نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس  Empty
مُساهمةموضوع: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس    الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس  Emptyالإثنين مايو 07, 2012 7:23 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله
الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام مشاهدي قناة الكوثر
الفضائية اينما كنتم ورحمة الله وبركاته، نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه
الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة، عنوان هذه الحلقة: الدور الوجودي
لمقام الإمامة في القرآن الكريم (القسم الخامس). في هذه الحلقة مشاهدينا
الكرام سنقف عند جملة من المحاور اهمها هل يحتاج الإمام الى هاد في سلّم
الصعود وقوسه ام لا؟ ايضا سنقف مرة اخرى عند المعنى المراد من الجعل في قول
الله تبارك وتعالى { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } في ضوء
المعطيات التي سيتم طرحها ان شاء الله تعالى في محاور حلقة اليوم. تحية لكم
مشاهدينا الكرام مجددا احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله
السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.

د.سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد فيما سبق في الحلقة السابقة تحديدا يعني
قدمتم تفسير لقول الله تبارك وتعالى { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ
بِأَمْرِنَا } السؤال الآن ما القاعدة المستفادة من هذا التفسير من قول
الله تبارك وتعالى { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }.

سماحة السيد كمال
الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في
الواقع بانه لكي يحفظ تسلسل البحث في هذه الآية المباركة من سورة البقرة
وهي قوله تعالى { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ
ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } التي تعد من غرر
الآيات القرآنية انما استعمل هذا التعبير باعتباره ان جملة من المفسرين
ومنهم السيد الطباطبائي في تفسيره الميزان عندما يصل الى تلك الآيات التي
تعد مفتاحا لمعارف اساسية في القرآن الكريم يعبّر عنها بانها هذه من غرر
الآيات القرآنية، وذكرنا مرارا وتكرارا ان المراد من مثل هذه الآيات اذا
اردنا ان نستفيد من كلام الإمام امير المؤمنين فهي آية يفتح منها باب الف
آية في القرآن الكريم، تعد من المفاتيح الاساسية لمعارف القرآن الكريم لان
القرآن الكريم توجد فيه مجموعة من الاسس من المفاتيح وبتعبير السيد
الطباطبائي من الغرر غرر الآيات التي يمكن ان يؤسس عليها باقي معارف القرآن
الكريم وهذه الآية من تلك الفصيلة ومن تلك الطبقة من الآيات التي تعد من
غرر الآيات القرآنية ومن المفاتيح في فهم المعارف القرآنية، يتذكر المشاهد
الكريم ان تسلسل البحث كان قد بدأ من هذه النقطة وهو انه ما هو المراد من
قوله تعالى عندما قال لابراهيم الخليل { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ
إِمَامًا } ما هو المراد من هذه الإمامة التي جعلت لابراهيم الخليل في
اخريات حياته، قلنا بانه يوجد هناك اتجاهات او توجد هناك اتجاهات متعددة في
فهم وبيان حقيقة هذه الإمامة، الاتجاه الثالث الذي انتهينا اليه او ذكرناه
قلنا مراد الإمامة السياسية وذكرنا بان كثير من المفسرين من المدرستين
مدرسة اهل البيت ومدرسة الصحابة ذهبوا الى ان المراد من هذه الإمامة هي
الإمامة السياسية الا اننا اشرنا بان هناك اتجاه رابع ونظرية رابعة تعتقد
ان هذه الإمامة ليست هي الإمامة السياسية وانما هي الإمامة الوجودية وانما
هي الإمامة التي ترتبط بوساطة الفيض في قوس الصعود وبينا المراد من هذه
الحقيقة لعله في حلقات متعددة واكدنا وفصلنا الكلام في بيان هذه الحقيقة
واستدللنا على ذلك، اما سؤال الاخ الدكتور بانه ما هي القاعدة المستفادة من
قوله تعالى { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } بناء على النظرية الاخيرة في فهم
الإمامة، في الواقع بانه القاعدة المستفادة من هذه الآية المباركة التي
وردت لا اقل في موردين في القرآن الكريم تشير الى هذا الاصل وهو ان الإنسان
اي انسان في صراط تكامله وصعوده الى الله سبحانه وتعالى لابد من اين يكسب
الفيض من الله سبحانه وتعالى حتى يمده للصعود اليه لان القرآن صريح يقول {
كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ
عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } اذن يحتاج الى مد الهي، يحتاج الى عطاء الهي،
يحتاج الى فيض الهي، السؤال المطروح هنا وهو انه عندما نأتي الى الهداية
التشريعية كيف يصل الانسان الى الهداية التشريعية هل يأخذ الهداية مباشرة
من الله او يأخذها بتوسط الانبياء والمرسلين، بطبيعة الحال { لَقَدْ
أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ
وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } اذن الانسان في الهداية
التشريعية لا يأخذ الفيض والهداية من الله سبحانه وتعالى مباشرة وانما
يأخذها بتوسط الانبياء بتوسط العلماء بتوسط المرسلين بتوسط الاوصياء ونحو
ذلك، السؤال المطروح وهو انه هذا في الهداية التشريعية الذي هو اراءة
الطريق، في الهداية التكوينية التي هي الايصال الى المطلوب ايضا يأخذ الفيض
هل يأخذ الفيض والعناية والمد الالهي من الله مباشرة او يأخذ المد من الله
سبحانه وتعالى والامداد والفيض من الله بتوسط احد؟ من هي هذه الوسيلة ومن
هي هذه الواسطة، نحن بينا في الاتجاه الرابع في النظرية الرابعة ان هذا هو
دور الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني، يعني القرآن عندما قال بناء على
النظرية الرابعة عندما قال { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } يريد
هذه الإمامة، اي إمامة؟ الإمامة التي ترتبط بالايصال الى المطلوب، الإمامة
التي ترتبط بوساطة الفيض في ان الانسان المؤمن عندما يريد ان ينتقل من درجة
وجودية معنوية الى درجة وجودية معنوية اخرى ايمانية اخرى يحتاج الى وسيلة،
يحتاج الى واسطة يحتاج الى طريق لكي يصل اليه الفيض من ذلك الطريق، من
يقوم بهذا الدور؟ هذا هو دور الإمامة الوجودي في القرآن الكريم وهذه هي
النظرية التي قلنا ان السيد الطباطبائي تعد من اصول معارفه القرآنية يعني
الانسان ما لم يفهم هذا الاصل كثير من المعارف التي طرحت في تفسير الميزان
لا يستطيع ان يلتفت اليها هذا المعنى في موارد متعددة اشار اليه ومن تلك
الموارد في الجزء الاول من الميزان في ذيل هذه الآية (124) من سورة البقرة
قال وبالجملة فالإمام، أي إمام؟ المشاهد الكريم لابد ان يلتفت، ما نتكلم عن
الإمام امير المؤمنين، ما نتكلم عن ائمة اهل البيت، نتكلم عن الإمامة
القرآنية يعني عن إمامة { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } قال
وبالجملة فالإمام هاد يهدي بأمر ملكوتي وبينا في الحلقة السابقة ان المراد
من الامر الملكوتي { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ
لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
شَيْءٍ } اذن الآية المباركة بينت ان الامر كن مرتبط بعالم الملكوت لو
مرتبط بعالم الملك والشهادة؟ صريح الآية المباركة الانسان عندما ينظر اليها
وهي الآية لعله الاخيرة من سورة يس هناك عندما نقف عند هذه الآية نجد بشكل
واضح القرآن الكريم اشار الى هذه الحقيقة يقول { إِنَّمَا أَمْرُهُ (لان
الآية قالت يهدون بامرنا فلو سألنا القرآن على اساس قاعدة القرآن يفسر بعضه
بعضا ما هو امره؟ قال انما امره) إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ }
اذن { كُنْ فَيَكُونُ } هو ملكوت الاشياء، في سورة الانعام { وَكَذَلِكَ
نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } هذا هو مقام
الإمامة، اذن بهذا يتضح الآن التعبير لماذا ان السيد الطباطبائي يقول بأمر
ملكوتي مراده من الامر الملكوتي ما هو؟ { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ
شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } وذكرنا في الحلقة السابقة قلنا
هذا الامر الملكوتي الذي هو كن فيكون واحد لا يتعدد قال { وَمَا أَمْرُنَا
إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ } كما في سورة القمر الآية (50)،
قال فالإمامة بحسب الباطن، اذن الإمامة ما هي؟ قال الإمامة ظاهرية عندنا
وهي الهداية التشريعية وهو انه يدعو الناس الى الحق والى سبل الهداية قال
اما الإمامة الباطنية ما هي الإمامة الملكوتية ما هي؟ فالإمامة بحسب الباطن
نحو ولاية للناس في اعمالها، اذن هو الذي يتولى امرها وليهم لكي يصعدهم
درجة بعد درجة لان الإيمان على عشر درجات، قال وهدايتها ما معنى هداية
الإمام؟ قال ايصالها الى المطلوب ليس اراءة الطريق وقلنا فيما سبق يتذكر
المشاهد الكريم ميزنا جيدا بين الهداية بمعنى اراءة الطريق التي التشريعية
وبين معنى هداية الايصال الى المطلوب التي هي التكوينية قال دون مجرد اراءة
الطريق الذي هو شأن النبي والرسول وكل مؤمن يهدي الى الله سبحانه بالنصح
والموعظة الحسنة، الهداية التشريعية ليست خاصة بشخص معيّن، النبي له هداية
تشريعية الإمام له هداية تشريعية المؤمن له هداية تشريعية العالم له هداية
تشريعية اما الهداية الملكوتية الهداية الباطنية هل هي عامة او خاصة هذا ما
سنتوفر عليه لاحقا، اذن ننتهي من هذا المطلب وهو ان القاعدة المستفادة من
هذه الآية المباركة انها تعيّن لنا وظيفة الإمامة بحسب الاصطلاح القرآني
يعني لو سألنا سائل يا مدرسة اهل البيت انتم الذين تعتقدون انه توجد إمامة
وراء النبوة هذه الإمامة ما هو دورها هل هو نفس دور النبي؟ الجواب نقول
حيثية النبوة لها دور وهو اراءة الطريق وحيثية الإمامة لها دور وهي الايصال
الى المطلوب وقد يجتمعان كما في ابراهيم الخليل يعني كان نبيا ورسولا وكان
إماما يعني له اراءة الطريق وله الايصال الى المطلوب كما في نبينا كل
انبياء اولو العزم اجتمعت فيهم النبوة والإمامة اذن القاعدة مرة اخرى، ما
هي القاعدة؟ في جملة واحدة القاعدة هي ان هؤلاء هم الوسيلة هو الواسطة في
اخذ الفيض من الله سبحانه وتعالى بيد واعطاءها للعبد لايصاله الى مطلوبه
وغايته بيد اخرى.

د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، اذن صار واضحا سماحة
السيد ما تفضلتم به، يعني تفريعا على ما تفضلتم به الآن يعني هل لهذا
الإمام الذي يهدي هذه الهداية الخاصة التي تحدثتم عنها له شرائط معينة الذي
يقوم بها وهل هي متأتية لكل من يهدي كما في الهداية التشريعية ام لا تتأت
للبعض دون البعض الآخر.

سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم هذا
السؤال انا اتصور بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى الجواب جيدا لانه من
خلالها سوف نتوفر على اهم شرائط الإمامة القرآنية، لانه نحن يتذكر المشاهد
في الحلقات السابقة قلنا عندنا محاور متعددة، المحور الاول ما هو المراد من
الإمامة المحور الآخر ما هي شرائط هذه الإمامة، يعني اذا قلنا هذه الإمامة
هي الإمامة الوجودية او الإمامة الملكوتية او التي تهدي بأمر ملكوتي ما هي
شرائطها وهذا ينصب بذاك الاتجاه ومن خلاله سوف يتضح بانه واقعا ان هذه
الإمامة هل تصلح لكل احد او لا تصلح؟ وعلى اساس هذا السؤال والجواب عن هذا
السؤال سيتضح الفارق الاساسي بين شرائط الإمامة في الهداية التشريعية وبين
شرائط الإمامة في الهداية التكوينية، يعني بين شرائط الهداية بمعنى اراءة
الطريق وبين شرائط الهداية بمعنى الايصال الى المطلوب وهذه من النقاط
الاساسية التي لابد ان يلتفت اليها جيدا. في الواقع بانه نحن عندما نأتي
الى الهداية التشريعية يعني من يدعو الناس الى طريق الحق هذا الذي يدعو
الناس الى طريق الحق هل يشترط ان يكون هو مهتديا بنفسه او لا يشترط؟ الجواب
لا، يمكن ان يكون مهتديا ويمكن ان يكون ذلك الانسان فاسقا فاجرا وصريح
القرآن في سورة الصف قال هذا المعنى قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ
أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } يعني قد الانسان يهدي غيره الى صراط
الحق ولكن هو يعمل به او لا يعمل به، لا يعمل به، اذن الهداية التشريعية هل
تتوقف على ان يكون الانسان عاملا بما اهتدى بما يهدي به الغير او لا يشترط
فيه ذلك؟ لا يشترط، طبعا في النبي يشترط ذلك اما في غير النبي عالم يدعو
الناس، خطيب يصعد المنبر، مبلغ مؤمن يدعو الناس، ولذا تجد القرآن الكريم
بشكل واضح وصريح قال في مؤمن آل فرعون { وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ
اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ } هذا الذي يدعو الناس الى
سبيل الرشاد هل بالضرورة لابد ان يكون هو مهتديا الى سبيل الرشاد او قد لا
يكون مهتديا؟ ممكن ان يكون مهتديا وممكن ان لا يكون مهتديا، اذا كان نبيا
كان وصي نبي يكون مهتديا هو ويهدي الناس الى سبيل الرشاد، هذا امر، الامر
الثاني في الهداية التشريعية هذه الخصوصية الاولى، الخصوصية الثانية هذا
الذي يهدي الناس في الهداية التشريعية هل يشترط ان يكون هو هدايته من الله
مباشرة او يمكن ان يكون ضالا ويهتدي بهداية إمام او نبي؟ اذن الخصوصية
الاولى ان الذي يهدي الناس بالهداية التشريعية يعني يريهم الطريق وبتعبير
القرآن الكريم { أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ } هو بالضرورة ان يكون
مهتدي الى سبيل الرشاد، يمكن ان يكون كذلك ويمكن ان لا يكون كذلك، اذا كان
نبيا اذا كان رسولا اذا كان وصي نبي اذا كان عالما عاملا بعلمه يكون هو
مهتدي الى سبيل الرشاد ويهدي الآخرين الى سبيل الرشاد ويمكن ان لا يكون
كذلك كما قرأنا في سورة الصف { لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ } هذا
الامر الاول او الخصوصية الاولى، الخصوصية الثانية هذا الذي يهدي الناس الى
سبيل الرشاد ويهديهم الى طريق الخير { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } هل
هو مهدي وهدايته بتوسط الله سبحانه وتعالى يهديه مباشرة او هو مهدي بتوسط
الانبياء؟ الجواب يمكن ان يكون مهديا من قبل الله ويمكن ان يكون مهديا
بتوسط الانبياء، يعني عموم الناس عندما يكون عالما ومهديا يهتدي بتوسط
الانبياء وبعد ذلك يهدي غيره { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ } لكن من اين تعلم الموعظة الحسنة؟ تعلمها من
الانبياء اذن هو مهدي بذاته او مهدي بغيره؟ من الواضح انه مهتد بتوسط الغير
اذن الخصوصية الثانية في الهداية التشريعية لا يشترط في الهادي في الهداية
التشريعية ان يكون مهتديا بنفسه بل يمكن ان يكون مهتديا بنفسه ويمكن ان
يكون مهتديا بتوسط غيره وهم الانبياء هاتان خصوصيتان يمكن ان توجد في
الهداية بالهداية التشريعية وهي اراءة الطريق يعني اولا لا يشترط فيها ان
يكون مهتد هو في سبيل الرشاد وثانيا اذا كان مهتديا لا يشترط ان يكون
اهتداءه بذاته بل قد يكون اهتداءه بتوسط الغير اذا اتضح ذلك الآن نأتي الى
هذه الهداية التكوينية، الجواب في جملة واحدة والوقت ضيق لا يسعنا واريد ان
اكمل الحديث وهو انه الذي يريد ان يقوم بالدور الذي هو الايصال الى
المطلوب وهي الهداية التكوينية بمعنى الايصال الى المطلوب لابد ان يكون
اولا مهتديا لا انه ان لا يكون مهتديا، وثانيا ان يكون اهتداءه لا بتوسط
الغير بل يكون اهتداءه بذاته من الله سبحانه وتعالى بعناية من الله، انا
وانت هدايتنا ليست بلا واسطة اما الذي يريد ان يهدي بالهداية التكوينية
لابد ان تكون هدايته بلا واسطة بلا وسيلة بلا طريق آخر، انا وانت عندما
نهتدي نهتدي بطريق النبوة بطريق الإمامة اما الإمام يريد ان يهتدي اما
النبي يريد ان يهتدي لا يهتدي بتوسط غيره بل يهتدي بلا واسطة بينه وبين
ربه، اذن الآن تبين فرقان اساسيان في الإمامة التي تهدي بالهداية التشريعية
وفي الإمامة التي تهدي بالهداية التكوينية الخاصة يعني الايصال الى
المطلوب، اكررهما مرة اخرى وبودي ان المشاهد يلتفت، في الهداية التشريعية
لا يشترط في الهادي ان يكون هو عاملا بما يهدي الناس اليه قد يكون مهتديا
وقد لا يكون مهتديا هذا اولا وثانيا اذا كان مهتديا لا يشترط ان تكون
هدايته بلا واسطة من الله وقد تكون بلا واسطة وقد تكون مع الواسطة ما هي
الواسطة؟ الانبياء، اما عندما نأتي في الهداية التكوينية الخاصة وهي
الايصال الى المطلوب وهي الذي عبر عنها القرآن { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا }
لابد من توفر شرطين الشرط الاول ان يكون هو مهتديا اولاً، الشرط الثاني هل
يكفي ان يكون مهتديا بغيره او لابد ان يكون مهتديا بنفسه؟ مهتديا بتوسط
الغير او لا بتوسط الغير؟ لا بتوسط الغير، من هنا واقعا يطرح هذا التساؤل
وهو انه هل يوجد دليل قرآني على هذه الحقيقة او لا يوجد؟ ومن هنا سوف نقف
على السؤال الذي طرحتموه ما هي شرائط الإمامة التي هي للدور الوجودي؟ سؤال:
القرآن الكريم اشار الى هذه الحقيقة ولكن اشار اليها بشكل دقيق وعميق
وتحتاج الى تأمل كثير واقعا، نحن عندما نرجع لعله لا توجد ايضا في القرآن
ثانية لهذه الآية المباركة وهي الآية (35) من سورة يونس قال تعالى {
أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا
يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } هذه الآية
من الآيات التي وقع فيها كلام كثير بين المفسرين، في قراءة الآية هل هي
يهدّي ام يهدي المهم القراءة المشهورة والقراءة التحقيقية يهدّي ومرجعها
ومآلها هذه الكلمة { أَمَّنْ لَا يَهِدِّي } يعني امن لا يهتدي الا ان
يهدى، فاذا اردنا ان نقرأ الآية على اساس هذه القراءة المشهورة والمقبولة
عند المحققين من القرّاء واصحاب القراءات وائمة القراءة الآية هكذا تقول
أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا
يَهِتدي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ، هنا توجد
اشكالية في مضمون الآية المباركة وانه لماذا ان الآية قابلت بين هذين
الشقين، رجاء ورجاء ورجاء للمرة لعله العاشرة بودي ان المشاهد يتدبر فيما
اقول، بحسب منطق التقابل عندما نقول هذا قائم في قباله الذي يقابله ليس
بقائم، القائم ما يقابله ماذا ليس بقائم، الموجود ما يقابله ليس بموجود،
المهتدي ما يقابله غير مهتدي هذا منطق المقابلة وهذا امر فطري واضح لا
يحتاج، من البديهيات من الامور الواضحة، سؤال الآية المباركة قالت {
أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ } ماذا يقابلها؟ يهدي الى الحق الطرف
الآخر لابد ان يكون لا يهدي الى الحق، اذن الآية مفروض كانت تقول افمن يهدي
الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الى الحق فمالكم كيف تحكمون مع ان الآية
ما جعلت المقابلة بين من يهدي الى الحق وبين من لا يهدي الى الحق، مقتضى
قانون التقابل ان يكون في مقابل يهدي الى الحق ماذا يوجد؟ لا يهدي الى الحق
مع ان الآية قالت يهدي الى الحق وماذا قابلتها؟ لا يهتدي الا ان يهدى،
سؤال انا لكم اسألكم دكتور لا يهتدي الا ان يهديه الغير ماذا يقابله؟ ليس
انه يهدي الى الحق، يعني يهتدي بنفسه اذن الشق الاول من الآية يقابلها لا
يهدي الى الحق، الشق الثاني من الآية يقابلها من لا يهتدي الا ان يهدى الذي
يهتدي ولا يحتاج الى هداية يعني يهتدي بنفسه، بعبارة اخرى الشق الثاني من
الآية تقول انه لا يهتدي الا بغيره يقابله يهتدي لا بغيره، يهتدي بنفسه،
اذن اذا نظرت الى الآية المباركة واقعا تجد تقابل بين الشق الاول والشق
الثاني او لا يوجد تقابل، في الظاهر مختلفان، اذن لماذا هذا الاختلاف.

د.سالم جاري: كأن الآية جمعت بين اربعة اشياء ولكن اختصرت.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، احسنتم وهذه النكتة التي اريد ان اصل اليها
وهي ان الآية كأنه ذكرت شقين ذكرت نقطتين ذكرت امرين ولكن كل واحد منهما له
مقابل غير الذي ذكرته الآية المباركة اذن لماذا فعلت الآية هكذا ولذا قلت
ان هذه الآية تعد من غرر الآيات القرآنية ونحن لعله لا توجد عندنا آية في
القرآن تشابه هذه الآية المباركة من سورة يونس وانتم تجدون انا فقط من باب
اخرج كجملة معترضة، وانتم تجدون ان اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)
من اهم الآيات التي استندوا اليها لاثبات إمامتهم هي هذه الآية المباركة
وقد يقول قائل ما العلاقة بهذه الآية، هذا الذي جعلني في هذه الليلة احاول
ان اقف عند هذه الآية ليتبين وجه ارتباط هذه الآية بالإمامة القرآنية التي
من مصاديقها إمامة ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) اذن اعيد
للمشاهد الكريم مرة اخرى المسألة، مقتضى المقابلة في الآية المباركة صدر
الآية { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ } يقابلها ماذا لابد يكون؟ لا
يهدي الى الحق، يعني الآية لابد كانت تقول افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع
امن لا يهدي الى الحق فمالكم كيف تحكمون كان المفروض هذا الشكل ولكن الآية
ما فعلت هكذا، الشق الثاني قالت { أَمَّنْ لَا يَهِدِّي } قلنا مآل هذه
القراءة امن لا يهتدي الا ان يهدى، امن لا يهدّي يعني امن لا يهتدي الا ان
يهدى يعني يحتاج الى الغير لكي يهتدي هو والا بذاته يستطيع ان يهتدي او لا
يستطيع؟ لا يستطيع، اذن الشق الاول لها مقابل والشق الثاني له مقابل آخر من
هنا يأتي هذا التساؤل وهو امن لا يهدّي الا ان يهدى لماذا ان الآية
المباركة جعلت الشق الثاني في قبال الشق الاول ولماذا جعلت الشق الاول في
قبال هذا الشق الثاني؟ هذه الآية المباركة تريد ان تصل الى هذه النتيجة
طبعا اتكلم على مستوى ان صح التعبير على مستوى الفتاوى والا اذا اردت ان
افصل الكلام تحتاج الى حلقة مستقلة، هذه الآية المباركة كأنه هكذا ارادت ان
تقول، تريد ان تقول ايها الناس من يريد ان يهدي الى الحق لابد ان يكون
مهتديا بنفسه لا ان يكون مهتديا بغيره.

د.سالم جاري: فاقد الشيء لا يعطيه.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم. هذا الذي يريد ان يهدي الى الحق لابد ان يكون
مهتديا بغيره لو مهتديا بنفسه؟ يكون مهتديا بنفسه حتى يحق له ان يكون
هاديا الى الحق اما اذا صار الانسان مهتديا بغيره فهل من حقه هل يمكن ان
يكون هاديا الى الحق او لا يمكنه؟ لا يمكنه، اذن الآية المباركة بصدد انما
قابلت الاشارة الى هذه النكتة الاساسية وهي ان الذي يريد ان يهدي الى الحق
لابد ان يكون مهتديا بتوسط هداية الغير او بهداية من نفسه؟ من نفسه، اما
اذا صار لا يهتدي الا ان يهدى بعد من حقه ان يهدي الى الحق او ليس من حقه
ذلك؟ ليس من حقه، فلهذا اختصرت الآية اختصار عجيب وهو انه ارادت ان تبين
شرط الهادي الى الحق، شرط الهادي الى الحق ما هو؟ ان يكون مهتديا بنفسه اما
اذا صار مهتديا بغيره بعد هادي الى الحق يمكن اتباعه او لا يمكن؟

د.سالم جاري: لا فضل له على من يهديه لانهما متساويان.

سماحة
السيد كمال الحيدري: الآن يأتي هذا السؤال دكتور اذا تسمحوا لي، سؤال هذه
اي هداية التي لابد ان يكون فيها الانسان مهتديا بنفسه هذه ليست الهداية
التشريعية لان الهداية التشريعية قلنا بانه سواء كان مهتديا بنفسه او
مهتديا بغيرا يمكن ان يكون هاديا تشريعيا.

د.سالم جاري: ينسب كتابا ويهدي الناس له.

سماحة
السيد كمال الحيدري: سواء عمل او لم يعمل واذا عمل كان بتوسط الانبياء او
لم يكن، اذن هذه الآية ما تتكلم عن الهداية التشريعية تتكلم عن هداية اخرى
هداية وهي تكوينية التي شرطت هذا الشرط والا لو نظرنا الى الهداية
التشريعية يوجد فيها شرط ان يكون مهتديا بنفسه او لا يوجد؟ لا يوجد فيها،
هذه المقدمة التي اشرنا اليها، اذن الخص كلامي اذا تسمحوا لي دكتور، اذن لو
كانت الهداية بالآية المباركة هي الهداية التشريعية من الواضح انها لا
يشترط فيها ان يكون الهادي مهتديا بنفسه حتى لو كان مهتديا بغيره كما في
مؤمن آل فرعون قال { أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ } وهو مهتد بتوسط
الانبياء، اذن من هذه الآية نستكشف ان هذه الهداية المبحوث عنها في سورة
يونس وهي الآية (35) هي ليست الهداية بمعنى اراءة الطريق بل هي الهداية
بمعنى الايصال الى المطلوب وشرطها الاساسي ان يكون مهتديا بنفسه من هنا
يأتي هذا التساؤل لعله الوقت لا يسع وهو انه ما معنى ان يكون مهتديا بنفسه؟
يعني ما معنى ذلك الجملة التي كررتموها في هذه الليلة عشرات المرات ان
يكون لا بتوسط الغير ما معنى هذه الجملة؟

د.سالم جاري: نأخذ جوابها بعد ان نأخذ هذا الاتصال سماحة السيد، معنا الاخ الاستاذ الاخ حسن من المغرب تفضلوا.

المتصل الاخ الاستاذ حسن من المغرب: السلام عليكم سيدنا.

سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل
الاخ حسن من المغرب: سيدي الآية الشريفة في سورة الانعام المباركة {
الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ
لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } ابراهيم (عليه السلام) والخصوص من
ذريته هل هم مولاي مهتدون بدون واسطة؟ الآية الاخرى اظن من سورة الاحزاب
(الصحيح سورة الحج) { وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ
الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ
وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
هذه الهداية مولانا هل هي الهداية التكوينية؟ الآية الاخرى اظن من سورة
النمل (الصحيح سورة سبأ) { وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي
أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ
الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ } هل هذه الهداية مولانا هداية تشريعية؟ وما الفرق
بين ويرى وليعلم الذين، ما الفرق بين يرى الذين وليعلم الذين اوتوا العلم؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

د.سالم جاري: يعني فيه تشعبات سؤال الاخ، معنا الاخ ابو سيف من العراق، تفضلوا.

المتصل الاخ ابو سيف من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ ابو سيف من العراق: سلامي الى سماحة السيد كمال الحيدري حفظه الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: عليكم السلام ورحمة الله.

المتصل
الاخ ابو سيف من العراق: تبيان حقيقة الآية القرآنية التي كانت في صددها {
أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا
يَهِدِّي }.

د.سالم جاري: شرح سماحة السيد ما هو السؤال.

المتصل الاخ ابو سيف من العراق: هل هناك الآن في الساحة هل موجود الذي يهدي الى الحق وبحق تبعيته الآن وما هو مقامه.

د.سالم جاري: سؤالكم واضح شكرا لكم، معنا الاخ ابو محمد من الامارات تفضلوا.

المتصل الاخ ابو محمد من الامارات: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ ابو محمد من الامارات: عندنا سؤالين، السؤال الاول بالبداية الى
الهداية التشريعية والهداية التكوينية، جناب السيد اشار الى وجود الواسطة
هكذا فهمنا من سماحته فالهداية التشريعية كأنه عند الانبياء سيدنا هكذا
فهمنا من التعبير، قلتم انه وجود وساطة هكذا بالتعبير اما بالهداية
التكوينية ما تحتاج الى وساطة فما هي الوساطة الموجودة في الهداية
التشريعية والتي كانت اكمل بالهداية التكوينية واصبحت الهداية التكوينية
اوسع منها؟ وشهداء الاعمال سيدنا، اين يكون موقع شهداء الاعمال اليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه جنابكم بالحلقة قبل الماضية اشرتم اليها،
شهداء الاعمال هنا اين يكون دورهم { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ
عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ } اصبح قبل ان ترفع العمل والا هم
يجب ان يمرون على العمل وبعد ذلك يرفع هذا العمل وتكون الوساطة موجودة،
وجزاكم الله خير الجزاء ولا تنسونا بطيب دعاءكم.

د.سالم جاري: حياكم الله، معنا الاخ حسين من المملكة العربية السعودية تفضلوا.

المتصل الاخ حسين من السعودية: ...

د.سالم جاري: انقطع الاتصال من الاخ حسين يعاود الاتصال ان شاء الله. سماحة السيد اذن نبدأ بسؤال الاخ حسن.

سماحة
السيد كمال الحيدري: يعني سؤال الاخ حسن من المغرب الحق والانصاف قرأ
مجموعة من الآيات الآن انا ما استطيع ان اتتبع كل تلك الآيات واقف عندها
تفصيلا، خصوصا الآية الاولى التي قرأها وهي من سورة الانعام اي آية كانت.

د.سالم جاري: { الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اخي العزيز هذه الهداية هي الهداية التكوينية الخاصة
وهي المختصة بمقام الإمامة ولذا تجدون الآية المباركة قالت { وَمِنْ
ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }، { لَمْ يَلْبِسُوا
إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ } اي نحو من انحاء الظلم، من ادناه الى اعلاه الذي
هو الشرك الذي { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } اذن الآية المباركة
من الآيات التي تتكلم ان الله سبحانه وتعالى هو الذي هداهم ولكن بشرط ان لا
يلبسوا ايمانهم بظلم وهذا يكشف عن انه من لبّس ايمانه بظلم ما ولو آن ما
في حياته بعد لا يستحق مقام الإمامة { لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }
لان الآية المباركة قالت { لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } هذه
ليست الهداية التشريعية العامة، هذه الهداية الخاصة، يعني نحن عندما نرجع
كما ذكر الاخ في سورة الانعام الآيات لعله الآيات (87) وغيرها يقول قال
تعالى { وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آَتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ (ثم
قال) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ (ثم قال) وَمِنْ
ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى
وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى
وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَإِسْمَاعِيلَ
وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ *
وَمِنْ آَبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ
وَهَدَيْنَاهُمْ } هذه ليست الهداية العامة هذا الاصطفاء هذه الهداية
الخاصة هذا الذي ان شاء الله تعالى سيتضح في الحلقة القادمة، ما معنى
الهداية بلا واسطة وما معنى الهداية مع الواسطة { وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى
صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ } اذن نسب الهداية لنفسه يعني
توجد واسطة او لا توجد واسطة؟ لا توجد واسطة، { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ
يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ } هذه هداية خاصة، اما الهداية
التشريعية فليست هي يهدي به من يشاء من عباده بل هدى للناس جميعا، {
الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ
الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }، اما هنا ماذا يقول { يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
مِنْ عِبَادِهِ } يعني خاصة بطبقة معينة هذه كل الآيات التي اشار اليها،
لعله اكثر الآيات هي الهداية الخاصة التكوينية وهي التي عبّر عنها القرآن
الكريم { ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ } التي هي بلا واسطة يعني الله سبحانه
وتعالى اقتضت عنايته وحكمته ان يهدي هؤلاء الى تلك الهداية التكوينية
الخاصة التي هي الايصال الى المطلوب.

د.سالم جاري: احسنتم ومن هنا زال العجب ان الائمة وهم صغار يجيدون ولا يحتاجون الى من يهديهم.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، لانه هؤلاء يهتدون بتوسط الله سبحانه وتعالى
لا بتوسط الغير اما بخلاف غيرهم فيحتاجون الى الغير للهداية.

د.سالم جاري: بالنسبة الى ابي سيف من العراق.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اخي العزيز هذه الآية المباركة من هو مصداقها في
زماننا، الجواب بضرس قاطع وبدليل بيّن قرآني وروائي وبنحو متواتر مصداقها
هو الإمام الحجة (عليه افضل الصلاة والسلام) اما غيره قد يوجد من اولياء
الله من له مثل هذا المقام هو الذي يصطلح عليه بالمرشد او غيرها كما في بعض
الاصطلاحات ولكنه نحن لا توجد عندنا حجة على صحة ما يقوله اولئك، ما توجد
عندنا الحجة وقامت عليه الحجة هو الإمام الحجة (عليه افضل الصلاة والسلام)
هو الذي له الولاية التكوينية والهداية التكوينية الخاصة وهو الذي احق ان
يتبع فما لكم كيف تحكمون.

د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، بالنسبة للاخ ابي محمد من الامارات ايضا سأل عن بالنسبة للهداية التشريعية الواسطة هل للانبياء ايضا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: الجواب نعم، هذه من الخصوصيات التي اشرت اليها، بينت
قلت ان الهداية التشريعية لا يشترط فيها ان يكون الذي يهدي الآخرين هو
مهتدي ابدا، قد يكون مهتديا وقد لا يكون.

د.سالم جاري: الانبياء مهتدون بانفسهم.

سماحة
السيد كمال الحيدري: لا لا بنفسه الآن ما ادخل قلنا شرطين امرين اذا
تتذكرون قلنا هل يشترط ان يكون هو مهتدي الى سبيل الرشاد او لا يشترط؟ قد
يكون مهتدي الى سبيل الرشاد وقد لا يكون، الآن اذا كان مهتديا الى سبيل
الرشاد هل يشترط ان يكون مهتديا بنفسه او قد يكون مهتديا بغيره؟ قلنا ايضا
لا فرق الذي يريد ان يهدي الهداية التشريعية سواء كان مهتديا ام لا،
والمهتدي سواء كان مهتدي بنفسه او بغيره يستطيع ان يقوم بدور الهداية
التشريعية، اما عندما نأتي الى الهداية التكوينية الخاصة وهي الايصال الى
المطلوب لابد من توفر شرطين اولا ان يكون مهتديا وثانيا ان يكون مهتديا
بنفسه لا بغيره.

د.سالم جاري: بالنسبة لشهداء الاعمال علاقتهم بقول الله.

سماحة
السيد كمال الحيدري: شهداء الاعمال مرتبط بهذا البحث ارتباط وثيق لماذا؟
لاننا ذكرنا بانه هذا الذي يريد ان يأخذ بيد زيد من المؤمنين ولا يأخذ بيد
عمر من المؤمنين، فلماذا يأخذ بيد زيد ليرفعه درجة اما الآخر لا يأخذ بيده
ليرفعه درجة؟ الجواب لانه شاهد على اعماله يجد ان هذا يستحق ان يرفع درجة
فيرفعه درجة وذاك لا يستحق ان يرفع درجة فلا يرفعه درجة اذن { وَقُلِ
اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ }
البعض يتصور ان الشهادة على الاعمال فقد آثارها تظهر على الآخرة، لا يا اخي
العزيز الشهادة على الاعمال اثارها اولا تظهر في الدنيا يعني هذا التوفيق
الخاص هذه العناية الخاصة سيراها هنا وبعد ذلك ستظهر آثارها في النشأة
الآخرة.

د.سالم جاري: احسنتم. معنا الدكتور هادي من عمان قبل ان ينتهي الوقت، تفضلوا.

المتصل الاخ الدكتور هادي من عمان: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ الدكتور هادي من عمان: بالنسبة للآية { أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى
الْحَقِّ } ارجو توضيح للناس مدى ارتباط هذه الآية في الاحق بالحاكمية من
الناحية العقلية ومن ناحية ما جاء في القرآن اي توضيح انه الربط بين هذه
الآية بين من يهدي الى الحق وبين من هو احق ان يحكم من الناس مثال انه في
آية (105) من سورة النساء { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ
بِالْحَقِّ (اي للنبي) لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ
}.

د.سالم جاري: طيب دكتور هادي شكرا، نظرا لضيق الوقت.

سماحة
السيد كمال الحيدري: دكتور هذه ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم سوف
اقف عند هذه الآية مادام انه هناك تساؤلات كثيرة حولها سوف اقف عند هذه
الآية كاملة وابين ما يستفاد من هذه الآية وما هو النتائج والمعطيات التي
يمكن استفادتها وهو انه اذا ثبت انه يهدي الى الحق هل انه تكون الحاكمية
السياسية مختصة به او يمكن ان يكون يهدي الى الحق ولكن الحاكمية السياسية
لغيره، كل هذه الابحاث ان شاء الله تعالى في الاسبوع القادم احاول باذن
الله تعالى ليس فقط هذه لانه نحن كنا بصدد بيان شرائط الإمامة او الهداية
التكوينية الخاصة.
د.سالم جاري: شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال
الحيدري في ختام هذه الحلقة شكرا جزيلا لكم، كما نشكر الاخوة المشاهدين
الكرام والى اللقاء في الاسبوع القادم نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاتــه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثالث
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الرابع
» الإمامة في القرآن الكريم
» الإمامة في القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: