نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني  Empty
مُساهمةموضوع: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني    الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني  Emptyالإثنين مايو 07, 2012 6:56 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

د.سالم
جاري: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
رسول الله الامين محمد وآله الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا
الكرام ورحمة الله تعالى وبركاته، نهنئكم اولا بذكرى ولادة الإمام محمد
الجواد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه وابنائه الطيبين الطاهرين) ثم
نحييكم اطيب تحية ونلتقيكم في هذه الحلقة من برنامج: مطارحات في العقيدة،
عنوان هذه الحلقة: الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم
الثاني، في هذه الحلقة ان شاء الله تعالى سنقف واياكم عند جملة من المحاور
المهمة التي تتعلق بهذا الموضوع ايضا سنذكر ان شاء الله تعالى في ثنايا
الحلقة بعض الرسائل التي وردت الينا ونشكر الاخوة الذين يتواصلون معنا عبر
البريد الالكتروني واذا كان فيها اسئلة سنعرضها ان شاء الله تعالى على
سماحة السيد كمال الحيدري. احييكم مشاهدينا الكرام مجددا واحيي باسمكم
ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا بكم دكتور.

د.سالم جاري: حياكم الله. سماحة السيد في البدء يعني الحديث عن الهداية التكوينية هل هي نوع واحد ام لها انواع متعددة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله
الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين
الطاهرين. اللهم صل على محمد وآل محمد. في المقدمة بودي ان اشير بانه نحن
اشرنا في الحلقة السابقة الى ان الهداية في القرآن لا اقل تنقسم الى قسمين
والى نوعين اساسيين النوع الاول هي الهداية التشريعية وهي المعبر عنها في
كلمات علماء الكلام باراءة الطريق الموصل الى الغاية باعتبار ان الانسان لم
يخلق بلا هدف ولا غاية فيحتاج الى الطريق الذي يوصله الى الغاية فالنوع
الاول من الهداية هي الهداية التشريعية او المصطلح عليها بهداية اراءة
الطريق وهذه هي الوظيفة التي يقوم بها الانبياء ويقوم بها العلماء ويقوم
بها المبلغون ويقوم بها الدعاة الى الله سبحانه وتعالى وهو ان يرشدوا الناس
الى الطريق الذي يوصلهم الى الهدف الذي من اجله خلقوا. النوع الثاني من
الهداية هي الهداية التي اصطلحنا عليها بالهداية التكوينية وقلنا بان هذه
الهداية هي التي جاءت في قوله تعالى { الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ
خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } وعلماء الكلام يصطلحون على هذا النوع من الهداية
وهي الهداية التكوينية يصطلحون عليها بالايصال الى المطلوب يعني بالايصال
الى الهدف بالايصال الى الغاية لا اراءة الطريق وانما الاخذ بالسائر في
الطريق لايصاله الى الهدف الذي من اجله خلق، وبينا فيما سبق الفروق
الاساسية الموجودة بين الهداية التشريعية وبين الهداية التكوينية، في هذه
الليلة بودي ان المشاهد الكريم يلتفت نريد ان نقف قليلا عند الهداية
التكوينية وبيان اقسام الهداية التكوينية وانواعها ومن هو القائم عليها،
التفتوا جيدا، في المقدمة ايضا اشير الى نقطة اخرى بودي ان المشاهد الكريم
يلتفت اليها بشكل دقيق ان الهداية لله سبحانه وتعالى يعني باعتبار انه هو
الهادي من اسماء الله سبحانه وتعالى الهادي ومن اسماء الله سبحانه وتعالى
ايضا المضل يهدي من يشاء ويضل من يشاء، اذن الهداية اولا وبالذات ليست الا
له سبحانه وتعالى وهذه قاعدة عامة ان كل كمال وجودي في عالم الامكان انما
هو بالذات بله سبحانه وتعالى ولذا قال القرآن الكريم { وَلِلَّهِ
الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى } يعني كل ما احسن من الاسماء فهو لله سبحانه
وتعالى، اذن على هذا الاساس الهادي اولا وبالذات هو الله سبحانه وتعالى اذن
لماذا تقولون هداية تشريعية وهداية تكوينية؟ الجواب الهادي بالهداية
التشريعية هو الله، الهادي بالهداية التكوينية هو الله، ولكن الله سبحانه
وتعالى تارة هدايته تكون هداية بلا واسطة واخرى تكون هدايته هداية مع
الواسطة يعني في الهداية التشريعية صحيح ان الهادي هو الله ولكن بتوسط من
بيّن لنا هدايته التشريعية؟ بتوسط الكتب المنزلة من السماء، بتوسط الانبياء
والمرسلين الذين بعثهم الى البشرية، اذن الله يهدي ولكن بتوسط الانبياء،
بتوسط الكتب السماوية انزل الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، فعندما
نقول هداية تكوينية صحيح ان الهادي هو الله سبحانه وتعالى ولكنه قد يوسط
موجودات اخرى للقيام بهذا الدور التكويني وبهذا الدور الوجودي كما ان
الانبياء يقومون بالدور التشريعي وبيان الهداية التشريعية هناك اشخاص الله
سبحانه وتعالى اوكل اليهم امر الهداية التكوينية.

د.سالم جاري: { وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ } حتى في هذه الامور احيانا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، الآن انا اريد احصرها في دور الانبياء
والمرسلين والائمة والا كما تفضلتم بانه اساسا في موارد كثيرة القرآن
الكريم اساسا الهداية موجودة للنباتات موجودة للحيوانات وتلك لها ملائكة
موكلة بها ولكن باعتبار ان حديثنا الآن في الانسان ولذا احصر حديثي في
النبوة والإمامة لهذا السبب حتى يرتبط بحثنا لانه قوله تعالى { إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } كنا في بيان النظرية الرابعة وهي نظرية
السيد الطباطبائي انه هذه اي إمامة وما هو دورها في القرآن الكريم. سؤال
الدكتور هذا وهو ان الهداية التكوينية وهي الايصال الى المطلوب هل هي نوع
واحد ام انها انواع متعددة، في المقدمة انا لابد ان اشير ايضا هذه المقدمة
الثالثة المشاهد الكريم يلتفت، وهو انه حديثنا الآن منحصر في الانسان الآن
لا نتكلم فيما هو اوسع من الانسان وان كان البحث يشمل غير الانسان ولكن نحن
حديثنا الآن في الهداية التكوينية المرتبطة والمختصة بالانسان، في الواقع
في الهداية التكوينية المرتبطة والمختصة بالانسان يمكن تقسيمها الى قسمين
والى نوعين، التفتوا جيدا لان هذه التقسيمات تنفعنا كثيرا في معرفة مقام
الإمامة، اخواني الاعزاء المشاهد الكريم لابد ان يلتفت هذه المقدمات وهذه
المعارف انا لا اشير اليها الا باعتبارها انها هي طريقنا لمعرفة الإمام
لانه ورد عندنا اهدنا الصراط المستقيم، سئل الإمام الصادق، سئل الإمام
الباقر ما هو الصراط المستقيم؟ قال معرفة الإمام، اذن نحن عندما نقف عند
مسألة الإمامة في القرآن ودور الإمامة في القرآن ومعرفة الإمامة في القرآن
باعتبار ان معرفة الصراط المستقيم يتوقف على معرفة الإمام، معرفة الإمام هي
الصراط المستقيم ولذا ورد في زيارة الجامعة من عرفكم فقد عرف الله ومن
جهلكم فقد جهل الله، اذن لا يتبادر الى ذهن المشاهد الكريم انه لماذا نحن
نطرح هذه النظرية ودور الإمامة في القرآن، هذه من ابعاد مسألة معرفة
الإمام، من زارني (كما في الروايات سواء عن الإمام الرضا او عن باقي
الائمة)، من زارني عارفا بحقي وجبت له الجنة، اخواني الاعزاء القضية قضية
اساسية اولا مرتبطة بالقضايا المعرفة مرتبطة بالقضايا الايمانية، مرتبطة
بالقضايا العقائدية، مرتبطة بالامور الاخروية ليست قضية فقط قضايا ترف فكري
حتى يتصور البعض ان السيد الحيدري لماذا يقف عند هذه المسائل بهذا
التفصيل، الجواب انها مرتبطة بصلب عقائدنا وبمحور عقائدنا وهو التوحيد، لا
يتبادر الى الذهن ايضا قد يقول القائل فصلب عقائدنا هو التوحيد فلماذا
تقفون عند الإمامة، نقول ان معرفة الإمام هو طريقنا الى معرفة الله سبحانه
وتعالى، نحن لا نجعل الإمامة او معرفة الإمام والإمامة بديلا عن معرفة الله
سبحانه وتعالى، نجعله بديلا عن معرفة التوحيد، لا ليس الامر كذلك وانما
معرفة الإمام ومعرفة الإمامة طريقنا لمعرفة الله سبحانه وتعالى لانه هو
الصراط المستقيم الذي يوصلنا الى الله سبحانه وتعالى، على اي الاحوال، اذن
ارجع الى القضية الاصلية وهو انه نستطيع ان نقسم الهداية التكوينية بالنسبة
الى الانسان الى نوعين اساسيين، الهداية التكوينية العامة وهي التي يتذكر
المشاهد الكريم اننا اصطلحنا عليها بالهداية الفطرية قلنا فاقم وجهك للدين
في سورة الروم { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ
الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ
الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ } هذه هي
الهداية التكوينية العامة التي قلنا يصطلح عليها في الانسان بالهداية
الفطرية، وفي مقابلها توجد هناك نوع آخر من الهداية التكوينية ولكن هداية
تكوينية خاصة وليست هداية تكوينية عامة، ما الفرق بينهما؟ في جملة واحدة:
الهداية التكوينية العامة او الهداية الفطرية شاملة لكل انسان، كل مولود
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل مولود يولد على الفطرة، هذه هي
الهداية التكوينية العامة فاذن لا يستثنى منها انه كان يهودي او كان نصراني
آمن لم يؤمن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وهو مفطور على توحيد الله
سبحانه وتعالى على معرفة الله ولذا قالوا معرفة الله معرفة فطرية ولذا
قالوا القرآن الكريم يقول { أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ } يعني لا يمكن ان يشك في وجوده سبحانه وتعالى.

د.سالم جاري: فطر الكون على هذا التوحيد.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، فطره ومعنى فطره ذكرنا مرارا وتكرارا في
الابحاث السابقة قلنا فطره يعني اوجده على شكل وعلى صيغة وعلى طريقة معينة،
فطره ما هو الفرق بين فطر وبين خلق؟ خلق بشكل عام يعني اوجد اما فطر اوجد
على نحو خاص وعلى طريقة خاصة وعلى منهج خاص على فهم خاص وهي فطرة التوحيد،
اذن الهداية التكوينية العامة وهي الهداية الفطرية عامة لا يستثنى منها احد
اما بخلافها في الهداية التكوينية الخاصة، الهداية التكوينية الخاصة لا
تشمل جميع البشر لا تشمل كل انسان وانما تختص ببعض دون بعض آخر وهذا هو
الذي لابد ان نفهمه جيدا وهو انه لماذا الله سبحانه وتعالى بعض الناس يأخذ
بيده من خلال الإمام والبعض الآخر لا يأخذ بيده وقد وردت اسئلة متعددة من
الداخل والخارج تقول لماذا الله سبحانه وتعالى بعض الناس يهديهم هداية
تكوينية خاصة وبعض لا يهديهم وهذه الهداية التكوينية الخاصة وهذه غير
الهداية التكوينية العامة التي هي الهداية الفطرية. الآن يأتي هذا السؤال
وهو انه لماذا ان الله سبحانه وتعالى هذا الذي طرحته في وسط البحث، لماذا
ان الله سبحانه وتعالى يختص بعض عباده بهداية تكوينية خاصة ولا يعطيها
للآخرين، حتى يتضح هذا لابد ان اشير الى مجموعة من الاصول القرآنية حتى
يتضح المطلب وهذا اصل لانه تعلمون نحن هذه الابحاث انما بدأناها بعنوان ان
الإمامة اصل قرآني خلافا لما يتصور البعض من ان الإمامة لو كانت من اصول
العقائد لماذا لم يعرض لها القرآن الكريم وانتم تجدون ان كل هذه الابحاث
نعرضها من خلال القرآن الكريم، لكي يتضح سبب اختصاص هداية تكوينية خاصة
ببعض المؤمنين او ببعض الناس دون بعض آخر لابد من فهم هذه القواعد التي
سأشير اليها، القاعدة الاولى او الاصل الاول ان الانسان انما جاء الى هذه
الدنيا لا ليبقى فيها بل ليتحرك ويسافر ليرجع الى موطنه الاصلي، ما هو
موطنه الاصلي، { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } ولذا قالوا
ان الغايات هي الرجوع الى البدايات، ما هي غاية الانسان، ان يرجع الى ما
بدأ منه، من اين بدأ؟ بدأ من الله سبحانه وتعالى، كما بدأكم تعودون، من أين
بدأنا؟ بدأنا من الله انا لله اذن لابد تعودون لابد من الرجوع الى الله
اذن الانسان لم يأت الى هذه النشأة ليبقى في هذه النشأة بل ليسافر عن هذه
النشأة الى لقاء الله سبحانه وتعالى ولذا تجد القرآن الكريم في سورة
الانشقاق قال { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ (ليس المؤمن) إِنَّكَ كَادِحٌ
إِلَى رَبِّكَ } انك كادح انك ساعي، الكدح ما هو؟ السعي للوصول الى غاية ما
هي الغاية؟ { كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ } يعني هناك نقطة ابتداء وهناك نقطة
انتهاء لانه الى للانتهاء وهي تستدعي نقطة ابتداء، نقطة الابتداء من اين؟
من هذه الدنيا، انظروا الى هذه الآية المباركة في سورة الانشقاق انا بودي
ان المشاهد الكريم يلتفت جيدا بانه القرآن الكريم عندما يقول لقاء ما هو
مراده من اللقاء القرآني، قال تعالى { يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ
كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } هذا يا لقاء هذا؟ الجواب
اللقاء في القرآن المشاهد الكريم لابد ان يلتفت على نحوين: لقاء عام ولقاء
خاص وهذه ايضا نقطة مهمة في القرآن العظيم، يوجد لدينا لقاء خاص وهو اللقاء
في القرب الالهي في رضوان الله، في آخر سورة الكهف { فَمَنْ كَانَ
يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا } هذا اللقاء
الخاص اما هذا اللقاء ليس هو اللقاء الخاص وانما اللقاء الاعم قد يلاقي
الله سبحانه وتعالى في رضوان الله وقد يلاقي الله في عقاب الله يعني قد
يلاقيه في الجنة وقد يلاقيه في النار كلاهما لقاء ولذا الآية المباركة قالت
{ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } ثم مباشرة فرعت
قال { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحَاسَبُ
حِسَابًا يَسِيرًا * وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا * وَأَمَّا
مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا *
وَيَصْلَى سَعِيرًا} هذه فاء فاء التفريع يعني اللقاء يوم القيامة قد يكون
اللقاء لقاء في رأفة الله ورحمة الله ورضوان الله وقد يكون لقاء في عقاب
الله في جهنم في نار سعير وهذا هو اللقاء العام اما اللقاء الخاص { فَمَنْ
كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا } ذلك
اللقاء الخاص من قبيل الرحمة العامة التي تشمل المؤمن والكافر والرحمة
الخاصة التي تختص بالمؤمن اذن الاصل الاول المستفاد من القرآن الكريم ان
الانسان لم يأت الى هذا العالم للبقاء ولذا قال امير المؤمنين: خذوا من
ممركم لمقركم. القضية الثانية او الاصل الثاني ان الانسان في حركة صعودية
الى الله سبحانه وتعالى لا في حركة افقية يعني عندما قال { كَادِحٌ إِلَى }
هذا الكدح في حركة افقية وعرضية لو في حركة عمودية وافقية؟ صعودية، قال {
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ
} اذن انا عندما اكدح واسعى للوصول عملي لابد ان يكون صعودي لا ان يكون
هبوطي او ان يكون عرضي لابد ان يكون عمودي وصعودي، النقطة الثالثة او الاصل
الثالث هذه الاصول كلها اصول قرآنية، الاصل الثالث ان هذا الصعود ليس هو
الصعود المكاني قد الانسان يصعد من طابق الاول الى الطابق الثاني هذا صعود
ولكن هذا صعود مكاني، الذي يشير اليه القرآن في حركة الانسان التكاملية هو
صعود معنوي هو صعود ملكوتي لا صعود مادي وصعود مرتبط بنشأة المادة والمكان،
الآن لماذا اقول هذا؟ باعتبار ان الصعود المادي يمكن مشاهدته وليس كمالا
اصلا سواء كنت انت في الطابق الاول او كنت في الطابق رقم مئة يعني الذي
يسكن في الطابق رقم مئة المادي يعني اكمل وجودا من الذي هو في الطابق
الاول؟ ابدا، اما بخلافه في الذي عنده صعود معنوي هناك اليه يصعد الكلم
الطيب او كما قال في حق ادريس { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } يعني
الله سبحانه وتعالى كان على الارض رفعه الى القمر مثلا هكذا؟ لا، رفع
مكانته، صار اقرب الى الله سبحانه وتعالى من آخرين، اذن ان هذا الصعود لابد
ان يكون صعودا معنويا فاذا كان صعودا معنويا بعد يرى بالعين المجردة او لا
يرى؟ لا لانه مرتبط بعالم الغيب مرتبط بعالم الباطن. اذن انتهينا الى انه
الى هذه الاصول الثلاثة وهو ان الانسان في حركته لم يأت ليبقى بل هو متحرك
للصعود الى الله وان هذا الصعود صعود معنوي وهنا تأتي مسألة درجات الايمان
لذا انتم تقرأون الرواية عن محمد بن حماد الخزاز عن عبد العزيز القراطيسي
قال قال لي ابو عبد الله الصادق يا عبد العزيز ان الايمان عشر درجات، اي
درجات هذه، هذه الدرجات المادية والصعود المكاني او الدرجات المعنوية
والصعود المعنوي والملكوتي اي منهما؟ من الواضح ان الإمام (سلام الله عليه)
عندما يقول ان الايمان عشر درجات ليس مراده الدرجات المادية الدرجات
المرتبطة بنشأة المكان والمكانية وانما المراد الدرجات المعنوية يعني عندما
نأتي الى القرآن يقول { لَهُمْ دَرَجَاتٌ } او { هُمْ دَرَجَاتٌ } هذه
الدرجات ليست درجات مادية وانما مرتبطة بدرجات معنوية، قال ان الايمان عشر
درجات بمنزلة السلّم لتشبيه المعقول بالمحسوس يعني لتشبيه امر معنوي بامر
مادي حتى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون، قال بمنزلة
السلّم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة. اذا اتضحت هذه الحقيقة الآن سؤال محل
كلامنا في جملة واحدة، التفتوا جيدا، الانسان عندما يؤمن بالله وبرسوله
وباليوم الآخر وبكل ما امر الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنّة ان يؤمن
به فهو في الدرجة الاولى من الايمان، متى يستطيع ان ينتقل الى درجة ثانية
من الايمان وهو انه اذا عمل بما علم ولذا تجدون القرآن الكريم مرارا
وتكرارا يقول { آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }، { إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ } ماذا يفعل للكلم الطيب وهو
الايمان { يَرْفَعُهُ }، اذن الانسان اذا آمن واراد ان يرتفع في درجات
الايمان الطريق يمر من خلال العمل الصالح والا الايمان بلا عمل، العلم يهتف
بالعمل فان اجابه والا ارتحل كما في كلمات قصار لامير المؤمنين (سلام الله
عليه)، التفتوا جيدا الآية صريحة في سورة فاطر { إِلَيْهِ يَصْعَدُ
الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } فالكلم يعني الايمان بقرينة قوله والعمل الصالح {
إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } والكلم الطيب ايضا بيّن في
القرآن { مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا
ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ
بِإِذْنِ رَبِّهَا } وهناك بيّن الكلمة الطيبة هي التوحيد والمعارف
الحقيقة، سؤال: هذا الكلم الطيب الذي هو الايمان الذي هو عقد القلب بما
يعرفه الانسان من حقائق التوحيد والمعارف متى يستطيع ان ينقله من السلّم
الاول او من الدرجة الاولى الى الدرجة الثانية؟ بالعمل الصالح، متى يستطيع
ان ينقله من الدرجة الثانية الى الدرجة الثالثة؟ بالعمل الصالح، فاذن العمل
الصالح ليس هو الذي يرتفع الى الله سبحانه وتعالى، لم تقل الآية اليه يصعد
العمل الصالح قالت يصعد اليه الكلم يعني الذي يصعد من الانسان ايمانه
ولكنه الرافعة التي ترفع الايمان في درجات الايمان من؟ العمل الصالح، سؤال:
التفتوا جيدا، هذا الصعود في السلّم من المرقاة الاولى او الدرجة الاولى
الى الدرجة الثانية هذه المسافة التي يريد ان يقطعها هذا المؤمن في سلّم
درجات الايمان هل هو بنفسه يصعدها او الله سبحانه وتعالى بتوسط احد يصعده
اي منهم؟ مرة اخرى اعيد السؤال وبودي ان المشاهد الكريم يتأمل يتدبر جيدا،
قلنا بأن المؤمن من خلال العمل الصالح يرتفع مرقاة بعد مرقاة درجة بعد
درجة، سؤال: لكي يرتفع من الدرجة الدانية الى الدرجة العالية الله سبحانه
وتعالى يأخذ بيده مباشرة ويصعده من مرقاة الى مرقاة او يوسط موجودا اخر
للقيام بهذا العمل، اضرب لك مثال حتى يتضح للمشاهد الكريم، انظر القرآن
الكريم يقول { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ } ولكنه من جهة اخرى يقول {
قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ } اذن صحيح الله هو المتوفي اولا
وبالذات ولكن بتوسط الملائكة، هنا نريد ان نعرف ان هذا المؤمن بعد ان استحق
بعمله الصالح ان يرتفع من درجة ايمانية الى درجة اخرى هل الله يرفعه او
يرفعه بتوسط احد؟ بتوسط احد وهذا هو دور الإمام، اذن ما هو دور الإمام؟ دور
الإمام في جملة واحدة وهو الذي يكون واسطة في فيض او في الفيض او يكون
واسطة في قوس الصعود للانسان ليرفعه من درجة ايمانية الى درجة ايمانية اعلى
منها وهذا امر وجودي لو امر تشريعي؟ هذا امر تكويني وجودي لان الصعود قلنا
ليس صعودا اعتباريا بل هو صعود في درجات الايمان ودرجات الايمان امور
تكوينية وليست امور اعتبارية وليست امور تشريعية اذن تحتاج الى واسطة ما هي
هذه الواسطة؟ الواسطة هي الإمام، كيف يقوم بهذا العمل؟ باعتبار ان القرآن
صريحا قال { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } وان شاء الله بعد ذلك سنبين ما هو
المراد من الامر في هذه الآية المباركة، اذن الى هنا كما يصطلح عادة الى
هنا بينت المبدأ التصوري للمسألة لا المبدأ التصديقي يعني بعد الى الآن
دكتور لم نقم الدليل على ذلك وانما فقط نريد ان نعرف ما معنى ان وظيفة
الإمامة هي الايصال الى المطلوب، ما معنى ان الله سبحانه وتعالى اوكل الى
الإمام الايصال الى المطلوب في قبال انه اوكل الى النبي اراءة الطريق، اذن
الآن كيف ان الله سبحانه وتعالى من خلال الشرائع من خلال الكتب من خلال
الانبياء والمرسلين بيّن الطريق بتوسط الانبياء والكتب كذلك الله سبحانه
وتعالى وسط الإمام لرفع كل انسان؟ بل لطبقة خاصة من الناس، من هم؟ اولئك
الذين آمنوا وعملوا بمقتضى ايمانهم اذن هي هداية تكوينية عامة ام خاصة؟
خاصة، { ثُمَّ اهْتَدَى } يعني هذه الهداية الخاصة يعني الله سبحانه وتعالى
هذه الهداية الخاصة لا يعطيها لكل احد، يعطيها لمن؟ يعطيها كجائزة، يعطيها
لمن؟ يعطيها لمن عمل بمقتضى ايمانه، فلهذا الآن لو سألنا سائل كيف نوفق
لكي نحصل على هذه الجائزة الالهية يعني على هذه الهداية التكوينية الخاصة
كيف ما هو الطريق لذلك؟ نقول الطريق ما علمت فاعمل به وبمقتضى (التفتوا
جيدا) كل علم توجد درجة من العمل فاذا عملت بمقتضى ما علمت الله يرفعك درجة
ايمانية، اذا وصلت الى المرقاة الثانية او الدرجة الثانية ايضا هناك درجة
من الايمان تقتضي درجة اخرى من العمل فاذا عملت بمقتضى الدرجة الثانية من
الايمان الله يرفعك الى الدرجة الثالثة، فاذا عملت فمقتضى ما يقتضيه
الايمان في الدرجة الثالثة الله يرفعك الى الدرجة الرابعة، كما الآن اخواني
الاعزاء الآن تعالوا الى المدارس المتعارفة انت عندما تدخل الى الاول
ابتدائي اذا تعلمت هذا الذي موجود في المنهج تنقل الى المرحلة الثانية
وهكذا الى المتوسطة وهكذا الى الجامعة وهكذا الى ما فوقها وفوقها وفوق كل
ذي علم عليم، اذن الانسان يبقى في سيره التكاملي وهنا لابد ان اشير وهو ان
هذا السير التكاملي للانسان لن ينتهي الى حد يعني لا يتبادر الى ذهن احد ان
الانسان يصل الى درجة بعدها لا يوجد له فوقه كمال لماذا؟ لانه عندما يصل
الى اي درجة من درجات الكمال توجد فوقها درجات اخرى، لماذا؟ لان هذه
الكمالات الهية والكمالات الالهية متناهية او غير متناهية؟ غير متناهية اذن
اينما يصل يشعر انه مقصر ليس فقط مقصر وانما يجد الطريق مفتوح ولذا تجد
امير المؤمنين (سلام الله عليه) يقول: اه من قلة الزاد وبعد السفر. امير
المؤمنين سيد الاوصياء والاولياء إمام التوحيد يقول: اه من قلة الزاد وبعد
السفر. لماذا بعد السفر؟ باعتبار ان السفر لا متناهي، هذه الكمالات اللا
متناهية هذا بحسب الاصطلاح بينته في كتاب من الخلق الى الحق قلت في السفر
الثاني السفر الثاني غير متناهي على الانسان بلغ ما بلغ، يئن منه امير
المؤمنين سيد الاوصياء والاولياء فكيف بي انا وانت ولذا تجد الرسول الاعظم
(صلى الله عليه وآله) ايضا يقول: وقل ربي زدني علما، لماذا؟ لانه فوق كل ذي
علم عليم. نعم رسول الله اكمل الخلائق من الاولين والآخرين ولكنه هل انه
انتهى الى آخر درجات الكمال في قوس الصعود؟ الجواب كلا، وهناك درجات ودرجات
ودرجات ولا تنتهي هذه الدرجات، جيد السؤال المطروح هنا وهو انه في كل درجة
من درجات الكمال الانساني بلغ الانسان ما بلغ فانه لكي يصعد الدرجة التي
اعلى منها يحتاج الى هادي، ماذا يحتاج الى هادي، يعني يبين له الطريق ام
يأخذ بيده ليصعد برقاة جديدة، الجواب لا ليس يبين له الطريق تلك هداية
اراءة الطريق وهذه هداية الايصال الى المطلوب يأخذ بيده فيرفعه من مرقاة
الى مرقاة اخرى فاذا اردنا ان نكون مشمولين لهذه العناية الخاصة للإمام
(سلام الله عليه) اي إمام كان سواء كانت إمامة ابراهيم او كانت إمامة ائمة
اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) فالطريق اليها يمر من العمل بمقتضى
ما امنا به بمقتضى ما علمنا به من الحقائق والمعارف ولذا قال رسول الله
العلم نور يقذفه الله في قلب من يشاء. من يشاء يعني جزاف لا ابدا، من عمل
بمقتضى علمه الله ماذا يقذف في قلبه؟ يقذف في قلبه علما جديدا ايمانا جديدا
درجة جديدة بلا واسطة او مع الواسطة؟ مع الواسطة وهذا معنى واسطة الفيض
ولذا نحن نعتقد ان دور الائمة (عليهم افضل الصلاة والسلام) او دور الإمامة
في القرآن بشكل عام اتكلم الآن بعد ذلك سيتضح بانه هذه الإمامة الابراهيم
وهذه الإمامة الملكوتية استمرت في ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة
والسلام) وهذا هو الذي اصطلح عليه في كتبي عموما في دروسي في محاضراتي
اعبّر عنه بالدور الملكوتي لمقام الإمامة لان الإمام عنده ادوار متعددة
ادوار ظاهرية وادوار باطنية غيبية ملكوتية يلتفت اليها او لا يلتفت؟ لا
يلتفت ولذا تجدون بان الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) سئل اذن هذا
الإمام الغائب كيف نستفيد منه في زمن غيبته؟ كما نستفيد من الشمس اذا
غيبتها السحاب، يعني انت لا تراه ولكنه الشمس تقوم بدورها الوجودي تقوم
بدورها الملكوتي ولكن انت بعض الاحيان ترى وبعض الاحيان لا ترى والذين يحصر
دور الإمامة في الدور الظاهري يعني التشريع اقامة الحدود الحكم السياسي
القيادة السياسية فهنا يأتي عليه سؤال اذن ما هو دور الإمام في زمن الغيبة
هو لا يقوم لا بدور بيان الاحكام ولا قيادة سياسية ولا كذا اذن لا ثمرة
لوجوده، الجواب كلا، لا ثمرة لوجوده من خلال الامور التشريعية وان كانت له
ادوار اخرى هي ادوار ملكوتية باطنية تكوينية الى ان اراد سبحانه وتعالى
ببركته يهيئ البشرية الى ان تقبل قيادته العامة بالظهور ان شاء الله.

د.سالم جاري: احسنتم ولولاه لساخت الارض باهلها، ولذا يقول امير المؤمنين (سلام الله عليه): ويل امه كيلا بغير ثمن لو اجد له وعاء.

سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم، اشارة الى مثل هذه المعارف.

د.سالم جاري: احسنتم كثيرا. معنا الاخ محمد من السعودية تفضلوا اخ محمد.

المتصل الاخ محمد من السعودية: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ محمد من السعودية: فضيلة الشيخ يقول اهدنا الصراط المستقيم، وما دخل
الائمة هذه آية اعوذ بالله من الشيطان الرجيم { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي
رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ
حَنِيفًا }.

د.سالم جاري: سؤالكم ما علاقة الصراط بالإمام وصلت الفكرة، معنا الاخ عبد الرزاق من العراق، اخ عبد الرزاق تفضلوا.

المتصل الاخ عبد الرزاق من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ عبد الرزاق من العراق: اذا كانت الإمامة اصل قرآني فهل هذا يعني ان القرآن...

د.سالم جاري: الصوت ليس واضحا لو تعيدون السؤال.

المتصل
الاخ عبد الرزاق من العراق: اقول اذا كانت الإمامة اصل قرآني والقرآن داعي
للإمامة في تعريف الهداية باعتبار ان الهداية متوقفة على معرفة الإمامة
فهل هذا يعني ان القرآن دال على الهادي واستغنى عنه فقط بالدلالة على
المعرفة، ام ان الإمامة هي التي تثبت القرآن وتدعو الى الاهتداء عن طريق
القرآن وشكرا جزيلا.

د.سالم جاري: احسنتم، معنا الاخ ابو زينب من العراق تفضلوا.

المتصل الاخ ابو زينب من العراق: السلام عليكم دكتور والسلام على ضيفك السيد كمال الحيدري وحفظكم الله ورعاكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ ابو زينب من العراق: سيدنا والله الكلمات تعجز عن شكرك على هذه
البرنامج وعلى هذه المعلومات وسؤالي باختصار اذا كان الائمة (عليهم السلام)
هم الذين يرتفعون بنا بالدرجات بما انهم الائمة فمن يرفعهم في هذه
الدرجات.

د.سالم جاري: احسنتم وصلت الفكرة، شكرا لكم، اذن سماحة السيد نبدأ بسؤال الاخ محمد من السعودية.

سماحة
السيد كمال الحيدري: نعم القرآن الكريم كما تفضل الاخ العزيز من السعودية
محمد قال بان القرآن الكريم بيّن لنا انه الصراط المستقيم هو دينا قيما ملة
ابراهيم حنيفا، نحن ايضا نعتقد بان الصراط المستقيم هو الدين، الصراط
المستقيم هو القرآن، ولكن عندما انا قلت معرفة الإمام وعندما قلت الائمة
وعندما قلت الرسول الاعظم سؤالي كان هذا وهو انه الدين والقرآن هو البعد
النظري من طبق وجعله مصداقا خارجيا؟ هو وجود النبي الاكرم، يعني اين نجد
المصداق العملي الذي يمشي على الارض للقرآن الكريم؟ نحن نعتقد نجد ذلك في
رسول الله نجد ذلك في علي واولاد علي، نعم لعل الاخ العزيز لا يعتقد بإمامة
اهل البيت وهذا حر فيه ولكن نحن نعتقد ان ائمة اهل البيت هم الذين جسدوا
القرآن عمليا، بأي بيان، ببيان ذكره كلا الفريقين علي مع الحق والحق مع
علي، علي مع القرآن والقرآن مع علي، ما فارقته مذ صحبته وغيره، وهذا معناه
انه جسد القرآن عمليا، اذن انا لا اقول تفسير الصراط المستقيم هو علي واهل
بيته وانما اقول مصداق الصراط المستقيم يعني من طبق الدين عمليا وجسده
عمليا؟ هم علي واهل بيته (عليهم افضل الصلاة والسلام).

د.سالم جاري: والقرآن اضاف قال { صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }.

سماحة السيد كمال الحيدري: وهم الانبياء وبينه في سورة النساء من هم الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

د.سالم جاري: فالقرآن يعرفه بالاضافة اليهم.

سماحة السيد كمال الحيدري: نعم يعرفه وهذا من مصاديقه.

د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة للاخ عبد الرزاق من العراق يقول الإمامة اصل قرآني.

سماحة
السيد كمال الحيدري: انا الذي فهمته من سؤال الاخ واعتذر لانه الصوت لم
يكن واضحا، انا الذي فهمته وهو انه اذا كانت الإمامة معرفة بانها لها هداية
بالامر الالهي فهل اكتفى القرآن بذلك ان انه بينه لنا، لا القرآن الكريم
مولانا بيّن الإمامة ما هي، القرآن الكريم بيّن الإمامة لا بالتسمية مرارا
ذكرت هذا المعنى، القرآن الكريم بيّن الإمامة يعني بيّن مصاديق الإمامة من
خلال التوصيف ومن خلال بيان الصفات القرآن الكريم قال ان هذا القرآن يهدي
للتي هي اقوم، يقول الإمام الصادق يهدي الينا، لماذا؟ لانه انتم انظروا الى
الواقع الخارجي هل تجدون مصداقا عمليا للقرآن غير علي واهل بيته (عليهم
افضل الصلاة والسلام) ولذا عندما قال القرآن {كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}
نحن عندما ننظر الى الواقع الخارجي لا نجد صادقا صادق بنحو مطلق الا اهل
البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام)، عندما يقول القرآن اهل البيت طهرهم
تطهيرا { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا } عندما نأتي الى الواقع الخارجي نجد
انهم ليس لهم الا الطهارة والطهر ولم يؤخذ عليهم اي رجس اوخطا او معصية
ونحو ذلك اذن اذا كان مقصود الاخ كيف عرّفهم لنا القرآن؟ الجواب عرفهم لنا
من خلال التوصيف لا من خلال التسمية.

د.سالم جاري: احسنتم، بالنسبة
للاخ ابو زينب يشكركم كثيرا على البرنامج، ويقول اذا كان الائمة هم يأخذون
بايدينا فمن يرفع الائمة اذن.

سماحة السيد كمال الحيدري: احسنت،
الجواب ان الذي يرفع الانبياء والائمة والاوصياء جميعا هو خاتم الانبياء
والمرسلين يعني هو إمامهم جميعا، الإمامة الوجودية التكوينية الخاصة، يعني
هو واسطة الفيض بالنسبة الى الموجودات جميعا ومنهم الائمة والاوصياء
والانبياء والاولياء، لماذا؟ لانه اول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير
اذن الائمة (سلام الله عليهم) ولذا تجدون القرآن الكريم بشكل صريح قال {
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيدًا } يعني انتم وسائط للناس والرسول واسطة عليكم، انتم شهداء على
الناس والرسول شهيد عليكم، انتم ائمة للناس والرسول إمام عليكم ولذا قال
امير المؤمنين (سلام الله عليه) علمني حبيبي بابا من العلم ينفتح لي منه
الف باب، قال افنبي انت، قال ويلك، ثكلتك امك، انا عبد من عبيد محمد. فهو
الذي بالنسبة اليهم هو إمامهم اجمعين، ومن افضل من اهل البيت اتبع النبي
الاكرم (صلى الله عليه وآله).

د.سالم جاري: احسنتم ولذا قال اني تارك فيكم القرآن والعترة، سماحة السيد معنا الاخ ابو محمد من الامارات، تفضلوا.

المتصل الاخ ابو محمد من الامارات: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ ابو محمد من الامارات: الله يحفظكم ونسألكم الدعاء مولاي دائما،
مولاي عندنا سؤال بالنسبة الى ارتقاء العمل قوس الصعود وصفتوه في هذا
المصطلح هل هو ارتقاء يومي اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الطيب يرفعه، هل
هو حالة حركة يومية باعتبار اداء العبادات والاحكام والمعاملات هل هو يومي
او هو هذا مجموع على قدر عمر الانسان ويرتقي مرة واحدة.

سماحة السيد
كمال الحيدري: سؤال جيد في الجواب اخي العزيز ليس فقط يومي وانما آني يعني
ان الانسان دائم الحركة حتى في حال النوم لان هذا النوم مرتبط بالبدن اما
الروح هي في حركة دائمة اما صعودا واما هبوط يعني اما في درجات الجنة واما
في درجات الجحيم فاذن الانسان انما جاء الى هذه النشأة وفي كل آن آن توجد
له حركة، نعم قد لا تكون له حركة مادية في حال النوم ولكنه دائما الروح لا
نوم لها ولذا قال { اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا
وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا } الله سبحانه وتعالى يقبضها اليه
يتوفاها لترتفع اذن سؤال قيّم جدا وهو انه الحركة المعنوية حركة دائمة
مستمرة آن فآن اما صعودا في درجات الجنة واما هبوطا في دركات الجحيم.

د.سالم جاري: ولذا علق العمل بالنية انما الاعمال بالنيات.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم ولهذا تجدون ان اهل البيت (سلام الله عليهم)
قالوا اذا اردت ان تنام مولانا توضأ، اذا اردت ان تنام مولانا سبح تسبيحات
الزهراء لتكتب انك من الذاكرين ذكرا اذكروا الله ذكرا كثيرا، اذا قرأ
الانسان التفتوا جيدا هذه من توصيات اهل البيت ان الانسان اذا توجه الى
النوم وقرأ تسبيحات الزهراء يكتب من الذاكرين ذكرا كثيرا وهو في حال النوم.
د.سالم
جاري: احسنتم كثيرا، شكرا لكم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري في ختام
هذه الحلقة كما نشكر الاخوة الكرام على حسن الاصغاء والاستماع والمشاركة
ايضا مشاهدينا الكرام نلتقيكم ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة، السلام
عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتــه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثالث
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الرابع
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الخامس
» شروط الإمامة القرآنية القسم الثاني
» الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الثاني)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: