نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2) Empty
مُساهمةموضوع: عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2)   عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2) Emptyالإثنين مايو 07, 2012 6:05 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله
الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام اينما كنتم ورحمة الله
تعالى وبركاته، نحييكم اطيب تحية وهذا موعدكم مع برنامج: مطارحات في
العقيدة، عنوان حلقة الليلة: عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي
الامر. مشاهدينا الكرام في هذه الحلقة التي تستمر معكم ان شاء الله تعالى
على مدى ساعة ونصف الساعة ستبحث امور مهمة تتعلق بوجوب طاعة اهل البيت
(صلوات الله وسلامه عليهم) المشار اليهم بآية اولي الامر وهل هي طاعة مطلقة
كطاعة الرسول وكطاعة الله (سبحانه وتعالى) أم هي طاعة مقيدة وايضا هناك
محاور بين هذه الامور ستجدونها في حلقة الليلة. تحية لكم مشاهدينا الكرام
مجددا احييكم واحيي باسمكم ضيفنا الكريم سماحة آية الله السيد كمال
الحيدري، مرحبا بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلا ومرحبا دكتور.

د.سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد اذن في حلقة اليوم وهي عنوانها كما اشرنا
للاخوة المشاهدين: عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر السؤال
الاول المطروح على جنابكم الكريم هل الطاعة واردة في قوله تعالى {
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } طاعة مطلقة أم مقيدة
ومشروطة.

سماحة السيد كمال الحيدري: احسنتم. اعوذ بالله السميع
العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، والصلاة
والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. الحديث ان شاء الله تعالى في هذه
الحلقة ولعله في الحلقة القادمة سوف يكون في هذه الآية المباركة من سورة
النساء وهي قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ
كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}، اذا تسمح لي دكتور قبل ان اجيب على هذا التساؤل
الذي سألتموه وهو من التساؤلات الاساسية في مضمون الآية المباركة هناك
مجموعة من الامور والملاحظات العامة المرتبطة بالآية المباركة اشير اليها
اجمالا وان شاء الله تعالى بعد ذلك ندخل في البحث. اولا ان الآية المباركة
هي خطاب للذين آمنوا يعني مرتبطة بالذين آمنوا بالله ورسوله وبعبارة اخرى
مرتبطة بالمسلمين وليست عامة ومقصودي من العامة ان الخطابات القرآنية يمكن
تقسيمها المخاطبين بالآيات القرآنية على اقسام قسم منهم المخاطب فيه هم
الناس جميعا، عموم الناس { هُدًى لِلنَّاسِ} صريح القرآن الكريم يقول {
الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ }، { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ
النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ } هذا نحو من الخطاب وهو واضح.

د.سالم جاري: { إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى } لعموم الناس.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، او { رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } هذه عامة،
وقسم من الخطابات القرآنية خطابات للذين آمنوا بالله ورسوله كما في هذه
الآية المباركة يعني ان مضمون هذه الآية مرتبط بالذين آمنوا بالله ورسوله
لا من لم يؤمن بعد بالله او آمن بالله ولم يؤمن برسوله هذا الخطاب لا يوجه
اليه، يعني لا يوجه خطاب الى الذي لم يؤمن بالاسلام بعد ان يقال له اطيعوا
الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم، الخطاب لا معنى له، لماذا؟ باعتبار
هو بعد لم يؤمن ان هذا رسول من قبل الله حتى يؤمر بوجوب طاعته.

د.سالم جاري: فلا يصدق عليه انه من الذين آمنوا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم جزاكم الله خيرا، القسم الثالث من الخطابات
خطابات خاصة اخص من قبيل قوله تعالى { هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } فاذن هو خاص
لا بالمؤمنين جميعا بالمسلمين جميعا بل بطبقة خاصة من المؤمنين وهم الذين
وصلوا الى مقام التقوى هذه نقطة بودي ان يشار اليها، النقطة الثانية التي
لابد ان يشار اليها ان هذه الآية المباركة تبين لنا بشكل واضح ان من آمن
بالله ومن آمن برسوله فهو مؤمن حقيقة فضلا عن ان يكون مسلما هذا الذي يحاول
البعض في بعض الفضائيات وبعض المتكلمين ان يقولوا ان مدرسة اهل البيت لا
تسمي من آمن بالله ورسوله مؤمنا بل لا يقبلون ايمانهم وانما يكتفون
بتسميتهم مسلمين وليسوا بمؤمنين اخواني الاعزاء هذا كلام خاطئ، ليست مدرسة
اهل البيت قائمة على هذا الاساس، مدرسة اهل البيت قائمة على انه من آمن
بالله ايضا مؤمن نعم هو لم يؤمن برسول الله فهو كافر من هذه الجهة وان كان
مؤمنا بالله يعني المسيحي ايضا مؤمن بالله مؤمن بالمسيح فالايمان يطلق على
المسيحي وعلى اليهودي وعلى المسلم كلهم مؤمنون نعم هناك اصطلاح آخر في بعض
النصوص الواردة عن ائمة اهل البيت (عليهم افضل الصلاة والسلام) تقول ان
هناك مرتبة اخرى من الايمان وراء المرتبة العمومية للايمان وهي الايمان
بالله ورسوله وهي الايمان بائمة اهل البيت هذا ليس معناه انه من لم يؤمن
بإمامة ائمة اهل البيت فليس بمؤمن لا، هو مسلم ومؤمن ايضا مؤمن بالله
وبرسوله واليوم الآخر وبالقرآن كله ايمان هذا نعم فوق هذه الدرجات من
الايمان هناك ايمان آخر لم يهتدوا اليه وهو الايمان بإمامة ائمة اهل البيت
وهذا اصطلاح خاص في الايمان لا يراد به الاصطلاح ولذا تجد الآية المباركة
قالت { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا } يعني الله (سبحانه وتعالى) لا
يخاطب في هذه الآية الشيعة فقط وانما يخطاب من آمن بالله وبرسوله يعني من
كان مسلما يعبّر عنه انه مؤمن هذه ايضا نقطة. النقطة الاخرى التي لابد ان
اشير اليها في المقدمة وهي ان هذه الآية اخواني الاعزاء والمشاهد الكريم
لابد ان يلتفت انها تعد من اهم الآيات التي تعرضت لمباني الحكم الاسلامي في
المجتمع الاسلامي يعني الذي يريد ان يكون حكمه مشروعا من الناحية القرآنية
هذه الآية المباركة بينت هذا المعنى بعبارة اوضح الولاية السياسية في
القرآن لمن؟ هذه الآية بينت ان الولاية لله ولرسوله ولأولي الامر هذه من
اهم الآيات التي تتكلم عن الإمامة السياسية وعن الولاية السياسية في
المجتمع الاسلامي بحسب المنطق القرآني اذن الطاعة في المجتمع يعني المجتمع
الاسلامي طاعته اذا اراد ان تكون طاعة مشروعة لابد ان لا تخرج عن طاعة
هؤلاء طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة اولي الامر وما زاد عن ذلك بعد ليست لهم
طاعة مشروعة بحسب النص القرآني، الآن من هنا تأتي اهمية بحث هذه الآية
المباركة وهو انه ماهو المراد من الامر في الآية وهذا الذي نحاول ان شاء
الله تعالى في هذه الحلقة والحلقات القادمة انه من المقصود بأولي الامر هل
المقصود كل من تولى امر الامة سواء كان بانتخاب من الامة او كان بالوراثة
كما الآن نجد في كثير من الحكومات التي لها ولاية سياسية انما تأتيها
الولاية من خلال الملكية الوراثية من هذا الطريق او ان أولي الامر يراد به
طبقة مخصوصة وهم الذين نصبهم الله (سبحانه وتعالى) لهذا المقام واوجب
طاعتهم من هو المراد، وعلى هذا الاساس سوف تجدون بأنه اذا بنينا على
النظرية الاخيرة هذا يعني انه الطاعة والولاية السياسية في المجتمع
الاسلامي لا تكون الا لمن كان معصوما ومنصوبا من قبل الله من هنا ترد
الاسئلة فاذا لم يكن معصوما فهل تجب طاعته او لا تجب طاعته ومسألة ولاية
الفقيه في مدرسة اهل البيت تنبع من هنا من هذا الاساس وفي المدارس الاخرى
ايضا واضح وهو انهم حيث لم يؤمنوا بأن اولي الامر مختصة بالمعصوم وانما
شاملة لكل من تولى الامر ولو تولاها غصبا ولو تولاها بنحو انقلاب عسكري بأي
نحو كان فاجرا عادلا كان ظالما كان حقا كان باطلا كان فهو ولي في الامة
اذن تعرفون من هذا البحث يتضح او من هذه الاشارة تتضح ان البحث في هذه
الآية يعد من امهات المسائل في الولاية السياسية والإمامة السياسية في
الامة، اذا اتضحت هذه الامور بنحو الاجمال طبعا هناك نكات اخرى ايضا موجودة
في الآية ان شاء الله تعالى تتضح من خلال البحث، اما ما يتعلق بسؤالكم
الاساسي وهو انه الآية المباركة قالت { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }
السؤال الذي طرحتموه وهو ان الاطاعة الموجودة في قوله تعالى { وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } هل هي اطاعة مطلقة او هي اطاعة
مقيدة، في الواقع بانه هذه القضية اذا ثبت ان الاطاعة في الآية المباركة
اطاعة مطلقة سوف يأخذنا البحث باتجاه، اما اذا ثبت ان الاطاعة في الآية
اطاعة مقيدة سوف نتجه باتجاه آخر ومن هنا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت
بشكل دقيق انه ماذا نريد من الاطاعة المطلقة وماذا نريد من الاطاعة المقيدة
لانه هو الذي سوف يعيّن لنا محور البحث في هذه الآية المباركة. انا قبل ان
ابيّن الاطاعة المطلقة ما هي ابيّن الاطاعة المقيدة ومن خلال فهمنا للطاعة
والاطاعة المقيدة عند ذلك تتضح كما يقال تعرف الامور او تعرف الاشياء
باضدادها فاذا عرفنا ما هي المقيدة ما هي المشروطة عند ذلك نستطيع ان نعرف
المطلقة ما هي، مرادنا من الاطاعة المقيدة هي التي وردت في هذا النص الوارد
من كلا الفريقين من علماء المسلمين في كلتا المدرستين وهي ما ورد عن
الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) قال: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
يعني ان الآمر لانه الولاية السياسية فيها اوامر ونواهي يعني يجب ان يطاع
الآمر والناهي السياسي، ان الآمر اذا امر بشيء كان فيه طاعة الله (سبحانه
وتعالى) تجب طاعته، اما اذا امر بشيء فيه مخالفة لله (سبحانه وتعالى) لا
طاعة له يعني لا تجوز طاعته لا فقط لا طاعة له بل قد تجب مخالفته بل
محاربته حتى لا يطبق ما يأمر به اذن هذه هي الطاعة المقيدة وهي انه نحن يجب
علينا ان نطيع هذا الشخص لكن نطيعه في حدود، طبعا ارجع واقول انا اتكلم في
الولاية السياسية الشرعية الدينية الاسلامية اما الولاية المدنية لها حديث
آخر يعني من اراد ان تكون طاعته طاعة مشروعة الهيا يعني امر الله بها لابد
ان يلتزم بحدود وضوابط وقوانين الشريعة، مصاديق هذه الاطاعة اين؟ مصاديقها
كثيرة من قبيل الولاة الذين كان ينصبهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يبعثهم الى هذا البلد او ذاك البلد الى هذا الاقليم او ذاك الى هذه المدينة
او تلك فهنا يأتي هذا السؤال وهو ان هؤلاء الولاة مع انهم كانوا منصوبين
من قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل تجب طاعتهم مطلقا او تجب طاعته
مقيدة، ما اطاعوا الله ورسوله ومن هنا هؤلاء طاعتهم ليست طاعة مطلقة كل ما
قالوا فهو حق وكل ما نهوا عنه فهو حق لا ليس الامر كذلك اذن ما يتعلق
بالولاة الذين كان ينصبهم النبي (صلى الله عليه وآله) في البلاد هؤلاء من
اوضح مصاديق الطاعة المقيدة والمشروطة. امراء السرايا الذين كان يبعثهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) للحرب هل كانت طاعتهم على الامة طاعة مطلقة
وعلى من تحت امرتهم هل يجب عليهم ان يطيعوهم مطلقا او بنحو مشروط؟ من
الواضح بنحو مشروط من اوضح المصاديق الآن لو اريد ابيّن المجتهدون والمراجع
بالنسبة الى مقلديهم هل تجب طاعتهم مطلقة او مقيدة؟ من الواضح لا تجب
طاعتهم مطلقا بمعنى انه المجتهد والمرجع قد تجب طاعته مالم يأمر بمنكر ببغي
بفساد وإلا اذا امر بذلك هل تجب طاعته او لا تجب طاعته، لا يطاع الله من
حيث يعصى ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ومصاديق اخرى كثيرة بهذا
الاتجاه، اذن اذا اردنا ان نعرّف الطاعة المقيدة نقول انما تجب طاعة ذلك
الانسان مادام ضمن الضوابط الشرعية والقوانين الالهية من هنا يتضح انا
اتصور انه ما هو المراد من الاطاعة المطلقة اذن ما هو المراد من الاطاعة
المطلقة؟ الاطاعة المطلقة هي الاطاعة، طبعا هذه القاعدة التي اشرت اليها
قبل ان ابيّن المطلقة هذه القاعدة التي اشرت اليها اشار اليها القرآن
الكريم ولكن من خلال بيان بعض مصاديقها، انا اشير الى آيتين في هذا المجال
الآية الاولى وردت في سورة العنكبوت الآية (8) قال تعالى { وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا
لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا } نعم يجب { وَوَصَّيْنَا
الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا } تجب طاعة الوالدين المعاملة بالحسنى
ولكن اذا امروك بالشرك فلا تطعهما، صريح القرآن الكريم، وهذه من تطبيقات
القاعدة التي بينها الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله): لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق. هذه الآية الاولى، الآية الثانية وردت في سورة لقمان الآية
(15) قال تعالى { وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ
أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي
وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ
تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} هذه الآية
فرقها مع الآية السابقة، الآية السابقة { وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي
}، هذه { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ }، الآن لماذا ذلك بحث آخر
ولكنه هاتان الآيتان تبين بشكل واضح وصريح بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق وان كان الاقرب والاولى بالطاعة، وقد امر الله (سبحانه وتعالى)
بطاعتهم { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا } يعني مع انه يجب الاحسان الى
الوالدين وطاعة اوامرهما ولكن ضمن الحدود الشرعية وهذا معناه ان طاعة هؤلاء
طاعة مقيدة وليست طاعة مطلقة، اذا اتضحت الطاعة المقيدة انا اتصور مسألة
الطاعة المطلقة ايضا تكون واضحة يعني الطاعة المطلقة اخواني الاعزاء ايها
المشاهد الكريم في جملة واحدة: وهو ذلك الانسان الذي تجب طاعته مطلقا لا
مقيد بأنه بشرط ان لا يأمر بمعصية.

د.سالم جاري: نظرا لعدم امره بالمعصية اصلا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: جزاكم الله خيرا، فكيف يعقل ان الله سبحانه وتعالى
يأمر بطاعة انسان اطاعة مطلقة نقول الجواب لانه علم من هذا الانسان انه
يأمر بمعصية او لا يأمر بمعصية؟ ابدا، لا فقط لا يأمر بالمعصية عمدا لا
يأمر بالمعصية خطأ وإلا لو امر بالمعصية خطأ وامرنا بطاعته ايضا اوقعنا في
الحرام حتى ولو كان اشتباها حتى ولو كان سهوا حتى ولو كان خطأ اذن الآية
المباركة بشكل واضح وصريح تقول لنا التفتوا جيدا، الآن ارجع الى الآية
المباركة، الآية بشكل واضح وصريح تقول { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ } هل الاطاعة فيها مطلقة او مقيدة بشيء؟ لا يوجد اي قيد
في الآية المباركة بأي دليل؟ بدليل ان طاعة الرسول (صلى الله عليه وآله)
عندنا قرينة داخلية من الآية المباركة وهو ان طاعة الرسول هل هي طاعة مطلقة
او طاعة مقيدة؟ مطلقة، يعني هل انه يجب علينا ان نطيع الرسول مالم يأمر
بمعصية او يجب علينا ان نطيع الرسول مطلقا؟

د.سالم جاري: { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اصلا مطلق بلا اي قيد وبلا اي شرط { وَمَا آَتَاكُمُ
الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } لماذا؟ لان
صريح القرآن يقول { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا
وَحْيٌ يُوحَى } اذن الله (سبحانه وتعالى) لما شخّص من نبيه انه ما ينطق عن
الهوى ان هو الا وحي يوحى عند ذلك امرنا بأن نطيعه مطلقا لانها طاعة لله،
وهذا صريح القرآن الكريم، صريح القرآن الكريم يقول { مَنْ يُطِعِ
الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } فكيف يعقل انه من يطع الرسول اذا
فرضنا التفتوا جيدا اخواني الاعزاء وهذا من خير الادلة ومن افضل الادلة على
عصمة النبي المطلقة في كل شيء لانه الآية قالت { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }، سؤال: من يطع الرسول في خطأ او سهو او زلل هل هي
طاعة لله ام طاعة للشيطان تكون؟ هذه بعد ليست طاعة لله هذه طاعة للخطأ
طاعة للبغي طاعة للفحشاء وان كان رسول الله نسي وان كان اخطأ وان كان
معذورا افترضوا.

د.سالم جاري: { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، اذن نستكشف من قوله { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } ان طاعة الرسول من اوضح مصاديق الاطاعة
المطلقة يعني ان الله (سبحانه وتعالى) امرنا ان نطيع رسوله مطلقا، التفتوا
جيدا المشاهد الكريم بودي ان يلتفت الى هذه النقطة، ولو كان الله يعلم ان
رسوله قد يأمر بالخطأ بالسهو بالنسيان يأمر بالمعصية يقول افعلوا كذا وهو
منهي ينهى عن كذا وهو مأمور به، فكيف يعقل ان الله من جهة يأمرنا بطاعة
رسوله مطلقا ومن جهة اخرى يقول لنا في سورة النحل قال تعالى الآية (90) {
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ } سؤال:
الله يأمر بالفحشاء والمنكر والبغي او ينهى؟ ينهى، فلو ان رسول الله أمرنا
بالبغي او الفحشاء ولو خطأ في النتيجة نحن مأمورون من جهة باطاعة الرسول
لانه قال { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } ومن جهة نهانا عن الفحشاء اذن يأمرنا
لو ينهانا فيقع المكلف في تناقض مسكين، في النتيجة يطيع الرسول او يخالف
الرسول فان قلنا يجب عليه ان يطيع الرسول اذن كيف الله يقول { وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ }.

د.سالم جاري: يعصي الله في طاعة الرسول.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، كيف يعصي الله وهو يطيع رسول الله والقرآن
صريح يقول { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } اذن من هذا
نستكشف بشكل واضح وصريح اذا كان الله يعلم من عبد انه يأمر بسوء او بفحشاء
او ببغي او بمنكر ولو خطأ ولو سهوا ولو اشتباها بعد يجوز ان يأمرنا باطاعته
المطلقة او لا يجوز؟ ابدا، يعني من الناحية العقلية هل يمكن لله ان يأمرنا
بطاعة انسان يعلم منه انه قد يخطأ!

د.سالم جاري: { اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اذن من هذا نستكشف ان هذا الذي امر الله (سبحانه
وتعالى) باطاعته المطلقة علم منه انه معصوم او ليس معصوم؟ لا يعقل ان لا
يكون إلا معصوما. اذن دكتور انا اتصور بان المشاهد الكريم التفت بأنه اساسا
اذا وجدنا القرآن يأمر باطاعة شخص طاعة مطلقة من هذا نستكشف ان ذلك الشخص
معصوم لا فقط معصوم في بيان الاحكام بل معصوم بالعصمة المطلقة يعني على
مستوى الاحكام على مستوى التطبيقات على مستوى الموضوعات لا فقط في مقام
بيان الحكم الشرعي معصوم، بل ايضا في مقام تطبيق الحكم الشرعي معصوم، في
مقام الفعل معصوم، في مقام الاقرار للآخرين معصوم، في مقام بيان الموضوعات
ايضا معصوم، لماذا؟ لان الله (سبحانه وتعالى) امرنا قال { لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } اذا كان يوجد في فعله ولو
اشتباها ما يخالف الحق وما يخالف الشرع اذن كيف انا لا يجوز لي ان اتأسى به
مع ان القرآن الكريم صرح لي قال انه هو اسوة مطلقا وانه يجب الاقتداء به
مطلقا، فانا اعتقد ان هذه الآية الكريمة نظير الآية الواردة في سورة التوبة
لعله الآية (119) قال تعالى في هذه الآية المباركة { يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } هذه
الآية ماذا تقول، تقول ايها الذين امنتم اتقوا الله وكونوا دائما مع
الصادقين فهنا سؤال هؤلاء الصادقين معصومون او غير معصومون؟ قطعا يجب ان
يكونوا معصومين وإلا اذا لم يكونوا معصومين اذن كيف يأمرنا الله ان نكون
معهم فلو ان هذا الصادق اخطأ عصى الله ولو خطأ اكون معه او لا اكون معه؟ لا
يجوز ان اكون لانه نهى الله عن الفحشاء والمنكر والبغي فكيف يعقل من جهة
يأمرني بالكون معهم ومن جهة ينهاني عن البغي والفحشاء والمنكر اذن نستكشف
ان الصادقين في الآية المباركة لابد ان يكونوا معصومين حتى نقول الكون معهم
مطلقا ودائما واللطيف انه الفخر الرازي عندما يصل الى هذه الآية المباركة
من سورة التوبة يعني في الجزء (16) من تفسير الفخر الرازي هناك يقول: وهذا
الامر (يعني وكونوا مع الصادقين) وهذا الامر انما يتناول من يصح منه ان لا
يكون متقيا يعني ان هذا الامر صادر الى الانسان الذي قد يصيب وقد يخطأ
وانما يكون كذلك لو كان جائز الخطأ فكانت الآية دالة على ان من كان جائز
الخطأ وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة وهم الذين حكم الله تعالى
بكونهم صادقين وإلا لو لم يكونوا صادقين ماذا فعل فهذا يدل على انه واجب
على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعا
لجائز الخطأ عن الخطأ وإلا لو كان هذا الصادق ايضا جائز الخطأ اذن كيف
يأمرني الحق سبحانه وتعالى ان اكون معه مطلقا، لابد ان يقول كن معه مالم
يخطأ، يعني عندما قال { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } اذا كانت الاطاعة مقيدة
كان ينبغي ان يقول لي اطع الرسول مالم يأمركم بخطأ او منكر وكذا، تقول ربما
نستفيد ذلك من قرينة اخرى من دليل آخر، نقول لا يمكن ذلك لماذا لا يمكن،
باعتبار ان القرآن فيما يتعلق بالوالدين عندما بيّن بينه مع قيده فكيف بما
هو اهم من اطاعة الوالدين، يعني الولاية السياسية في الامة اذا كانت مقيدة
كان ينبغي على الآية المباركة مباشرة ان تبيّن القيد لا ان تضع القيد في
مكان آخر يعني ما هو دون اطاعة الرسول اهمية ذكر القيد فما بالك بطاعة
الرسول لابد ان يبين القيد بنحو الاولوية العقلية اذن بهذا البيان نصل الى
هذه النتيجة الاساسية وهو ان هذه الآية المباركة وهي { وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ } هذه اطاعة مطلقة وليست اطاعة مقيدة ومن هذا نستكشف ان من وجبت
طاعته طاعة مطلقة فهو معصوم، يأتي هذا السؤال وهو انه هل صرّح احد بهذا
المعنى، الجواب نعم بشكل واضح وصريح انظروا الى الفخر الرازي في ذيل هذه
الآية المباركة وهي قوله تعالى { وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } في الجزء
العاشر من تفسيره في ذيل هذه الآية في صفحة (116) من الآية قال ان الله
تعالى بودي ان المشاهد الكريم يلتفت الى عبارات الفخر الرازي اقرأها كلمة
كلمة حتى لا احتاج الى اشرحها مفصلا لانه يأخذ وقت: ان الله تعالى أمر
بطاعة اولي الامر على سبيل الجزم (ليس على سبيل الشرط امرنا جزما ليس انه
اذا، عندما يقول يعني ليس على تقدير يعني لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
يعني تجب طاعة الآمر على تقدير ان لا يأمر بمعصية الله يقول الآية ليست
كذلك ليست على تقدير وانما امرتنا بالجزم، ما معنى بالجزم؟ يعني مطلقا تجب
الطاعة ليس على تقدير دون تقدير على شرط دون شرط على قيد دون قيد) امرت
بطاعة اولي الامر على سبيل الجزم في هذه الآية. سؤال: واذا امرنا الله على
طاعتهم على سبيل الجزم ماذا تدل هذه صغرى القياس كما يقول القياس من الشكل
الاول منطقيا لاهل الاختصاص، قال: ومن امر الله بطاعته على سبيل الجزم
والقطع لابد ان يكون معصوما عن الخطأ، هذه كبرى القياس قياس من الشكل
الاول، اذ لو لم يكن هذا الدليل الكبرى ان صح التعبير، اذ لو لم يكن معصوما
عن الخطأ كان بتقدير اقدامه على الخطأ قد امر الله تعالى بمتابعته، لان
الله امرنا بمتابعته جزما يعني دائما لا على تقدير، فلو ان من امرنا الله
بطاعته اقدم على شيء خطأ المفروض الله امرنا بالاقتداء ومتابعته وهذا كيف
ينسجم مع ان الله تعالى ينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي هذا معناه ان الله
امرنا بالمتناقضين امرنا من جهة بطاعة هذا الانسان مطلقا وهو يأمرنا بالخطأ
بالمنكر ولو خطأ ومن جهة اخرى الله سبحانه وتعالى اقتدوا به او لا تقتدوا؟
لا تقتدوا لانه نهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، ولذا صريحا يقول فيكون ذلك
امرا بفعل ذلك الخطأ لانه امرنا باتباعه والخطأ لكونه خطأ منهي عنه لقوله
تعالى { وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ } فهذا
يفضي الى اجتماع الامر والنهي يعني الله تعالى في هذا الفعل الواحد ايضا
يأمرني بالعمل وايضا ينهاني عن العمل هل يعقل هذا او لا يعقل؟ ابدا لا
يعقل، اذن صريح نعم بعد ذلك الفخر الرازي يختلف معنا ونختلف معه في المصداق
من المراد من اولي الامر هو يقول الاجماع هذا بحث آخر انا الآن اتكلم عن
مضمون الآية ان الآية هل تدل على ان اولي الامر في الآية او الطاعة في
الآية مطلقة او ان الطاعة في الآية مقيدة؟ الجواب انها اطاعة مطلقة هذا ما
ذكره الفخر الرازي، الطباطبائي (قدس الله نفسه) ايضا في تفسيره في ذيل هذه
الآية المباركة ايضا في جملة واحدة اقول انا عندما اشير الى علمين من اعلام
التفسير واحد من فريق من مدرسة اهل البيت وواحد من مدرسة الصحابة لابين ان
هذا الفهم ليس فهما مختصا بمدرسة اهل البيت ليس لانه اريد ان اقول كل ما
يقوله الفخر الرازي صحيح في تفسيره لا، اريد ان اقول هذا الفهم فهم مشترك
من الآية يعني من هو في اطار مدرسة اهل البيت فهم هذا المعنى ومن هو خارج
اطار مدرسة اهل البيت ايضا فهم هذا المعنى هذا يقوي صحة هذا الفهم اخواني،
بناء على نظرية الاحتمال التي اسسها سيدنا الشهيد (قدس الله نفسه) هذا يقوي
الاحتمال يقوي هذا الفهم وصحة هذا الفهم وصحة هذا الفهم لانه اذا كان فهما
ضمن اطار مذهبي كان ينبغي للذي هو خارج هذا الاطار يفهم هذا الفهم او لا
يفهم؟ لا يفهم، يعني بعبارة اوضح بشكل جلي لو كان هذا الفهم من الآية نتيجة
السياق الذي يؤمن به الانسان بمدرسة اهل البيت فانما آمن بالعصمة في الآية
المباركة لانه يعيش اجواء مدرسة اهل البيت عقائد مدرسة اهل البيت افكار
مدرسة اهل البيت فهذه القراءة انما تداعت عنده لهذه الظروف الفكرية
والعقائدية التي يؤمن بها هذا الاحتمال موجود عندما نقول انه فقط فهمها هذا
العالم من مدرسة اهل البيت اما اذا وجدنا ان شخصا آخر ومن اطار فكري آخر
ومن مدرسة عقائدية اخرى لا تقبل بمدرسة اهل البيت ايضا فهمت هذا الفهم هذا
يستكشف ان الفهم فهم صحيح وليس متأثر بالظروف المذهبية لهذا الشخص او ذاك
الشخص لذا السيد الطباطبائي هكذا يقول، يقول بشكل واضح وصريح وهذا الكلام
بعينه الى ان يقول ولازمه اعتبار العصمة في اطاعة الرسول الاعظم (صلى الله
عليه وآله) يقول لان الآية امرت على افتراض اطاعة النبي ولم تقيّده بقيد
ولا شرط وليس في الآية القرآنية ما يقيّد مع ان الله سبحانه الى آخره. اذن
انتهي من بحثي هذا الى هذه النقطة الاساسية والمركزية وهي ان قوله تعالى في
هذه الآية من سورة النساء { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } هذه الاطاعة اطاعة
مطلقة والاطاعة المطلقة لا تصح إلا في مورد يكون ذلك الشخص معصوما لا فقط
ادنى درجات العصمة بل اعلى درجات العصمة.

د.سالم جاري: احسنتم
كثيراً شكراً لكم سماحة السيد. طيب اذن هنا يتفرع السؤال الآخر على ما
تفضلتم به من الحديث وقد وضحتم ان الطاعة مطلقة ولا يقول قائل بانها مقيدة
بالموضوعات او كذا الا بتكلف وبتحكم الهوى وإلا الحديث واضح، طيب ايضا يقال
هل ان طاعة اولي الامر تختلف عن اطاعة الرسول بمعنى هل هي بدرجة واحدة ام
مختلفة بناء على ما في الآية الكريمة.

سماحة السيد كمال الحيدري:
احسنتم، سؤال اساسي ومهم انا اتصور انه هذا السؤال هو بيت القصيد في هذه
الآية وبحثنا في هذه الآية، انظروا الى قوله تعالى قال { وَأَطِيعُوا
الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } يعني ان الآية جمعت بين اطاعة
اولي الامر واطاعة الرسول بعبارة ثالثة جعلت اطاعة اولي الامر هي نفس اطاعة
الرسول بأي قرينة، بقرينة انه لم يفصل بين اطاعة الرسول واطاعة اولي
الامر، انظروا لو كانت الآية هكذا تقول واطيعوا الرسول واطيعوا الامر منكم
قد يأتي قائل انه لما تكررت الاطاعة لعل الاطاعة في الرسول بدرجة والاطاعة
في اولي الامر بدرجة اخرى.

د.سالم جاري: كما هو مع الله { أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: نعم وهذا له ايضا بحثه انا ما عرضت له باعتبار انه له
بحث آخر الآن ليس محل بحثنا، ولذا كما تفضلتم انهم جاؤوا وقالوا ان الله
عندما قال { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } نستكشف ان اطاعة الرسول لابد ان تختلف عن اطاعة
الله، لماذا؟ قالوا باعتبار انه فصل بينهما بالاطاعة، بعض قال للتأكيد
الجواب جملة من المفسرين يقولون لا، كان ينبغي اذا كان للتأكيد ان تحذف
الاطاعة الثانية، لو كان الله يريد ان يقول ان اطاعة رسولي على حد اطاعتي
كان ينبغي ان لا يأتي بماذا حتى يقول هذه عين تلك ولكن لما فصل يأتي هذ
الاحتمال وهو انه يأتي اطاعة الله شيء او درجة واطاعة الرسول درجة.

د.سالم جاري: ولو اعتقادا لكي لا يساوى بين الله وخلقه.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولكنه نحن عندما نأتي الى المقطع الثاني من
الآية المباركة نجد بشكل واضح وصريح يقول { وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ } يعني اطاعة الرسول واطاعة اولي الامر بدرجة واحدة،
فعل واحد، يعني ان الفعل الذي اوجب الطاعة واحد، فكل درجة من درجات الطاعة
التي ثبتت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تثبت لاولي الامر والذي يقول
باختلاف الدرجة عليه ان يقيم الدليل وإلا ظاهر الآية المباركة تقول ان
اطاعة اولي الامر هي اطاعة الرسول وان اطاعة الرسول هي اطاعة اولي الامر
بعبارة اخرى من يطع اولي الامر فقد اطاع الرسول بمقتضى هذه الآية او لا؟
قطعا، لماذا، لان جعلت اطاعتهم واحدة، اطاعة الرسول هي الاصل ولذا تقدمت
واطاعة اولي الامر متفرعة على اطاعة الرسول يعني من يؤمن بهذا الرسول ومن
يؤمن { وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ
فَانْتَهُوا } يؤمن ايضا باطاعة اولي الامر.

د.سالم جاري: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، ولذا لا يتبادر الى الذهن قد يقول قائل اذا
كان الامر كذلك اذ اولي الامر يكونون في درجة واحدة مع رسول الله، الجواب
كلا، قلنا مرارا وتكرارا ان من جاء بعد الرسول سواء اذا كان على مستوى
العلم سواء اذا كان على مستوى الإمامة سواء كان على مستوى الولاية السياسية
اي مرتبة من مراتب الكمال العلمية والعملية انما هي بتبع الرسول الاعظم
يعني يوجد لهم وراثة ولا يوجد لهم اصالة، الاصالة ثابتة لرسول الله (صلى
الله عليه وآله) اذن في جملة واحدة نستطيع ان نقول بكلمة واحدة ان اولي
الامر في الآية المباركة تثبت هذه الحقيقة كما اثبتتها آيات اخرى من يطع
اولي الامر فقد اطاع رسول الله كيف انه في سورة النساء في القرآن قال {
مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } هذه الآية ايضا تقول من
اطاع اولي الامر فقد اطاع الرسول.

د.سالم جاري: اطاع الله باتباع الرسول.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اطاع رسول الله وبالواسطة اطاع الله، اذن الامر لابد
ان يكونوا معصومين لانه اولي الامر اذا لم يكونوا معصومين وامروا بالباطل
بالبغي فمن اطاعهم فقد اطاع رسول الله! ابدا فقد خالف رسول الله، اذن هذه
الآية باطلاقها بعمومها تثبت لنا ان اولي الامر ايضا لابد ان يكونوا
معصومين وإلا لو لم يكونوا معصومين كيف امر الله (سبحانه وتعالى) باطاعة
اولي الامر مطلقا، فاذن بهذا نستكشف كما ان الآية تثبت العصمة المطلقة
للرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) من خلال عطف اولي الامر على الرسول
نستكشف ان اولي الامر ايضا طاعتهم مطلقة واذا صارت طاعة اولي الامر طاعة
مطلقة اذن تعينت عصمتهم وإلا لو لم يكونوا معصومين الآية امرتنا باطاعتهم
مطلقا فلو امرنا ولي الامر بالباطل ولو اشتباها ليس عمدا، الآن ولاة الامر
يأمرون بالباطل يأمرون بمجاراة الظالم باتخاذ الكفار اولياء هذا منطق آخر
اولئك الذين يسمون انفسهم ولاة امر الآن ما اتكلم عن اولئك، لو فرضنا ان
ولي امر كان ولي امر بحق ولكن اشتباها امرنا بشيء هل نطيعه او لا نطيعه؟
اذا كان غير معصوم لا تجب طاعته لانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مع ان
الآية المباركة قالت { وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } يجب طاعتهم مطلقا
اذن هذه الآية المباركة نستكشف منها بشكل واضح وصريح يعني من وجوب الاطاعة
المطلقة فيها ان هذه الآية المباركة وهي اولو الامر لا تصدق على غير
المعصوم وهذا الذي انا ذكرته في ابحاث سابقة وقلت اذا الله تعالى اذا
توفقنا ان نقف عند هذه الآية لنبين ان هذه الآية المباركة مختصة بالمعصومين
اذا تمت هذه النظرية، هذه هي النظرية الاسلامية التي يبينها القرآن وهي
انه من تجب طاعته في المجتمع الاسلامي يعني لمن الولاية السياسية والإمامة
السياسية في المجتمع الاسلامي؟ لله ولرسوله ولاولي الامر منكم معصومين،
ولاولي الامر الذين بينا من خلال الآية انهم دلت الآية على عصمتهم، اذن
الآية المباركة هل اعطت الولاية السياسية في الامة في النظرية القرآنية
اتكلم اعطت الولاية لغير المعصوم او لم تعط؟ الجواب الولاية لله ولرسوله
وللمعصوم من اولي الامر لا مطلقا، هذه النظرية القرآنية وهذا الذي تعتقده
مدرسة اهل البيت، مدرسة اهل البيت تعتقد انه الإمامة السياسية في الامة لا
تكون إلا للمعصوم ولهذا آمنت بنظرية النص، نحن لماذا قلنا بضرورة النص؟
لانه قلنا ان الإمامة السياسية ان الذي يريد ان يكون قائدا سياسيا وإماما
سياسيا ويكون وليا سياسيا في الامة لابد ان يكون معصوما والمعصوم هل يمكن
للامة ان تشخصه او يحتاج ان ينص عليه؟ لابد ان ينص عليه، ولذا نحن نعتقد في
جملة واحدة دكتور ان النص لا لاجل القيادة السياسية، النص لاجل بيان عصمة
ذلك الانسان.

د.سالم جاري: لان المعصوم اذا نص على شخص ثبتت عصمته ايضا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، الله نص لانه الله نص على علي (عليه افضل
الصلاة والسلام) { بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } وبين هذا
هو المقصود وعلي اشار الى الحسن والحسين الى آخره، اذن فتلخص الى هنا في
جملة واحدة ان هذه الآية المباركة الى الآن لم نتكلم انه قد يقول قائل لنا
من قال لكم ان اولي الامر في الآية المراد منه ائمة اهل البيت (عليهم
السلام) انا لم اتكلم في هذه، فقط تكلمت في هاتين النقطتين وهو انه اساسا
ان الولاية والإمامة السياسية في الامة منحصرة بالله وبرسوله واولي الامر
المعصومين لا مطلق من يسمى اولي الامر.

د.سالم جاري: احسنتم سماحة
السيد، ايضا عندنا في العربية حينما يقول القائل امنع زيدا وعمرا من الدخول
لا يجب له ان يقيد عمرا المنع واحد.

سماحة السيد كمال الحيدري:
احسنتم لان الفعل الذي يفعل به زيد وعمر فعل واحد اذا اراد ان يقيد لابد
اما ان يقيدهما معا او انه يكون كلاهما مطلق.

د.سالم جاري: احسنتم سماحة السيد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(3)
» عصمة اهل البيت (عليهم السلام) في آية اولي الامر(4)
» إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديدة[المشي الى قبر الحسين عليه السلام]
» مواقع أهل البيت عليهم السلام (84)
» صور ولوحات في أهل البيت عليهم السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: