طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: المفرد والمركَّب الجمعة أغسطس 12, 2011 8:11 am | |
| تقسيمات الألفاظ (3)المفرد والمركَّب
ينقسم اللفظ سواء كان واحداً أو متعدِّداً إلى: مفرد ومركب.
اللفظ المفرد
تعريفه:
«هو اللفظ الذي لا جزء له يدل على جزء معناه حين هو جزء».
وهذا التعريف يشمل أقسام المفرد وهي:
أوَّلاً: الألفاظ التي لا جزء لها أصلاً مثل كلمة الباء في بالله، أو التاء في تالله، أو الباء في كتبت بالقلم، وجميع الحروف التي تعدُّ من الكلمات في قبال الأسماء والأفعال. ومثل كلمة قِِ الذي هو فعل أمر من وقى.
ثانياً: الألفاظ التي لها جزء إلا أن جزء اللفظ لا يدل على جزء المعنى حين هو جزء له مثل أحمد والفرس ويمشي وعبد الله (علماً)، فكلمة عبد الله تدل على شخص اسمه عبد الله وليس المقصود من العبد العبودية والله الألوهية، كما تقول محمدٌ عَبْدُ الله، بل العبد في كلمة عبد الله (علماً) ليس له مفهوم مستقّل (وإن كان يتداعى منه ذلك)، فهذا اللفظ إذاً له جزءٌ إلاّ أنَّ جزءه لا يدل على جزء معناه بل اللفظ بأجمعه يدل على الشخص الخارجي المسمَّى بهذا الاسم. وهكذا كلمة عبد الحسين أو يقطُر (اسم إنسان)، كما أنَّ كلمة قَرَأَ مفردٌ لأنَّ جزءَ لفظه لا يدل على جزء معناه، وليس فيه ضميرُ الفاعل أعني هو حيث لم يسبقه اسمٌ يرجع إليه الضمير، نعم لو سبقه اسمٌ كما لو قلتَ عليٌّ قرأ ففي هذه الصورة سوف يكون مركباً لا مفرداً لتكوُّنه من جزأين وهما الفعل قرأ والضمير هو المستتر فيه.
أمّا الفعل المضارع في بعض صوره ليس من المفرد وذلك لاستتار الضمير فيه وجوباً كالفعل المضارع للمتكلم المفرد مثل أُصلِّي فهو لفظٌ مركبٌ من الفعل والفاعل (الضمير) وكذا الفعل المضارع للمتكلِّم مع الغير كقولك: نُصلِّي.
اللفظ المركب
تعريفه:
«هو اللفظ الذي له جزء يدل على جزء معناه حين هو جزء»
مثل: الغيبةُ محرمةٌ فكلمة الغيبة تدل على معنى الغيبة وهو ذكر المؤمن في غيابه بما يسوؤه، وكلمة محرمة تدل على معنى الحرمة أي الممنوع إتيانه شرعاً.
ومثل: محمد عبد الله فهو بأسره مركَّبٌ كما أنَّ عبد الله أيضاً مركب لأن العبد هنا دال على العبودية كما أنَّ الله دالٌّ على الألوهية.
المركب التام والمركب الناقص
ثمَّ: إنَّ المركَّب (وهو القَوْل) ينقسم إلى قسمين: تام وناقص.
توضيح الأقسام:
(1) المركب التام: هو المركب الذي يكتفي به المتكلم لإفادة السامع بحيث إنَّ السامع لا يبقى في حال الانتظار لإتمام الفائدة، وبعبارة أخرى: هو المركب الذي يصح للمتكلم السكوت عليه. فقولك الله أكبر، مركَّب تام لا نقصَ فيه، لأنَّه لا تتولَّد لدى السامع تساؤلات بعد هذا القول فلا ينتظر ولو وردت بعدها تساؤلات فهي غير مرتبطة بأساس الجملة بل هي أسئلة فرعيَّة ترجع إلى جوانبَ أخرى كالسؤال بكيف ولِمَ..
مثال:
(إن عفوت فمن أولى منك بالعفو) و(ارحم في هذه الدنيا غربتي وعند الموت كربتي)
(2) المركب الناقص: هو المركب الذي لا يصح السكوت عليه كقولك إن تتَّقوا وتصبروا.... ! أو الذين قال لهم الناس.... !
وقد يشتمل المركب على ألفاظٍ كثيرة إلا أنَّه يبقى ناقصاً، مثال: (إلهي إن كان قد دنا أجلي ولم يقربني منك عملي...!) من غير أن يذكر الجواب وهو (فقد جعلت الاعتراف إليك بذنبي وسائل عللي) وكذلك لو جيء بالجواب وحده.
الخبر والإنشاء
المركب التام ينقسم إلى قسمين: خبري وإنشائي.
1 - المركب التام الخبري: وهو القضية أو الخبر.
تعريف القضية: هو المركب التام الذي يصح أن نصفه بالصدق أو الكذب.
مثال: الجوُّ معتدلٌ فهذه القضيَّة يمكن أن تكون صادقة أو كاذبة وإثبات صدقها أو كذبها يعتمد على مدى وثاقة ناقلها، فقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ} في حدِّ نفسه قضيَّة تحتمل الصدق والكذب، غير أنَّها صادقة يقيناً، لأنَّها صدرت من الله جلَّ شأنه.
كما أنَّ جملة: (الناس عبيدُ الدنيا) في حدِّ نفسها قضيَّة تحتمل الصدق والكذب، وإن كانت بالفعل صادقة لعصمة قائلها، لأنَّها صدرت من مصباح الهدى سيد الشهداء عليه السلام.
2 - المركب التام الإنشائي: هو ما لا يصح أن نصفه بالصدق والكذب.
توضيح:
إنَّ الإنشاء هو في الحقيقة خلق كلام لم يتحقق معناه ولم يتعيَّن مُطابَقه بعدُ، فلا يوصف بالصدق ولا بالكذب حيث لا واقع له ما وراء اللفظ كي يطابقه فيكون صادقاً أو لا يطابقه فيكون كاذباً.
نعم إذا تحقَّق في الخارج – فحينئذٍ - يحتمل الصدق والكذب حيث لا يكون إنشاءً بل هو خبرٌ وقد مرَّ حكمُه.
ومن أمثلته:
أ - الأمر نحو: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ}.
ب - النهي نحو: {لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ}.
ج - الاستفهام نحو: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا}.
د - النداء نحو: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}.
هـ - التمني نحو: {لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْرًا مِّنْ الْأَوَّلِينَ* لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ}.
و - التعجب نحو: {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ}، (ما أشجع علي).
ز - الترجِّي نحو: {لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}.
ح - العقد: كعقد البيع والإجارة والنكاح نحو بعتُ وآجرتُ وأنكحتُ..
ط - الإيقاع: كصيغة الطلاق والوقف نحو أنت طالق ووقفتُ..
فالعقود والإيقاعات رغم كونها جُملاً خبريةً، إلاّ أنَّه لا يقصد منها أمرٌ واقعٌ في الزمان الماضي، بل يقصد منها أمرٌ مستقبليٌ لم يقع بعدُ.
الكلمة والاسم والأداة
اللفظ المفرد ينقسم إلى أقسامٍ ثلاثةٍ وهي: الكلمة والاسم والأداة.
1 - الكلمة: وهو الفعل المصطلح عند النحاة.
مثال: عَرِفَ، يَعْرِفُ، اعْرِفْ...عند تحليل الأفعال الثلاثة نلاحظ أنَّها تتكوَّن من مادة لفظية مشتركة بينها وهي (العين والراء والفاء) تدلُّ على معنى مشترك وهو المعرفة، وهو معنى يمكن تصوُّره بنحو مُستقلٍّ، ولكل من هذه الأفعال الثلاثة هيئةٌ وصورةٌ خاصةٌ به تدلُّ على نسبة تامَّة زمانيَّة بين ذلك المعنى المستفاد من المادة - وفي المثال - المعرفة وبين فاعلٍ ما وقد تحقَّقت هذه النسبة في زمانٍ مُعيَّن من الأزمنة الثلاثة (الماضي أو الحال أو الاستقبال).
وعليه نقول في تعريف الفعل:
«اللفظ المفرد الدال بمادته على معنى مُستقل في نفسه وبهيئته على نسبة ذلك المعنى إلى فاعل لا بعينه نسبةً تامَّة زمانيَّةً»
وبقولنا: نسبة تامة زمانية تخرج الأسماء المشتقة كاسم الفاعل واسم المفعول واسم الزمان واسم المكان فإنَّها تدلُّ بمادتها على معنى مستقل وبهيئاتها على نسبة إلى شيء غير مُعيَّن في زمانٍ ما ولكن النسبة الزمانية فيها غير تامة بل هي نسبة ناقصة، فعندما نقول مثلاً عليٌ نائمٌ يُسألُ متى؟ فنقول: الآن أو غداً.
وينبغي أن نعلَم أنَّ المادة هي التِّي تدلُّ على معنى فيمكن تصوُّرُها في الذهن، وأمَّا الهيئة فلا دلالة لها على معنى بل تدلُّ على نوع ارتباطٍ بين شيئين مُستقلِّين أي الحدَث المستفاد من المادة والفاعل الصادر عنه ذلك الحدث.
2 - الاسم: «هو اللفظ المفرد الدال على معنى مستقل في نفسه غير مشتمل على هيئة تدل على نسبة تامة زمانية».
مثل: حسن - فرس - نائم – عِلم - جلوس.
نعم قد يشتمل على هيئة تدل على نسبة ناقصة كأسماء الفاعل والمفعول والزمان ونحوها.
3 - الأداة: وهي الحرف باصطلاح النحاة. وهو يدلُّ على نسبة غير مستقلة في نفسها، بل هي متقوِّمة بطرفيها حيث لا تحقُّق للنسبة إلا بالطرفين. فعندما نقول (زيد في الدار) فالأداة في تدل على النسبة الظرفية بين زيد وبين الدار. وعندما نقول (محمَّدٌ على السطح) فالأداة على تدل على النسبة الاستعلائية بين محمد والسطح وهي تختلف عن عَلا التي هي من الكلمات الدالَّة على العلوّ.
وقد اجتمعا في قوله تعالى: {وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
فالأداة إذاً هي: «اللفظ المفرد الدال على معنى غير مستقل في نفسه».
ملاحظتان:
(1) بما أنَّ الأداة ليس لها أيُّ معنى مستقل في نفسه، بل ينحصر دورها في الربط بين اسمٍ واسم آخر فإن الأفعال الناقصة (كان وأخواتها) في عرف المنطقيين تدخل في الأدوات، لأنَّها لا تدل على معنى مستقل في نفسها لتجرُّدها عن الدلالة على الحدث، بل تدلُّ على النسبة الزمانية فقط. فلذلك تحتاج إلى ما يدل على الحدث، نحو كان محمد قائماً؟ فكلمة قائماً هي التي تدل على الحدث أعني القيام؛ فمهمَّةُ كان الناقصة هي نفس مهمَّةِ الهيئة في الأفعال، وقد مرَّ أنَّها تربط بين الحدث وبين الفاعل.
وأمّا في عرف النحاة فهي معدودة من الأفعال إلا أنَّه يُطلق عليها أفعالٌ ناقصة، وبعض المنطقيين يطلق عليها الكلمات الوجودية وذلك لأنَّها لا تدلُّ إلاّ على الكون والوجود.
ولهذا نستنتج أنَّ كلَّ لفظ يربط بين معنيين مستقلِّين فهو معدودٌ من الأدوات وإن أطلق عليه اسم أو فعل في علوم العربية مثل كيف الاستفهاميَّة ومتى وكان وأخواتها، وتكثُّر الأدوات حسب تكثُّر النسب.
(2) عند التأمُّل في حقيقة الكلمة (الفعل) يلاحظُ أنَّها تتكون من الاسم الذي هو المادة المشتركة لها وهو المسمَّى بالمصدر ومن الحرف وهو الهيئة والشكل الدال على النسبة الزمانية، وهذه النسبة تربط المادةَ (الاسم) بالفاعل الذي صدر منه الفعل أو النائب للفاعل (سواء كان ظاهراً أو مستتراً)، فالفعل (عَلِمَ) مثلاً يتكوَّن من المادة وهي (العين والميم واللام) والهيئة وهي (ـَـِـَ) ومن الواضح أنَّ الهيئة لا تدُّل على معنى في نفسها بل في غيرها أعني المادة.
ومن هنا نستطيع أن نقسِّم المعنى الحرفي إلى قسمين:
أ - المعنى الحرفي المستفاد من اللفظ نحو من، إلى، على، في.
ب - المعنى الحرفي المستفاد من الهيئة والشكل.
| |
|
طالبة علم  
الجنس : عدد المساهمات : 115 تاريخ التسجيل : 22/07/2011
| موضوع: رد: المفرد والمركَّب الجمعة أغسطس 12, 2011 1:43 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد تمت قراءة الدرس | |
|
الحوزويه الصغيره  
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011
| موضوع: رد: المفرد والمركَّب الجمعة أغسطس 12, 2011 3:23 pm | |
| | |
|