سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) - الجزء الأول
كاتب الموضوع
رسالة
طالب علم  
الجنس : عدد المساهمات : 2695تاريخ الميلاد : 22/07/1989 تاريخ التسجيل : 29/01/2011العمر : 35الموقع : العراقحكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
موضوع: سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) - الجزء الأول السبت يوليو 23, 2011 10:28 pm
نسبه الشريف: هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب واسم عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم، واسم هاشم، عمرو بن عبد مناف واسم عبد مناف، المغيرة بن قصي واسم قصي، زيد بن كلاب واسم كلاب، حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر، واسم النضر، قيس بن كنانة بن خزيمة بن مدركة، واسم مدركة، عامر بن الياس بن مضر، واسم مضر، عمرو بن نزار بن معد بن عدنان. ونسبه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى عدنان متفق عليه وبعد عدنان فيه اختلاف كثير. وكنيته أبو القاسم.
أمه الكريمة: وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، وأمها برة بنت أسد بن عبد العزى، وكان وهب سيد بني زهرة قد خطبها لعبد الله وزوجه بها أبوه عبد المطلب وكان سن عبد الله يومئذ أربعا وعشرين سنة.
حمله المبارك: لما حملت به أمه قالت: فما وجدت له مشقة حتى وضعته، ثم خرج أبوه عبد الله وأمه حامل به في تجارة له إلى الشام فلما عاد نزل على أخواله بني النجار بالمدينة فمرض هناك ومات ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمل، وقيل كان عمره سنتين وأربعة اشهر وقيل كان عمره سبعة اشهر وقيل شهرين وكان عبد الله فقيرا لم يخلف غير خمسة من الإبل وقطيع غنم وجارية اسمها بركة وتكنى أم ايمن وهي التي حضنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
مولده الميمون: ولد (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة يوم الجمعة أو يوم الاثنين عند طلوع الشمس أو عند طلوع الفجر أو عند الزوال على اختلاف الأقوال السابع عشر من شهر ربيع الأول على المشهور بين الإمامية وقال الشيخ الكليني لاثنتي عشرة ليلة مضت منه وهو المشهور عند غيرهم. واتفق الرواة على انه (صلى الله عليه وآله وسلم) ولد عام الفيل بعد خمسة وخمسين يوما أو خمسة وأربعين أو ثلاثين يوما من هلاك أصحاب الفيل لأربع وثلاثين سنة وثمانية اشهر أو لاثنتين وأربعين سنة مضت من ملك كسرى انوشروان ولسبع بقين من ملكه.
تربيته ونشأته: كفل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد أبيه جده عبد المطلب وقام بتربيته وحفظه احسن قيام ورق عليه رقة لم يرقها على ولده وكان يقربه منه ويدنيه ولا يأكل طعاما إلا أحضره وكان يدخل عليه إذا خلا وإذا نام ويجلس على فراشه فيقول دعوه. ولما صار عمره ست سنين وذلك بعد مجيئه من عند حليمة بسنة أخرجته أمه إلى أخواله بني عدي بن النجار بالمدينة تزورهم به ومعه أم ايمن تحضنه فبقيت عندهم شهرا ثم رجعت به أمه إلى مكة فتوفيت بالابواء بين المدينة ومكة فعادت به أم ايمن إلى مكة إلى جده عبد المطلب وبقيت تحضنه فبقي في كفالة عبد المطلب من حين وفاة أبيه ثمان سنين. وتوفي عبد المطلب وعمره ثمانون سنة فلما حضرته الوفاة أوصى ولده أبا طالب بحفظ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحياطته وكفالته ولم يكن أبو طالب اكبر اخوته سنا ولا أكثرهم مالا فقد كان الحارث أسن منه، والعباس أكثرهم مالا، لكن عبد المطلب اختار لكفالته أبا طالب لما توسمه فيه من الرعاية الكافية لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولأنه كان على فقره أنبل اخوته وأكرمهم وأعظمهم مكانة في قريش وأجلهم قدرا فكفله أبو طالب وقام برعايته احسن قيام. وكان يحبه حبا شديدا لا يحب ولده مثله وكان لا ينام إلا إلى جنبه ويخرج فيخرج معه وكان يخصه بالطعام وكان أولاده يصبحون شعثا ويصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كحيلا دهينا وكان أبو طالب توضع له وسادة بالبطحاء يتكئ عليها أو يجلس عليها فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلس عليها فقال أبو طالب أن ابن أخي هذا ليحس بنعيم وخرج به معه إلى الشام وهو ابن اثنتي عشرة سنة بعد ما عزم على إبقائه بمكة لكنه أبى إلا أن يصحبه معه حتى بلغ به بصرى، ولم يزل أبو طالب يكرمه ويحميه وينصره بيده ولسانه طول حياته. وشهد الفجار وهو ابن عشرين سنه، والفجار من حروب العرب المشهورة كانت بين قيس وبين قريش وكنانة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حضرته مع عمومتي ورميت فيه باسهم وما احب أني لم اكن فعلت. وسميّت الفجار لأنها وقعت في الأشهر الحرم. وحضر حلف الفضول، وكان لدى منصرف قريش من حرب الفجار، وكان اشرف حلف في حينه وأول من دعا إليه الزبير بن عبد المطلب فاجتمعت بنو هاشم وزهرة وتيم في دار عبد الله بن جدعان فتعاقدوا وتعاهدوا بالله لنكونن مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه،، وعلى التأسي في المعاش فسمت قريش ذلك الحلف حلف الفضول ولا يعلم أحد سبق بني هاشم بهذا الحلف قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما احب أن لي بحلف حضرته في دار ابن جدعان حمر النعم ولو دعيت به لأجبت.
زواجه بخديجة: وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الشام في تجارة لخديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة مع غلامها ميسرة وكانت خديجة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في تجارتها ولما علم أبو طالب بأنها تهيئ تجارتها لإرسالها إلى الشام مع القافلة قال له: يا ابن أخي أنا رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وقد بلغني أن خديجة استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لك بمثل ما أعطته فهل لك أن أكلمها؟ قال ما أحببت، فقال لها أبو طالب: هل لك أن تستأجري محمدا فقد بلغنا انك استأجرت فلانا ببكرين ولسنا نرضى لمحمد دون أربعة بكار، فقالت لو سالت ذلك لبعيد بغيض فعلنا، فكيف وقد سألته لحبيب قريب، فقال له أبو طالب: هذا رزق وقد ساقه الله إليك، فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) مع ميسرة بعد أن أوصاه أعمامه به وباعوا تجارتهم وربحوا أضعاف ما كانوا يربحون وعادوا فسرت خديجة بذلك ووقعت في نفسها محبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدثت نفسها بالتزوج به وكانت قد تزوجت برجلين من بني مخزوم توفيا وكان قد خطبها أشراف قريش فردتهم فتحدثت بذلك إلى أختها أو صديقة لها اسمها نفيسة بنت منية، فذهبت إليه وقالت: ما يمنعك أن تتزوج؟ قال: ما بيدي ما أتزوج به، قالت: فان كفيت ذلك ودعيت إلى الجمال والمال والشرف والكفاءة الا تجيب؟ قال: فمن هي؟ قالت: خديجة، قال: كيف لي بذلك، قالت: عليّ ذلك، فأجابها بالقبول وخطبها إلى عمها أو أبيها وحضر مع أعمامه فزوجها به عمها لان أباها كان قد مات وقيل زوجها أبوها واصدقها عشرين بكرة وانتقل إلى دارها وكان ذلك بعد قدومه من الشام بشهرين وأيام وعمرها أربعون سنة، وكانت امرأة حازمة جلدة شريفة آمنت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أول بعثته وأعانته بأموالها على تبليغ رسالته وخففت من تألمه لخلاف قومه. وقد جاء انه إنما قام الإسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب ولذلك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرى لها المكانة العظمى في حياتها وبعد وفاتها التي كان لا يراها لواحدة من أزواجه.
أبناؤه: 1 ـ القاسم: وبه كان يكنى عاش حتى مشى ومات بمكة. 2 ـ عبد الله: ويلقب بالطيب والطاهر لولادته بعد الوحي ولد بمكة بعد الإسلام ومات بها وبعضهم يعد الطيب والطاهر اثنين. 3 ـ فاطمة: وهي صغرى بناته تزوجها علي (عليه السلام) بعد الهجرة. 4 ـ زينب: وهي كبراهن تزوجها قبل الإسلام أبو العاص. 5 ـ رقية. 6 ـ أم كلثوم. وأم الكل خديجة. 7 ـ إبراهيم بن مارية القبطية ولد بالمدينة ومات وهو ابن ثمانية عشر شهراً.
سيرته: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) احكم الناس وأحلمهم وأشجعهم وأعدلهم وأعطفهم وأسخاهم، لا يثبت عنده دينار ولا درهم ولا يأخذ مما آتاه الله إلا قوت عامه فقط من يسير ما يجد من التمر والشعير، ويضع سائر ذلك في سبيل الله، ثم يعود إلى قوت عامه، فيؤثر منه حتى ربما احتاج قبل انقضاء العام، أن لم يأته شيء وكان يجلس على الأرض وينام عليها ويخصف النعل ويرقع الثوب ويفتح الباب ويحلب الشاة ويعقل البعير ويطحن مع الخادم إذا أعيى (تعب) ويضع طهوره (ماءه الذي يتوضأ به) بالليل بيده ولا يجلس متكئا ويخدم في مهنة أهله ويقطع اللحم ولم يتجشأ قط، وكان يقبل الهدية ولو أنها جرعة لبن ويأكلها ولا يأكل الصدقة ولا يثبت بصره في وجه أحد، وكان يغضب لربه ولا يغضب لنفسه، وكان يعصب الحجر على بطنه من الجوع، ويأكل ما حضر ولا يرد ما وجد ولا يلبس ثوبين بل يلبس بردا حبرة يمنية وشملة وجبة صوف والغليظ من القطن والكتان واكثر ثيابه البياض، ويلبس القميص من قبل ميامنه وكان له ثوب للجمعة خاصة، وكان إذا لبس جديدا أعطى خلق ثيابه (قديمها) مسكينا وكان يلبس خاتم فضة في خنصره الأيمن، ويكره الريح الردية ويستاك عند الوضوء ويردف خلفه عبده أو غيره (يركبه خلفه على دابته) ويركب ما أمكنه من فرس أو بغلة أو حمار ويركب الحمار بلا سرج ويمشي راجلا ويشيع الجنائز ويعود المرضى في أقصى المدينة يجالس الفقراء ويؤاكل المساكين ويناولهم بيده ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم ويتألف أهل الشر بالبر لهم، يصل ذوي رحمه من غير أن يؤثرهم على غيرهم، إلا بما أمر الله ولا يجفو على أحد، ويقبل معذرة المعتذر إليه وكان اكثر الناس تبسما ما لم ينزل عليه القرآن وربما ضحك من غير قهقهة لا يرتفع على عبيده وإمائه في مأكل ولا في ملبس، وما شتم أحدا بشتمةٍ ولا لعن امرأة ولا خادما بلعنةٍ ولا لاموا أحدا إلا قال دعوه، ولا يأتيه أحد حر أو عبد أو أمة إلا قام معه في حاجته ولا يجزي بالسيئة السيئة من فضاكن يغفر ويصفح، ويبدأ من لقيه بالسلام وإذا لقي مسلما بدأه بالمصافحة وكان لا يقوم ولا يجلس إلا على ذكر الله وكان لا يجلس إليه أحد وهو يصلي إلا خفف صلاته واقبل عليه وقال ألك حاجة؟ وكان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك وكان اكثر ما يجلس مستقبل القبلة وكان يكرم من يدخل عليه حتى ربما بسط له ثوبه ويؤثر الداخل بالوسادة التي تحته وكان في الرضى والغضب لا يقول إلا حقا وكان يأكل القثاء بالرطب والملح وكان احب الفواكه الرطبة إليه البطيخ والعنب واكثر طعامه الماء والتمر وكان يشرب اللبن بالتمر ويسميهما الاطيبين وكان احب الطعام إليه اللحم ويأكل الثريد باللحم وكان يحب القرع وكان يأكل لحم الصيد ولا يصيده وكان يأكل الخبز والسمن وكان يحب من الشاة الذراع والكتف ومن الصباغ الخل ومن التمر العجوة ومن البقول الهندباء وكان يمزح ولا يقول إلا حقا.
بناء الكعبة: بنيت الكعبة وهو ابن خمس وثلاثين سنة وكانت قد تصدعت من السيل فخافت قريش من هدمها ثم أقدمت عليه فلما بلغ البناء موضع الحجر الأسود اختلفت بينها فيمن يضعه في مكانه وكل قبيلة أرادت ذلك لنفسها حتى كادت أن تقع الفتنة ثم رضوا بحكم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فحكم أن يوضع الحجر في ثوب ويحمل أطرافه من كل قبيلة رجل فرضوا بذلك ثم أخذه من الثوب ووضعه في مكانه
سيرة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) - الجزء الأول