حيوانٍ إنسان بل بعض الحيوان إنسان وبعضه ليس بإنسان.وأيضاً المؤمن والمسلم فالنسبة بينهما هو العموم والخصوص مطلقا، فكلّ مؤمن مسلم وليس كلّ مسلم مؤمناً، والحمد والشكر، فكل شكر حمد وليس كل حمد شكرا لأنَّ الشكر لا يقال إلا في مقابل نعمة.نسبة العموم والخصوص من وجه:كالإنسان والأبيض فبعض مصاديق الإنسان هي أبيض (وهو الإنسان الأبيض) كما أنَّ بعض مصاديق الأبيض هي إنسان (وهو الإنسان الأبيض)، ومن الواضح أنَّ البعض الآخر من مصاديق الإنسان ليس بأبيض (كالإنسان الأسود) كما أنَّ البعض الآخر من مصاديق الأبيض ليس بإنسان (كالقطن) وعليه تتكوَّن قضايا أربع هي كالتالي:1 - بعض الإنسان أبيض2 - بعض الأبيض إنسان3 - بعض الإنسان ليس بأبيض4 - بعض الأبيض ليس إنسانفقد اجتمع المفهومان في بعض أفرادهما وافترقا في البعض الآخر، ولكلٍّ نطاقه المستقلّ ونطاقٌ مشتركٌ مع الآخر، فهما كالدائرتين المتقاطعتين مجتمعتين في أفراد ومفترقتين في أفراد أخرى.أمثلة لنسبة العموم والخصوص من وجه: صائم ونائم - شاب ومؤمن - كتاب ومفيد - طعام وحلال - طبيب وحاذق - قلب وسليم - جميل وبيت - شهيد وصريع - ملوَّن ومربَّع.سؤال و جوابما هو السبب في تسمية العموم والخصوص مطلقا والعموم والخصوص من وجه بهذين الاسمين؟أقول:أمّا نسبة العموم والخصوص مطلقا فلأنَّ أحد المفهومين أعمّ والمفهوم الآخر أخص، وهذه النسبة هي نسبة واقعيَّة بين المفهومين، لا تبتني على نظرة الإنسان ولحاظه أصلاً. وأمّا نسبة العموم والخصوص من وجه، فليست كذلك، بل يختلف الأعمّ من المفهومين والأخص باختلاف المنظار واللحاظ.ولتوضيح ذلك نستعين بالدائرتين المتقاطعتين في الرسم التالي:فلو نظرنا إلى الدائرة (1) كاملةً واقتصرنا النظر عليها ثمَّ لم نلاحظ جميع الدائرة (2) بل لاحظنا خصوص المقدار المشترك منها في الدائرة (1) فسوف تكون النسبة بينهما العموم والخصوص مطلقا، لأنَّ قسماً من الدائرة (2) داخل في الدائرة (1) فاستوعبت (1) جميع (2) ولا عكس، وهذا شأن العموم والخصوص مطلقا وقد مرَّ. ونفس الكلام يجري عندما نقايس الدائرة (2) إضافةً إلى الدائرة (1). ولكنَّ الشأن أنَّ الدائرتين متقاطعتان، فينبغي النظر إليهما على مستوى واحد، فحينئذٍ تتغيَّر النسبة بينهما وتكون العموم والخصوص من وجه. ونعني من قولنا من وجه، أي من منطلق أو من جهة أو من منظار، ما شئت فعبِّر، فمن جهةٍ يكون (1) أعمّ و(2) أخصّ ومن جهة أخرى تنعكس النسبة.وللزيادة في التوضيح نُطبِّق ذلك على المثال الذي مرَّ وهو الإنسان والأبيض فلو قايسنا الأبيض (لا كلُّه بل الأبيض المصاحب للإنسان) بالإنسان، فنحن حيث لا ننظر إلى الأبيض مطلقاً بل ننظر إليه كإنسان، تكون النسبة بينهما نسبة العموم والخصوص مطلقاً، فنقول: كلُّ أبيض إنسان هو إنسان وذلك لأنَّ دائرة الإنسان المطلق أعمّ من دائرة الأبيض المحدود بالإنسان أو الحصَّة من الأبيض المؤطَّرة بالإنسان خاصة وهو (الإنسان الأبيض) ومن ناحية أخرى: ليس كل إنسان هو أبيض إنسان، فاستعمال كلّ في إحدى القضايا واستعمال ليس كلّ في القضيَّة الثانية، دليل على أنَّ النسبة بينهما هو العموم والخصوص مطلقا وقد مرَّ.ونفس هذا الأمر يجري بالنسبة إلى الجهة الثانية، فلو نظرنا إلى الأبيض كأبيض ونظرنا إلى الإنسان (لا كلُّه بل المندمج مع الأبيض) وقايسناه بالأبيض، لرأينا أنَّ النسبة بينهما هي نسبة العموم والخصوص مطلقا فنقول: كل إنسان أبيض هو أبيضٌ، أي كلُّ (الدائرة الصغيرة) أو الكلّي الصغير داخلٌ في الدائرة الكبيرة أو الكلِّي الكبير دون العكس. ولكن عندما ننظر إلى الدائرتين المتقاطعتين المجتمعتين في موارد خاصة والمفترقتين في موارد أخرى، فحينئذٍ تكون النسبة بينهما العموم والخصوص من وجه فلا يمكننا أن نستعمل كلمة كلّ أصلاً ، بل نقول: بعض الإنسان أبيض وبعض الأبيض إنسان، وبعض الإنسان ليس بأبيض وبعض الأبيض ليس بإنسان. وعلى ضوئه نقول:إنَّ نسبة العموم والخصوص من وجه ليست إلاّ تلفيقاً لنسبتين من العموم والخصوص مطلقاً.بل هذه النسبة تلفيقٌ بين نسبتي التباين والتساوي، لأنَّه لو نظرنا إليهما من زاوية اجتماعهما، فهما متساويان ولو نظرنا إليهما من زاوية افتراقهما، فهما متباينان ولكنَّهما قد اجتمعتا في بعض مصاديقهما، فالتباين بينهما ليس كليّاً بل هو جزئيٌّ كما أنَّ التساوي بينهما ليس كليّاً بل جزئيٌّ، وهذا هو (العموم والخصوص من وجه) بعينه.والحاصل:أنَّ هذه النسبة هي اجتماع بين النسب الثلاث الماضية، وبناءً عليه، نعرف أنَّه ليس هناك قسمٌ خامسُ في البين بل تنحصر النسب في أربعة فقط، لأنَّ الاحتمال الخامس الذي يمكن أن يفرض هو أن تكون هناك نسبة بين كلّيين أحدهما ينطبق على جميع الآخر، والآخر لا ينطبق على الأوَّل أصلا، ولكن هذا ليس إلا فرضاً واحتمالا لا واقع له.قال الشيخ المظفَّر قدس سرُّه:«كل معنى إذا نسب إلى معنى آخر يغايره ويباينه مفهوماً، فإما أن يشارك كلّ منهما الآخر في تمام أفرادهما وهما المتساويان. وإما أن يشارك كل منهما الآخر في بعض أفراده وهما اللذان بينهما نسبة العموم والخصوص من وجه، وإما أن يشارك أحدهما الآخر في جميع أفراده دون العكس وهما اللذان بينهما نسبة العموم والخصوص مطلقا، وإما أن لا يشارك أحدهما الآخر أبداً وهما المتباينان».ملاحظة : ان الرسوم لا تظهر فراجعوا الكتاب الذي في حوزتكم
| |
|
طالبة علم  
الجنس : عدد المساهمات : 115 تاريخ التسجيل : 22/07/2011
| موضوع: رد: النسب الأربع الأربعاء أغسطس 17, 2011 1:39 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد تمت قراءة الدرس, موفقين ان شاء الله | |
|
الحوزويه الصغيره  
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011
| موضوع: رد: النسب الأربع الأربعاء أغسطس 17, 2011 2:59 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
تمت قراءة الدرس جزاك الله كل خير ووفقك لما يحب ويرضى | |
|