الجزئي الإضافي

موضوع: الجزئي الإضافي الأحد أغسطس 14, 2011 3:08 am

الجزئي الإضافي

تحدثنا عن الجزئي الحقيقي وعرفناه بأنه المفهوم الذي يمتنع فرض صدقه على كثيرين، وأمّا الجزئي الإضافي فهو اصطلاح آخر يريدون به: «الجزئي بالإضافة إلى ما فوقه»

توضيح ذلك:

من خصوصيات ذهن الإنسان تجريد الأشياء وتعميمها، فعندما يتصور مفهوماً جزئياً حقيقياً، يمكنه أن يعزل جميع الخصوصيات الفردية الملازمة لهذا الجزئي ومن ثَمّ يحقق كلياً مستوعباً لجميع أفراد ذلك الجزئي مهما كانت خصوصيّاتها، وحينئذٍ سوف يصدق الكلِّي على كلِّ فردٍ من الأفراد.

فمثلاً يشاهد (حَسَن) و (أَحْمَد) فيتصور مفهوماً عاماً وهو (الإنسان) ثمَّ يُطَبِّق هذا المفهوم على جميع الأفراد الموجودين بالفعل بل يطبقه على كلِّ منٍ سيتحقَّق فيما بعد. فيقول زيدٌ إنسان، حسن إنسان، أحمد إنسان، جعفر إنسان وهكذا..

فيجعل الجزئيَّ موضوعاً (مسنداً إليه) والكليَّ محمولاً (مسنَد)

ثمَّ:

من الممكن تكرار نفس العملية على مستوى أعلى بالتصرف في نفس الكلِّي الأول الذي جاء بعد الجزئي الحقيقي مباشرةً بملاحظة الإنسان الكلِّي والفرس الكلِّي والأسد الكلِّي وانتزاع مفهوم أوسع دائرة وأشمل نطاقاً من جميع تلك المفاهيم الكلية ليصدق عليها جميعاً، وفي المثال انتزاع مفهوم الحيوان وهو كلِّي أكبر من كلِّي الإنسان والفرس والأسد. ولا يتوقَّف الإنسان هنا بل يرقى إلى مستوى أعلى فيتَّبع نفس الأسلوب، فينتزع كليّاً أكبر من الحيوان وهو الجسم النامي وأكبر منه وهو الجسم وأكبر منه وهو الجوهر وحينئذٍ يتوقف وذلك لا لعجز الإنسان بل لضيق نطاق الجوهر وعدم تواجد أرضية التوسع فيه. فإذن قد تحقَّقت مفاهيم بعضها أخصُّ من البعض.

وبناءً عليه لو نظرنا إلى المفهوم الكلِّي الصغير (وهو الإنسان) وقايسناه بالكلي الكبير أو بعبارة أخرى أضفناه إلى الكلِّي الكبير؛ هذا الكلِّي يسمى جزئياً إضافياً فهو جزئي بالنسبة إلى الذي هو أكبر منه (وهو الحيوان) وهو جزئيٌّ بالنسبة إلى الأكبر منه (وهو الجسم النامي) وهكذا.. إلى أن يصل الدور إلى أكبر الكلِّيات في السلسلة (وهو الجوهر) في المثال، فهو كلِّي وليس بجزئيٍ إضافيٍ.

فالجزئي الإضافي هو:

«المفهوم المضاف إلى ما هو أوسع منه دائرة»

مثال آخر: الخط المستقيم (1) الذي رسمه زيد والخط المستقيم (2) الذي رسمه عمرو، كلُّ واحد منهما جزئي حقيقي ثمَّ ننتزع مفهوماً أعمَّ منهما شاملاً لهما، وهو مفهوم الخط المستقيم

ويمكننا إجراء نفس العملية في الخطوط المنحنية وننتزع مفهوم الخط المنحني الكلِّي ونطبقه على الخطوط المنحنية الخاصة.

ثم ننتقل إلى مستوى أرقى فنقايس بين هذه الكلِّيات التي أدركناها أعني الخط المستقيم والخط المنحني وننتزع منهما كليا أكبر دائرةً وأوسع نطاقاً وهو مفهوم الخط، وهكذا ننتقل إلى مستوى أعلى فنصل إلى مفهوم الكم فنتوقَّف لأنَّه أيضاً من المقولات كالجوهر.

فكلّ كليٍ عند مقايسته بما فوقه هو جزئيٌّ إضافي. كما أنَّ الجزئي الحقيقي عند مقايسته بالكلِّي الذي فوقه، هو جزئيٌّ إضافي.

عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011

اللهم صل على محمد وآل محمد
تمت قراءة الدرس, موفقين لكل خير