طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695 تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011 العمر : 35 الموقع : العراق حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
| موضوع: الترادف والتباين الجمعة أغسطس 12, 2011 8:08 am | |
|
تقسيمات الألفاظ
(2)
الترادف والتباين
إذا قايسنا الألفاظ المتعددة بحسب الدلالة على معانيها فهي تنقسم إلى قسمين: مترادفة أو متباينة.
الألفاظ المترادفة: هي التِّي تكون ذات معنى واحد مثل الإنسان والبشر أو القعود والجلوس.
الألفاظ المتباينة: هي التِّي يختلف معانيها كالعلم والتقوى.
ثمَّ إنَّهم قد قسَّموا الألفاظ المتباينة باعتبار معانيها إلى أقسامٍ ثلاثة: المثلان والمتخالفان والمتقابلان.
1 - المثلان:
وهما المشتركان في حقيقة بما هما مشتركان، فبينهما نحو من التشابه وقد لاحظناه كمحمَّد وعلي المشتركان في النوع وهو الإنسان.
وإن كان التشابه في الجنس فيقال لهما متجانسان أيضاً كالإنسان والفرس المشتركان في (الحيوان) الذي هو جنسهما.
وإن كانا مشتركين في المقدار – الكم - فمتساويان أيضاً كالكيلو من اللحم والكيلو من الرز.
وإن كانا مشتركين في الكيفيَّة فمتشابهان كالقميص الأبيض والحليب الأبيض.
والاسم المشترك للكلّ هو التماثل. والمتماثلان يمتنع اجتماعهما.
2 - المتخالفان:
وهما المتغايران من حيث أنَّهما متغايران، فيوجد بينهما اختلاف بأيِّ نحو كان. وقد لاحظنا ذلك الاختلاف. كالأسد والفرس فهما وإن كانا مثلين من حيث اتِّحادهما في الجنس - أعني الحيوانية - ولكنَّهما متخالفان من ناحية أخرى أيضاً بملاحظة النوع. وكالباب والحائط والشمس والقمر. وهما لا يجتمعان أبداً.
وأيضاً كالطول والرقَّة والشجاعة والكرم والبياض والحرارة ولا مانع من اجتماعهما.
3 - المتقابلان:
وهما المعنيان المتنافران اللذان لا يجتمعان في محلٍّ واحد من جهة واحدة في زمانٍ واحد.
أقسام التقابل
ينقسم التقابل إلى أربعة أقسام:
الأول: تقابل النقيضين (الإيجاب والسلب):
«وهو التقابل بين الوجود والعدم، وهما أمران وجودي وعدمي لذلك الوجودي وهما لا يجتمعان ولا يرتفعان ببديهة العقل، ولا واسطة بينهما».
مثل: الإنسان واللاإنسان والبياض واللابياض ونقيض كلِّ شيء رفعه. وعندما نتأمَّل في النقيضين نلاحظ أنَّه ليس هناك تناقض إلاّ بين الوجود والعدم فهما لا يجتمعان أي يمتنع أن يكون الشيء موجوداً ومعدوماً في آن واحد، كما أنَّه يمتنع أن لا يكون الشيء موجوداً ولا معدوماً في آن واحد. وجميع أمثلة التناقض تؤول إلى هذا. وسوف نتحدَّث عن التناقض في القضايا في مباحث الحجَّة إن شاء الله.
الثاني: تقابل الملكة وعدمها:
«وهما أمران وجودي وعدمي لا يجتمعان ويجوز أن يرتفعا في موضع لا تصحّ فيه الملكة».
كالتقابل بين البصر والعمى والعلم والجهل. والميزان في الملكة هو القابلية أو شأنية الاتصاف وارتفاعهما إنَّما يكون في الموارد التِّي لا شأنية للاتصاف بالملكة فيها.
الثالث: تقابل الضدين:
«وهما الوجوديان المتعاقبان على موضوع واحد ولا يتصور اجتماعهما فيه ولا يتوقف تعقل أحدهما على تعقُّل الآخر»
كالسواد والبياض، والحرارة والبرودة.
ونعني بالمتعاقبين على موضوع واحد، أنَّهما صفتان متناوبتان كالحرارة والبرودة مثلاً، فالجسم الواحد يكون حاراً ثمَّ يبرد. والسرّ في عدم اجتماعهما هو أنَّ أحدهما هو وجود تلك الصفة والآخر عدمه ولا يجتمع الوجود والعدم كما مرّ، وأمّا من ناحية الارتفاع فالأمر يختلف تماماً فيمكن أن يرتفعا كالسواد والبياض، فهما يرتفعان في الخضرة أو الحمرة، فالأحمر ليس بأسود ولا أبيض لأنَّ الأسود لا يعني "لا أبيض" بنحو مطلق بل هو لا أبيض في مجاله الخاص، أي أنَّه حصَّة من اللاأبيض وهناك حصص أخرى من اللاأبيض تجتمع مع سائر الألوان كالأحمر والأخضر والأزرق، فربَّما تكون هي الملوِّنة للجسم وحينئذٍ قد ارتفع عن الجسم اللونان أي الأبيض والأسود.
يبقى سؤال وهو: لماذا وقع التضاد بين الأبيض والأسود خاصة، فليقع بين الأخضر والأحمر أيضاً؟!
والجواب: قلنا إنَّ المتقابلين هما المعنيان المتنافران، ونعني بذلك أنَّ الإنسان يُدرك التنافر بينهما ولا تنافر بين الألوان الأخرى غير الأبيض والأسود.
ولكن ربَّما يدَّعي البعض وجود التنافر بين سائر الألوان أيضاً ونقول في جوابه أن النزاع حينئذٍ يكون في المثال ولا يليق بالعلماء أن يناقشوا فيها.
هذا ولا يخفى عليك أنَّه لا نعني بجواز الارتفاع أنَّ ذلك يتحقَّق في جميع الأمثلة، بل نريد القول بإمكان ذلك. وأمّا التحقًّق فهو راجع إلى أمور أخرى خارجة عن إطار الضدِّين كضدِّين.
الرابع: تقابل المتضايفين:
«وهما أمران وجوديان يتعقَّلان معاً ولا يجتمعان في موضوع واحد من جهةٍ واحدة ويجوز أن يرتفعا».
كالأبوة والبنوة والفوق والتحت فلا يكون الشخص الواحد أباً وابناً من جهةٍ واحدة، وكذلك لا يكون الشيء فوقاً وتحتاً، نعم يمكن اجتماع الأبوَّة والبنوَّة في شخصٍ واحدٍ من جهتين مختلفتين فهو ابنٌ لزيدٍ وأبٌ لعمرو، وكذلك فوق شيء وتحت شيء آخر. ويمكن أن يرتفعا فالحجر ليس أباً ولا ابناً، والله جلّ شأنه ليس فوقاً ولا تحتاً.
| |
|
طالبة علم  
الجنس : عدد المساهمات : 115 تاريخ التسجيل : 22/07/2011
| موضوع: رد: الترادف والتباين الجمعة أغسطس 12, 2011 1:31 pm | |
| اللهم صل على محمد وآل محمد تمت قراءة الدرس | |
|
الحوزويه الصغيره  
عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011
| موضوع: رد: الترادف والتباين الجمعة أغسطس 12, 2011 3:08 pm | |
| | |
|