التصور والتصديق

التصور
والتصديق

ينقسم
العلم الحصولي الارتسامي إلى قسمين هما: التصور
والتصديق.

التصور
هو: «إدراك الشيء إدراكاً ساذجاً»

ونعني من
الإدراك الساذج، الإدراك الخالي من الحكم، بمعنى أنه لا يقترن معه الإيجاب ولا
السلب، (الإثبات أو النفي)، ولا يصاحبه الإذعان ولا اليقين.

التصديق
هو: «الإدراك المشتمل على الحكم»

فهو إدراك
مشتمل على الإثبات أو النفي، مضافا إلى الإذعان واليقين بثبوت الشيء أو ثبوت شيء
لشيء. والحكم بمطابقة النسبة للواقع أو عدم مطابقتها له.

توضيح
ذلك:

إنَّ الإنسان
عندما يدرك شيئاً، فهذا لا يعني أنّه صدَّق بوجوده أو عدمه، أو بكيفياته وحالاته من
طوله وعرضه وارتفاعه ولونه وغير ذلك، فإنَّ مجرد الإدراك لا يلزمه التصديق فربَّ
مُدركٍ للشيء ومتصوِّر له، دون أن يذعن به حيث أنّ التصور هو: «الإدراك الساذج غير المقترن بالتصديق
والإذعان» كتصور الهواء أو تصور الجبل، أو تصوُّر الكَرم أو الشجاعة، أو
البخل أو الخوف، وكتصور الحرمة أو الوجوب، أو كتصوُّر جبل من نور أو إنسان ذي رؤوسٍ
ثلاثة أو تصوُّر حرارة الجوّ أو حسن الكرم أو قبح البخل، وكذلك ما لو تصوَّرنا
النسب غير المتحقِّقة في الواقع الخارجي، كتمنّي الوصول إلى مقام المخلَصين أو
تمنّي الجهاد تحت راية الإمام المعصوم عليه السلام، أو ترجِّي بلوغ الأسباب في قول
فرعون: {لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ}، أو
الأمر أو النهي أو الاستفهام، وكذلك المضاف مهما طالت الإضافة، والصفة والموصوف
مهما كثرت الصفات، والصلة والموصول، وطرفٌ من الجملة الشرطية مثل: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} من دون
ذكر جواب الشرط، فكلُّ هذه الموارد تعدُّ من التصوُّرات الساذجة من غير تصديقٍ
وإذعان، لأنَّه ليس وراءها شيء يطابق الإدراك أو لا يطابق فلا إذعان ولا حكم
حيث لا تشتمل على نسبة،ٍ وإن كانت فهي غير تامَّة أو أنها تامَّة من فضاكن لا مصداقيَّة
لها في الواقع الخارجي.

وأمّا التصديق
فهو: «الإدراك المقترن بالإذعان بالنسبة، والحكم بمطابقتها
للواقع أو عدم مطابقتها»

وذلك كما لو
قلنا: الغيبة حرام وأذعنّا بالحكم - أعني حرمة الغيبة - وأمّا إذا شككنا فهو من
التصوُّر غير المستتبع للحكم. كذلك لو قلنا: الحلم حسن، الزهد حسن، الجوُّ حارٌّ؛
فكل هذه القضايا تصديقيَّة، ونعني بالتصديق: التصور المستتبع للحكم
والإذعان.

ومن هنا نعرف
أنَّ متعلَّق التصديق ينحصر في شيءٍ واحد وهو: النسبة الحُكمية بين الموضوع والمحمول عند الإذعان
بمطابقتها للواقع أو عدم مطابقتها له. فنحن حيث أذعنّا بحرمة الغيبة وبحسن
الحِلم وبحرارة الجوّ وصدَّقنا بها، صارت هذه التصورات المتعلِّقة بالنسبة الحكمية
ملازمة للتصديق والإذعان؛ وكذلك لو أذعنّا بخلاف تلك الأخبار، كما لو أذعنّا بأن
الجو ليس بحار - بل هو بارد - فقد صدقنا بالنسبة، من فضاكن في هذه المرَّة يكون التصديق
متعلِّقاً بخلاف النسبة بين طرفي الخبر حيث أنّها غير مطابقة للواقع.

نتائج
ثلاث:

ومن هنا
يمكننا أن نستنتج أموراً ثلاثة:

الأوَّل: التصديق لا
يتعلق بالمفردات أصلاً بل يختصُّ بالنسبة الرابطة بين مفردة وأخرى كالمبتدأ والخبر،
أو الموضوع والمحمول.

الثاني: بما أنَّ
النسبة التِّي يتعلَّق بها التصديق، يتوقف وجودها على طرفين رئيسيين، فلابدَّ إذاً
من تصوُّرهما أوَّلاً وتصوُّر النسبة ثانياً ثمَّ التصديق بها.

فإذاً
يتوقَّف كلُ تصديق على تصوُّرات ثلاثة هي:

(1) تصور
الموضوع.

(2) تصوُّر
المحمول.

(3) تصوُّر
النسبة.

وأما سائر
القيود المرتبطة بالطرفين، كالأوصاف والأحوال، فتصوُّرها يكون ضمنياً تابعاً لهما.

الثالث: إنَّ إطلاق
كلمة التصديق على التصوُّر اللازم للتصديق، إطلاقٌ مجازيٌّ وليس بحقيقي، والمبرر
لهذا التجوُّز هو التلازم بينهما فسمينا الملزوم (التصور) باسم لازمه
(التصديق).

تمرينات

1 - ما هو
التصور وما هو التصديق؟

2 - بماذا
يتعلَّق التصور؟

3 - بماذا
يتعلَّق التصديق؟

4 - اذكر
أمثلة خمسة للتصور والتصديق؟

5 - كل تصديق
يتوقَّف على تصوُّرات ثلاثة، اشرح ذلك؟

6 - هل إطلاق
التصديق على النسبة الحكمية إطلاق حقيقي؟ لماذا؟

7 - ميِّز
التصوُّر والتصديق في الأمثلة التالية:

أ
- كل يوم هو في شأن

ب
- أيحبُّ أحدكم أن يأكل
لحم أخيه ميتاً فكرهتموه

ج
- كونوا للظالم خصماً

د
- ونريد أن نمنَّ على
الذين استضعفوا في الأرض

هـ
- توقد من شجرة مباركة لا
شرقية ولا غربيَّة

و
- الله لا اله إلا هو الحي
القيُّوم

ز
- يا رب ارحم ضعف بدني

ح
- اتخذه وكيلا

ط
- لا تثريب عليكم
اليوم

ي
- فاصفح عنهم وقل سلام

ك
- فقتل كيف قدر

ل
- كل نفس بما كسبت
رهينة

م
- ما سلككم في سقر

ن
- إياك أن تأكل ما لا
تشتهيه

س
- لا تأكل إلا عند الجوع

ع
- إذا أكلت فكل
حلالا

8 - اذكر
متعلق التصوُّر ومتعلَّق التصديق في الأمثلة الآتية:

أ
- قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ
خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذىً.

ب
- الله الصمد.

ج
- إنَّ الأبرار لفي نعيم.

د
- قد أفلح من تزكَّى.

هـ
- كأنَّهم خشبٌ
مسنَّدة.

اللهم صل على محمد وآل محمد
تمت قراءة الدرس, لكنه يحتاج الى زيادة في التوضيح من خلال الامثلة ,لذلك قمت بحل التمرينات التي شعرت بانها مهمة وتركت الباقي فارجو التصحيح
ميِّز
التصوُّر والتصديق في الأمثلة التالية:

كل يوم هو في شأن( تصديق) أيحبُّ أحدكم
أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه( تصور)كونوا
للظالم خصماً(تصور )

ونريد أن نمنَّ على الذين استضعفوا
في الأرض(تصديق ) توقد من شجرة مباركة لا شرقية
ولا غربيَّة(تصور ) لان الجملة مكونة من عدة نعوت

الله لا اله إلا هو الحي القيُّوم( تصديق)
يا رب ارحم ضعف بدني(تصور ) اتخذه وكيلا( تصور) لا
تثريب عليكم

اليوم(تصور) فاصفح عنهم وقل سلام (تصديق ) فقتل
كيف قدر( تصديق) كل نفس بما كسبت رهينة( تصديق) ما
سلككم في

سقر ( تصور) إياك أن تأكل ما لا تشتهيه(تصديق )
لا تأكل إلا عند الجوع(تصور ) إذا أكلت فكل
حلالا( تصور)
-أذكر
متعلق التصوُّر و متعلَّق التصديق في
الأمثلة الآتية:

ألف: قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ خيرٌ
من صدقةٍ يتبعها أذىً.اعتقد انها تصديق

ب: الله الصمد.متعلق التصديق"هو النسبة في الجملة الخبرية

ج: إنَّ الأبرار لفي نعيم. متعلق التصور "المركب الناقص" الشرط ان الابرار,والجزاء لفي نعيم

د: قد أفلح من تزكَّى.متعلق التصديق هو"النسبة في الجملة الخبرية

هـ: كأنَّهم خشبٌ مسنَّدة.

متعلق التصور"المركب الناقص" فهي جملة شرطية

عدد المساهمات : 105 تاريخ التسجيل : 28/07/2011

تمرينات

1 - ما هو
التصور وما هو التصديق؟

التصور
هو: «إدراك الشيء إدراكاً ساذجاً»
التصديق
هو: «الإدراك المشتمل على الحكم»

2 - بماذا
يتعلَّق التصور؟

يتعلق بكل شيء حكم او غير حكم مفردة أو جمله ..

3 - بماذا
يتعلَّق التصديق؟

يختصُّ بالنسبة الرابطة بين مفردة وأخرى كالمبتدأ والخبر،
أو الموضوع والمحمول.

4 - اذكر
أمثلة خمسة للتصور والتصديق؟

تصور : حقيقة الكهرباء , حقيقة الروح , معنى الوجود , تصور الهواء , تصور الموت
التصديق : الأرض متحركه , زوايا مثلث , تساوي زاويتين قائمتين , الواحد نصف الأثنين , االشمس مشرقة

5 - كل تصديق
يتوقَّف على تصوُّرات ثلاثة، اشرح ذلك؟

نحن حيث أذعنّا بحرمة الغيبة وبحسن
الحِلم وبحرارة الجوّ وصدَّقنا بها، صارت هذه التصورات المتعلِّقة بالنسبة الحكمية
ملازمة للتصديق والإذعان؛ وكذلك لو أذعنّا بخلاف تلك الأخبار، كما لو أذعنّا بأن
الجو ليس بحار - بل هو بارد - فقد صدقنا بالنسبة، من فضاكن في هذه المرَّة يكون التصديق
متعلِّقاً بخلاف النسبة بين طرفي الخبر حيث أنّها غير مطابقة للواقع.

6 - هل إطلاق
التصديق على النسبة الحكمية إطلاق حقيقي؟ لماذا؟

إطلاقٌ مجازيٌّ وليس بحقيقي، والمبرر
لهذا التجوُّز هو التلازم بينهما فسمينا الملزوم (التصور) باسم لازمه
(التصديق).

7 - ميِّز
التصوُّر والتصديق في الأمثلة التالية:

أ
- كل يوم هو في شأن

تصديق

ب
- أيحبُّ أحدكم أن يأكل
لحم أخيه ميتاً فكرهتموه

تصور

ج
- كونوا للظالم خصماً

تصور

د
- ونريد أن نمنَّ على
الذين استضعفوا في الأرض

تصور

هـ
- توقد من شجرة مباركة لا
شرقية ولا غربيَّة

تصور

و
- الله لا اله إلا هو الحي
القيُّوم

تصديق

ز
- يا رب ارحم ضعف بدني

تصور

ح
- اتخذه وكيلا

تصور

ط
- لا تثريب عليكم
اليوم

تصور

ي
- فاصفح عنهم وقل سلام

تصور

ك
- فقتل كيف قدر

تصور

ل
- كل نفس بما كسبت
رهينة

تصديق

م
- ما سلككم في سقر

تصور

ن
- إياك أن تأكل ما لا
تشتهيه

تصور

س
- لا تأكل إلا عند الجوع

تصور

ع
- إذا أكلت فكل
حلالا

تصور

8 - اذكر
متعلق التصوُّر ومتعلَّق التصديق في الأمثلة الآتية:

أ
- قولٌ معروفٌ ومغفرةٌ
خيرٌ من صدقةٍ يتبعها أذىً.

تصور متعلقه مركب ناقص من الصفه والموصوف

ب
- الله الصمد.

متعلق التصديق الجمله الخبريه

ج
- إنَّ الأبرار لفي نعيم.

متعلق التصديق الجمله الخبريه

د
- قد أفلح من تزكَّى.

تصديق متعلقه جمله خبريه

هـ
- كأنَّهم خشبٌ
مسنَّدة.
متعلق التصور الصفه والموصوف

السلام عليكم

احسنتم وبارك الله فيكم

بالنسبه لحل المارين

التصوُّر والتصديق في الأمثلة التالية: الجواب يكون كل الأمثله تصور الا

و

- الله لا اله إلا هو الحي القيُّوم

تصديق
ل
- كل نفس بما كسبت
رهينة

تصديق

فأنتم صححوا الخطاء ان وجد

دمتم برعاية الله

شرح بصيغه اخرى عسى وان تكون اوضح من السابقه

1 ـ التّصور

تعريفه: التصور هو إدراك الشيء.

إيضاح التعريف:

إذا نظرت إلى خارطة العراق المعلقة أمامك تنطبع صورتها في ذهنك. إن صورتها المنطبعة في ذهنك هي إدراكك للخارطة وهو التصور.

وإذا حاولت أن تتعرف على موقع بغداد ومقدار المسافة بينها وبين مراكز الألوية (المحافظات) الأخرى، تحدث في ذهنك صور متعددة لنسب المسافات بين بغداد ومراكز الألوية الأخرى. تلك الصور هي إدراكك لها وتصوّرك إياها.

وإذا رجعت إلى جدول المقاييس وتعرفت وفق تعليماته على مقادير المسافات بين بغداد ومراكز الألوية تحدث في ذهنك أيضا صور المسافات التي تعرفت عليها.

تلك الصور هي علمك بها أو إدراكك لها وهو تصور لها.

والخلاصة: أن التصور يساوي الإدراك.

2 ـ التصديق

تعريفه: التصديق هو الاعتقاد بالشيء.

إيضاح التعريف:

إذا قمت بمحاولة البرهنة على مقادير المسافات بين بغداد ومراكز الألوية في مثالنا السابق وانتهيت بعد إقامة البرهان إلى صحة ما تصورته عن المقادير وفق تعليمات جدول المقاييس وآمنت بها واعتقدت.

إن اعتقادك بها هو التصديق.

وإذا قيل لك – مثلاً – أن في الصف خمسين طالبا وقمت بنفسك بعدّهم ورأيتهم خمسين كما قيل لك، واعتقدت بذلك: إن اعتقادك هذا هو التصديق.

والخلاصة: إن التصديق يساوي الاعتقاد.