نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول) Empty
مُساهمةموضوع: الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول)   الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول) Emptyالإثنين مايو 07, 2012 5:56 am

مقدم البرنامج : سالم جاري

د.سالم جاري: بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين محمد وآله
الطيبين الطاهرين. السلام عليكم مشاهدينا الكرام اينما كنتم ورحمة الله
تعالى وبركاته، هذا موعدكم مع برنامجكم الاسبوعي: مطارحات في العقيدة،
عنوان حلقة اليوم: الإمامة السياسية بين النص والشورى. في هذه الحلقة
مشاهدينا الكرام سنقف عند جملة من الحقائق تتعلق بالإمامة السياسية وهي
الإمامة التي بدأ الحديث عنها ضمن حديث إمامة ابراهيم الخليل (صلوات الله
وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين) وهل هي الإمامة بالمعنى الفقهي ام الإمامة
السياسية ثم اذا كانت بمعنى الإمامة السياسية فهل هي نص وتنصيب الهي ام
يمكن ان تكون بالشورى، اذن محاور في هذا الخصوص تتابعونها مشاهدينا الكرام
في هذه الحلقة. تحية لكم مشاهدينا الكرام احييكم مجدداً واحيي باسمكم ضيفنا
الكريم سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، مرحباً بكم سماحة السيد.

سماحة السيد كمال الحيدري: اهلاً ومرحباً بكم دكتور.

د.سالم
جاري: حياكم الله. سماحة السيد قبل الخوض في حلقة اليوم وهي الإمامة
السياسية بين النص والشورى ارجو من جنابكم الكريم توضيح بصورة موجزة حول
قول الله تبارك وتعالى { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ
وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } لانه كان في آخر الوقت في الحلقة الماضية فربما
بقي لديكم شيء في هذا الخصوص.

سماحة السيد كمال الحيدري: اعوذ بالله
السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين. في المقدمة بودي ان اشير
الى ان هذه الآية المباركة من سورة البقرة وهي قوله تعالى { إِنِّي
جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ
عَهْدِي الظَّالِمِينَ } هذه الآية المباركة بينت ان الإمامة تعد من الامور
التي هي عقد بين الله وبين الإمام، وليست هي من الامور والشؤون المرتبطة
بالامة حتى يختاروا لانفسهم، لانها قالت "لا ينال عهدي" وذكرنا من كلمات
المفسرين ان المراد من العهد هنا هو الإمامة، اذن الآية المباركة هنا تبين
ان الإمامة عهد من العهود الالهية وهنا بودي ان اشير الى نقطة لعله يرد
تساؤل، ليس المراد من كلامنا هذا وليس المقصود من كلامنا هذا انه كلما ورد
العهد في القرآن فهو معنى الإمامة ليس المقصود هذا، اذن قوله تعالى {
وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ } ليس مراد من العهد يعني الإمامة، نحن
قلنا ان الإمامة من العهود لا ان كل عهد يعني بمعنى الإمامة وإلا النبوة
ايضا من العهود الالهية، الرسالة ايضا من العهود الالهية.

د.سالم جاري: { وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا }.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اذن العهود متعددة احسنتم، لا يتبادر الى الذهن اني
اقول ان كلما ورد العهد في القرآن فهو بمعنى الإمامة وانما اريد ان اقول ان
الإمامة هي من العهود الالهية لا ان كل عهد هو بمعنى الإمامة.

د.سالم جاري: كل إمامة عهد وليس العكس.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، وهذا هو من الناحية المنطقية ان الموجبة
الكلية من طرف واحد لا من طرفين يعني كل إمامة قرآنية هي عهد من العهود
الالهية، وليس كل عهد هو إمامة الهية، هذه نقطة بودي لعله يقع فيها تساؤل،
النقطة الثانية التي اشار اليها اخي العزيز الدكتور وهو انه ما هي هذه
العلاقة بين هذه الآية وبين هذه الآية من سورة البقرة وهو قوله تعالى في
الآية (40) قال تعالى { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }، ذكرنا
بأنه في المنهج التفسيري الذي اتخذناه لانفسنا وقلنا بأننا نسير عليه ان
القرآن في كثير من الاحيان يمكن الاستعانة به لتفسير بعضه بعضا وبيان بعضه
ببعض، ويصدق بعضه بعضا ونحو ذلك، لما قالت الآية (124) من سورة البقرة {
لَا يَنَالُ عَهْدِي } اذن جعلت الإمامة من العهود الالهية هنا امرت الآية
المباركة انه يجب الوفاء بعهدي ومن مصاديق هذا العهد هو الإمامة ليس فقط
الإمامة وإلا النبوة ايضا عهد الله اذن يجب الوفاء بالعهد الالهي، ما اخذه
الله على الانسان من الطاعة عهد الله اذن يجب الوفاء به ولكن وفاء كل مورد
انما هو بحسب ذلك المورد اذا كان عقدا فالوفاء به يعني الالتزام بمقتضيات
العقد إذا كانت إمامة فالوفاء بالإمامة يعني الطاعة للإمام والايمان به
ونحو ذلك، اذن هذه الآية المباركة وهي قوله تعالى { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي
أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } هذه الآية اوجبت علينا الوفاء بكل عهد قرآني وحيث ان
الآية المباركة قالت ان الإمامة عهدي اذن يجب الوفاء بالإمامة، النقطة
المهمة المترتبة او النقطة المهمة الموجودة في هذه الآية وهي الآية (40) من
سورة البقرة ان الله سبحانه وتعالى قال اذا اردتم ان اوفي بعهدكم اوفوا
بعهدي، الله ماذا عهد لنا، وعدنا الجنة اذا اطعناه قال انه يخلصنا من النار
الى آخره، قال اذا اردنا ان الله ان يفي لنا بعهده يجب علينا ان نوفي بعهد
الله (سبحانه وتعالى) وهذه نقطة اساسية يعني ان الله سبحانه وتعالى جعل
وفاءه بعهده اذا اوفينا بعهود الله (سبحانه وتعالى) { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ
تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } يعني اذا اردت
ان تكون محبوبا لله فالطريق يمر من انك ان تتبع الرسول الاعظم (صلى الله
عليه وآله) هنا ايضا الآية المباركة تقول اذا اردتم ان يفي الله بعهده لكم
وما وعدكم وما عهد لكم الطريق يمر من خلال الوفاء بعهد الله (سبحانه
وتعالى) ومن اهم مصاديق الوفاء بعهد الله هو الايمان هو طاعة الإمام قال
تعالى { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي
قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } اذن هذه الآية المباركة
باطلاقها تبين لنا بأنه اذا الله (سبحانه وتعالى) نريد من الله ان يفي
بوعده وعهده لنا بالدخول الى الجنة والخلاص من النار انما يمر من خلال
النفي بعهد الله ومن موارد ومصاديق الوفاء بعهد الله تعالى هو الإمامة وهذه
نقطة اساسية ولعلنا ان شاء الله تعالى بعد ذلك سنبين آثار الايمان
بالإمامة وبتعبير القرآن الكريم آثار الوفاء بعهد الإمامة ماذا يترتب عليه،
واحدة من الامور الذي يترتب عليه هو ان الله (سبحانه وتعالى) ربط وفاءه
بعهده اذا اوفينا بعهده.

د.سالم جاري: احسنتم كثيراً، جزاكم الله
تعالى خيرا سماحة السيد، وهذا في الواقع { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا
بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } فاذن المعادلة موجودة.
احسنتم، بعد هذه المقدمة جزاكم الله تعالى خيرا سماحة السيد، هنا يأتي
السؤال بخصوص حلقتنا وهي الإمامة السياسية بين النص والشورى فيقول يعني كيف
نوفق بين الإمامة السياسية من حيث انها مجعولة من قبل الله (تبارك وتعالى)
وانها عهد بين الله وبين الإمام وبين قول الله تبارك وتعالى {
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }.

سماحة السيد كمال الحيدري:
احسنتم، انا اتصور بأنه اذا المشاهد الكريم لعله في هذه الحلقة والحلقة
القادمة سوف نقف عند هذه المسألة وهي مسألة ان الإمامة السياسية في الامة،
التفتوا جيدا اقيد ليس الكلام في قضايا اخرى انه الاب هل يشاور ابناءه في
ادارة البيت او لا، لا، الحديث في مسألة الإمامة السياسية والقيادة
السياسية في الامة القيادة التي تجب على الامة طاعتها، الإمامة التي تجب
على الامة طاعتها حديثنا في هذه الإمامة لا في مطلق الإمامة ولا في مطلق
المشورة، هذه المسألة تعلمون بأنه المسائل الاساسية والمحورية من الناحية
التاريخية ومن الناحية العقدية وترتبت عليها آثار كثيرة دينية عقائدية
سياسية اجتماعية الى يومنا هذا ان الإمامة كيف تنعقد للإنسان يعني الإمامة
السياسية في الامة، تعلمون بأنه من الناحية العقائدية ومن ناحية الإيمان
بالإمامة السياسية يوجد هناك اتجاهان اساسيان بعد الرسول الاعظم (صلى الله
عليه وآله) الاتجاه الاول هي نظرية النص وان الإمامة السياسية تحتاج الى نص
ونصب وجعل من قبل الله تعالى على حد النبوة والرسالة، النظرية الثانية او
الاتجاه الثاني هو الاتجاه الذي يعتقد لا، ان الله سبحانه وتعالى ترك مسألة
الإمامة السياسية في الامة الاسلامية اوكله الى الامة الى اهل الحل والعقد
الى الشورى الى .. ما شاء الله الى الاصطلاحات، في الواقع اذا اردنا ان
نتكلم من خلال المنطق القرآني والنص القرآني نحن لا يوجد عندنا في القرآن
إلا آيتان تحدثتا عن الشورى الآية الاولى وهي الآية الواردة في سورة آل
عمران وهي الآية (159) من سورة آل عمران هناك في هذه الآية المباركة قال
تعالى { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ } انا بودي ان
المشاهد الكريم يلتفت الى المقدمات او الموجودة في صدر هذه الآية المباركة {
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ }، هذا كله تطبيقا لأي
شيء؟ تطبيقا حتى لا يقال ان الرسول (صلى الله عليه وآله) كان فظا غليظ
القلب يعني حتى ان الرسول (صلى الله عليه وآله) يجتذب الناس ويجتذب اصحابه
من حوله ولا ينفضوا عنه الله (سبحانه وتعالى) يأمره يقول وشاورهم في الامر،
هل هذه الآية المباركة في سورة آل عمران تدل على نظرية الشورى في القيادة
السياسية في الامة او لا تدل، استدلال القوم استدلال مدرسة الصحابة انهم
يريدون ان يقولوا هذه الآية المباركة يمكن الاستناد اليها لاثبات ماذا لانه
باعتبار انه في الرسول الاعظم قد يقولون بأنه الله اعلم حيث يجعل رسالته
فهو مجعول من قبل الله اذن لا مجال لمشورته ولشورى الامة في ذلك هذا قد
يجيبون بهذه الطريقة ولكن هل هذه الآية تدل على الإمامة السياسية او لا
تدل، الآن بودي ان المشاهد الكريم يلتفت، في المقدمة انا بودي انه لابد ان
نعرّف ما معنى الإمامة السياسية اخواني الاعزاء مرة اخرى اقول الإمامة
السياسية في الامة يعني ان شخصا من الاشخاص عندما يكون قائدا سياسيا وإماما
وحاكما وهذا الحاكم كان رئيسا كان ملكاً كان رئيس جمهورية سمه ما شئت هذه
اصطلاحات لا قيمة لها ولكن الذي له قيمة يعني هناك شخص اذا امر تجب طاعته
واذا نهى يجب الانتهاء عند نهيه، يعني هو الذي يدبر امر الامة يعني هو الذي
يسوس ويدبر ويراعي مصالح امر الامة ولا يجوز الخروج عليه بل يكون الخروج
عليه خروجا على الجماعة كما يقولون وانه يؤدي الى كذا وكذا والى عواقب
دنيوية وعواقب اخروية حديثنا في هذه الإمامة وهي الإمامة السياسية هل ان
هذه الآية تدل على ذلك او لا تدل؟ الجواب ان هذه الآية اجنبية ولا علاقة
لها بالإمامة السياسية بأي دليل؟ بدليل ان الله (سبحانه وتعالى) بعد ذلك
قال له { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } اذا كان يجب الالتزام بأمر الشورى فاذا شاروا
عليه هل يمكنه ان يخرج عن امر الشورى او لا يمكنه؟ لا يحق له، مع ان الآية
صريحة تقول انت شاورهم ولكن اذا عزمت على شيء فتوكل على الله الامر اليك،
وهذا يكشف عن ان هذه المشورة في الآية المباركة ليست هي المشورة التي تلزم
من استشار بها وانما هي المشورة الاخلاقية.

د.سالم جاري: ما كان لهم الخيرة.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، يعني بعبارة اخرى هو انه انت عندما تريد ان
تقوم بعمل استضئ بآراء من حولك فأما لتربيتهم اما لرفع مستواهم اما لانتشاف
تفكيرهم اما حتى يحسوا انهم هم ايضا شركاء في القرار والامر بقرينة انه
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ولذا اعفوا عنهم استغفر لهم شاورهم
يعني مجموعة من القواعد حتى يربط الامة بالإمامة وهذه غير القيادة
السياسية وإلا لو كان المراد من المشورة في الآية يعني المشورة السياسية
يعني اذا شاروا عليه بأمر يجب على النبي ان يلتزم بذلك، لانه اذا كان امره
قائما على الشورى كان ينبغي عليه ان يلتزم بلوازم الشورى اذن هذه الآية
المباركة كاملا بعيدة عن الإمامة السياسية، نعم هذه الآية المباركة تبين
لنا قضية واضحة اخلاقية وهو انك اذا اردت ان تقوم بعمل شاور هؤلاء في
الامور استضئ بآرائهم او كما تفضلتم وهي عبارة جيدة جدا قلتم بأنه حتى
ينكشف ما في دواخلهم ما في بواطنهم انهم يريدون او لا يريدون وشاهدنا على
ذلك كما قلت { فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } اذن هذه الآية المباركة بعيدة عن الموضوع
كاملا، نأتي الى الآية الثانية هي والآية (38) من سورة الشورى وهي قوله
تعالى { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }، مدرسة الصحابة تستدل بهذه الآية
المباركة لتثبت ان الإمامة لابد ان تكون بالشورى، في الواقع هنا لابد ان
نطرح هذا التساؤل دكتور اذا تسمحون لنا وهو انه هل ان هذه الآية المباركة
ايضا بصدد بيان الشورى بالمعنى السياسي يعني ما يقوله اهل الحل والعقد ما
تنتخبه الامة وتعين قائدا لها وزعيما لها كما هو المتعارف عندنا ام ان
الآية بعيدة عن ذلك، في الواقع انا بودي ان المشاهد الكريم ان يلتفت هذه
قاعدة قرآنية انا ابينها للمشاهد لابد ان يلتفت اليها وهو عندما يأتي لفظ
واصطلاح في القرآن لابد ان نفهم ذلك اللفظ وتلك الكلمة وذلك الاصطلاح نفهمه
ضمن الاطار العام الذي نزلت فيه الآية او نزلت فيه الكلمة، يعني عندما
تأتي كلمة الشورى وامرهم شورى لا يحق لنا ان نفسر الشورى بالنظريات
السياسية القائمة في زماننا لانه هذه الآية نزلت ضمن تلك الظروف الزمانية
والمكانية وضمن تلك المعاني التي كان يألفها الناس ويفهمونها من هذه اللفظة
في الآية المباركة اذن لا يصح لنا ان نقول ان المراد من الشورى في الآية
يعني نظرية انتخاب الامة، هذه الشورى نظرية انتخاب الامة هذا اصطلاح سياسي
متأخر لا علاقة له بالآية المباركة، نعم لابد ان نرجع الى المعنى اللغوي
لنرى ان المعنى اللغوي يساعد هذا المعنى السياسي او لا يساعد على المعنى
السياسي، انا قلت بانه في المقدمة لابد ان نلتفت بأنه لكي نفهم مضمون آية
من الآيات لابد ان نقف على مفردات تلك الآيات يعني المفردة التي الآن
المباركة فيها عدة مفردات وامرهم، اذن لابد ان نفهم ما هو المراد من الامر،
وثانيا هذا الامر اضيف لمن؟ الناس، لم تقل امر السياسة قالت ماذا؟ وامرهم
يعني امر الناس، وامرهم شورى، اذن لابد ان نفهم ما معنى الشورى، الذين
مدرسة الصحابة طبعاً المتأخرين منهم وإلا لايوجد حديث عن المعنى السياسي
للشورى في صدر الاسلام كما سأبين يعني من الناحية التاريخية لم يفهم احد من
مدرسة الصحابة الشورى بالمعنى السياسي ولذا لم يستدل بها احد من الصدر
الاول من الصحابة لاثبات نظرية الشورى.

د.سالم جاري: الخليفة الثاني عمر لم يكن بالشورى اصلا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم سيأتي مفردة مفردة، اذن من الناحية المضمونية
لابد ان نقف عند الشورى لنرى ان الشورى هل هو اصطلاح الآية المباركة عندما
قالت شورى ارادت من الشورى المعنى السياسي الذي نفهمه في هذا الزمان او انه
اساسا لا علاقة لها بذلك، انظروا الى اللغة ماذا تقول عن كلمة الشورى، انا
فقط في موردين اشير وهم من المتخصصين في هذا المجال، المورد الاول الراغب
الاصفهاني في كتاب المفردات في غريب القرآن صفحة (270) هكذا يقول: والتشاور
والمشاورة والمشورة استخراج الرأي بمراجعة البعض الى بعض، يعني انت تريد
ان تعرف رأيه في هذه القضية ليس ان رأيه ملزم، فرق كبير، لان الاصطلاح
السياسي الذي تريده مدرسة الصحابة من الشورى ان الشورى اذا ان المشورة واهل
الحل والعقد اذا انعقد رأيهم على شيء فذلك ملزم للامة مع انه من الناحية
اللغوية المشورة والشورى ليس فيه الزام وانما استخراج ما يقوله الطرف
الآخر، ماذا تقول في هذه القضية، اما اذا قال مجموعة من الناس بهذه القضية
فيجب عليك ان تلتزم به هذا من أين! لانه انا ذكرت في المقدمة انه الشورى
بمعنى الاصطلاح السياسي يعني فيها بعد الزام يعني اهل الحل والعقد اقلية
كانوا او اكثرية او نصف زائد واحد قالوا بشيء على الامة ان تلتزم هذا بعيد
عن المعنى اللغوي عن الشورى، الشورى لا يوجد فيه الزام اذن من اين استخرجت
الالزام من مفردة الشورى، التفتوا الراغب ماذا يقول: استخراج الرأي بمراجعة
البعض الى البعض من قولهم شرت العسل اذا اتخذته من موضعه واستخرجته منه،
ولذا قال وشاورهم في الامر والشورى الامر الذي يتشاور فيه ليس الامر الذي
اذا تشاور فيه وانعقد الرأي فيجب الالزام به هذا من أين، لا يوجد له اصلا
لغوي واذا لم يكن له اصل لغوي اذن لابد عندما يأتي شخص ويقول وشاورهم في
الامر يعني نظرية الشورى يعني الزام السياسي اما ان يستفيد من الناحية
اللغوية وهذه هي اللغة واما ان يستند الى نص نبوي يقول ان النبي (صلى الله
عليه وآله) لانه القرآن امرنا ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا
ورسول الله امرنا باتخاذ الشورى بالمعنى الاصطلاحي لا الشورى بالمعنى
اللغوي، هذا الراغب الاصفهاني الذي هو من المتخصصين في مفردات القرآن وكذلك
عندما نرجع الى معجم مقاييس اللغة لابن فارس الذي هو ايضا من المصادر
الاساسية في هذا المجال في هذه المادة نجد هكذا يقول: شور الشين والواو
والراء الى آخره يقول فيه اصلان الاصل الاول كذا والاصل الثاني شرت العسل
اشوره بمعنى استخرجه، اذن من الناحية اللغوية لا دلالة لكلمة الشورى على
المعنى السياسي، يعني انه اذا وقعت المشورة افترضوا على سبيل المثال اجتمع
مئة من الصحابة اجتمع خمسون من الصحابة وصارت مشورتهم انه فلان يكون إماما
سياسيا هذا يلزم الامة او لا يلزم الامة؟ ابدا، هذا لا يخرج من كلمة وامرهم
شورى بينهم انا اريد اسأل مدرسة الصحابة من اين استخرجت الالزام بعد ان
اتفقوا الآن اما في السقيفة او في غير السقيفة، افترضوا ان اهل الحل والعقد
ايضا اجتمعوا، افترضوا ان كبار الصحابة ايضا اجتمعوا من أين استخرجنا انه
اذا اجتمع مجموعة من الصحابة وانتخبوا شخصا ان ذلك الانتخاب يكون ملزما
للامة تجب على الامة اطاعة اوامر ذلك القائد وذلك المنتخب هذا من اين
استخرج؟! سؤال، انا في قناعتي هناك شواهد كثيرة تدل على ان الصحابة
بالاجماع عندما اقول بالاجماع مقصودي مدرسة اهل البيت ومدرسة الصحابة اريد
ان اقول ان صحابة النبي من المدرستين من مدرسة اهل البيت ومن مدرسة الصحابة
والخلفاء هؤلاء لم يفهموا من الآية الشورى المعنى السياسي الذي فيه
الالزام عندي شواهد على ذلك، الشاهد الاول اما مدرسة اهل البيت فانهم قالوا
بنظرية النص وهذا معناه ان الآية كانوا يعرفون معناها او لا يعرفون؟ نعم
كانوا يعرفون معناها ولكن لم تدل عندهم على نظرية الشورى في الإمامة
السياسية، لم يحتج بها احد والا لو كانت دالة لما خالفوا القرآن الكريم، هم
قالوا لنا بانه اعرضوا كلامنا على كتاب ربنا فما وافق فخذوه وما خالف
فاضربوا به عرض الجدار اذن هذه الآية لم يفهم منها احد من مدرسة ائمة اهل
البيت انها دالة على الشورى بالمعنى الإمامة السياسية بالمعنى الذي يوجد
فيه الالزام هذا اولا، وثانيا ان كبار الصحابة ايضا يعني من مدرسة الصحابة
القائلين بنظرية الشورى ايضا لم يفهموا من الآية المباركة ومن قوله وامرهم
شورى بينهم لم يفهموا من الشورى المعنى السياسي لنظرية الشورى بأي دليل؟
الآن شواهدنا التاريخية كثيرة انا اشير الى بعض الشواهد التاريخية في هذا
المجال والشواهد كثيرة جدا اكتفي ببعضها، الجميع يعلم ولم يختلف في هذا
اثنان ان الاول يعني ابا بكر عندما اشتدت به العلة عهد الى عمر بن الخطاب
فامر عثمان ان يكتب عهده وكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما عهد ابو بكر
خليفة رسول الله الى المؤمنين والمسلمين سلام عليهم فاني احمد اليكم الله
اما بعد فاني قد استعملت عليكم عمر بن الخطاب فاسمعوا واطيعوا، هذه نظرية
الشورى! يعني ان الخليفة الاول لو كان يفهم ان الإمامة السياسية بالشورى
بأي حق نصب عمر.

د.سالم جاري: اذن لا طاعة له.

سماحة السيد
كمال الحيدري: لا قيمة له، اذا كانت نظرية الشورى هي النظرية لتعيين
الإمامة والقيادة السياسية في الامة اذن هذا التعيين صحيحا او كان باطلا.

د.سالم جاري: اذا يتعارض مع النظرية.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اذن الخليفة الاول لم يفهم ان الإمامة السياسية
بالشورى وإلا لما قال، هذا يكشف عن انه في مدرسة الصحابة الذي يعد الخليف
الاول من كبار الصحابة في هذه المدرسة اذن لم يكن معتقدا بأن الإمامة
السياسية تنعقد بالشورى وانما تنعقد بفرد واحد بدل انه عيّن شخص واحد.
الشاهد الثاني وانا اتصور واضح عند الجميع ولذا انتم تجدون بأنه عندما دخل
عليه عبد الرحمن بن عوف واعترض على الاول لماذا فعلت لم يعترض عبد الرحمن
بن عوف لانه خالف الآية او لانه لم يعلم وهذا يكشف انه عبد الرحمن بن عوف
لم يفهم من الآية ان إمامة المسلمين السياسية انما تتقوم بالشورى، الشاهد
الآخر هذه شواهد انا بالمقدار الذي يمكن، الشاهد الآخر وهو انه نجد ان
الخليفة الثاني عندما اراد ان ينصب خليفة اوكل الامر الى ستة اشخاص، فاذا
كانت نظرية الشورى هي الحاكمة من أين حق له ان ينصب ستة اشخاص للإمامة حتى
ينتخبوا واحدا.

د.سالم جاري: لا شورى بين الستة اصلا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اذن لو كانت الإمامة السياسية لا تنعقد إلا بالشورى هل
كان من حق الخليفة الثاني ان ينصب ستة وينتخب واحدا من بينهم او كان
مخالفا للنظرية؟ خالف النظرية بشكل واضح وصريح، لذا السيد الشهيد (رحمه
الله) انا بودي ان الاخوة المشاهد الكريم واقعاً هذه المقدمة ولعلها مطبوعة
ايضا بشكل مستقل وهي المقدمة التي كتبها لكتاب تاريخ الإمامية للدكتور عبد
الله فياض هناك رسالة قيّمة عن الإمامة، يقول هذه العبارات وانا بودي ان
اقرأ هذه العبارات وخصوصا ونحن نعيش ذكرى استشهاد هذا المفكر الكبير سيدنا
الشهيد واستاذنا قدس الله نفسه، يقول هذه عباراته، يقول: ان الطريقة التي
مارسها الخليفة الاول والخليفة الثاني للاستخلاف الاول جعلها في شخص
والثاني جعلها في ستة وعدم استنكار المسلمين لتلك الطريقة، لم يعترض احد من
المسلمين يقول له واسلاماه واقرآناه خالفتم القرآن وخالفتم نص القرآن
وامرهم شورى بينهم، يقول وعدم استنكار المسلمين لتلك الطريقة والروح العامة
التي سادت في جلسة السقيفة، ما هي الروح التي جسدت في روح السقيفة يشرحها
السيد الشهيد، يقول التي سادت على منطق الجناحين المتنافسين (يعني
المهاجرين والانصار) من الجيل الطليع للمهاجرين والانصار يوم السقيفة، الآن
لو انت ترجع وتدقق مع الاسف ان الوقت لا يسع ان ندقق يقول انت عندما تدقق
في كل هذه الامور تجد بانه ابو بكر استدل بأنه نحن اولى برسول الله يعني
استدل بالعشيرة والقربى والى غيرها ولذا قال له امير المؤمنين (سلام الله
عليه).

د.سالم جاري: فان كنت بالشورى حججت خصيمهم وان كنت بالقربى فغيرك اولى بالنبي واقرب.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، اذن لو كانت نظرية الشورى هي الحاكمة في عقد
المسلمين وان النبي هو ربى صحابته على نظرية الشورى لماذا لم يستند ابو بكر
الى الآية وامرهم شورى بينهم وهذا يكشف عن انه لا، المنطق الحاكم منطق
القرابة ومنطق العشيرة ثم في المقابل الانصار ايضا ما قالوا لهم بانه انتم
خالفتم وامرهم شورى بينهم وانما قالوا منا امير ومنكم امير فلو كانت شورى
فينبغي ان يحتكموا جميعا الى الشورى، هذا كله يكشف عن ان الاطار العام
السياق العام الروح العامة بتعبير سيدنا الشهيد كلها كانت في اطار ان
الشورى هي التي تعين الإمامة السياسية للمسلمين او لا، يقول لا، ولذا يقول
والاتجاه الواضح الذي بدأ لدى المهاجرين نحو تقرير مبدأ انحصار السلطة بهم
(يعني بالمهاجرين) وعدم مشاركة الانصار في الحكم، اين الشورى هم ارادوا ان
يعزلوا الانصار ويستأثروا بالإمامة السياسية للمهاجرين، والتاكيد على
المبررات الوراثية لا مسألة الشورى التي تجعل من عشيرة النبي اولى العرب
بميراثه واستعداد كثير من الانصار لتقبل فكرة اميرين، اذا كانت هي شورى
لابد ان ننظر الاكثرية ماذا تقول ونعمل الشورى، اما مثل ما الآن في بعض
الدول يقسمون الرئاسة او الحكومة سنة لهذا سنة لهذا، اذن هذا معناه توجد
شورى او لا توجد شورى؟ لا توجد، يقول: واعلان ابي بكر الذي فاز بالخلافة في
ذلك اليوم عن اسفه لعدم السؤال من النبي عن صاحب الامر بعده، اذا كان
الامر شورى لماذا يأسف ابو بكر انه لم يسأل رسول الله فالقرآن صريح وامرهم
شورى بينهم لماذا يأسف انه لم يسأل! كل هذه الشواهد وعشرات الشواهد الاخرى،
فاريد ان اقول ان الذهنية العامة ان الرؤية العامة ان التربية التي كانت
تحكم جيل الصحابة الاوائل من المهاجرين والانصار لم يكن هناك اي اثر لفكرة
الشورى بالمعنى السياسي لها وبمعنى الإمامة السياسية التي تلزم الامة، يعني
واقعا هنا انا اقول اتحدى احد ان يأتي بنص صحيح مقبول من قبل الطرفين، ليس
انه يقول قال البخاري هذا البخاري يقول، انتم تقبلون البخاري نحن لا نقبل
البخاري، بنص صحيح يقبل من قبل الطرفين يعني من قبل المدرستين يقول ان رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فسر الشورى بالمعنى السياسي ليس الشورى بالمعنى
اللغوي، الشورى بالمعنى اللغوي نعم امر ما خاب من استشار، ما خاب من
استشار ما معناه يعني اذا شار عليك شيء يجب الالتزام به؟ ابدا، انت حر من
بعد ذلك فاذا عزمت فتوكل تستطيع ان تعمل وتستطيع ان لا تعمل، نحن الآن
حديثنا في المشورة السياسية في الشورى السياسية يعني التي تلزم الامة
بمقتضاها وعندنا شاهد اخير انا بودي وان كان هناك ابحاث مفصلة في هذا
المجال انه نجد بانه اساسا النبي (صلى الله عليه وآله) اذا كان بصدد اثبات
نظرية الشورى لتعيين الإمامة السياسية في الامة ألا كان ينبغي ان يعين لنا
ما هي شرائط الإمامة ما هي موانع الإمامة، ما هي شرائط المنتخِب ما هي
شرائط المنتخَب هل الإمامة تنعقد بأكثرية الموجودين او النص باضافة واحد،
الاكثرية المطلقة او الاكثرية النسبية او بثلثي الآراء لانه هم يريدون
يفسرون الإمامة السياسية او يعطون لها المشروعية من خلال انتخاب الامة من
خلال اهل الحل والعقد في الامة فما هي شرائط اهل الحل والعقد بينه او لم
يبينه؟ لم يبينه لا يوجد نص واحد يبين لنا ما هي الشرائط ولذا اذا تتذكرون
نحن في اول هذه الابحاث قلنا اختلفوا بعضهم قال ان الإمامة تنعقد بشخص
بعضهم قال تنعقد بشخصين بعضهم قال تحتاج الى اربعة اختلفوا في شرائط
المنتخِب في شرائط المنتخَب في .. الى ما شاء الله، هذا يكشف عن ان هذه
المسألة لو كانت هي النظرية القرآنية (يعني مسألة الشورى بالمعنى السياسي)
لو كانت هي النظرية التي اعتمدها القرآن لتعيين الإمامة السياسية في الامة
لاوضحها وفصّل فيها الكلام وحيث انه لم يبين كما يقال في المنطق قياس
الاستثناء وحيث انه لم يبين كذلك اذن فالمقدم مثله.

د.سالم جاري: وانه لم ينكر احد على بني امية انهم اين الشورى.

سماحة
السيد كمال الحيدري: ابدا، ولا على بني العباس ولا على بني امية اساسا،
الذهنية العامة كانت ذهنية النص لا ذهنية الشورى ولذا تجدون بأنه عندما
صارت وراثية عضوض اي ايضا لم يعترض عليها احد من المسلمين ولم يستدل احد
بأنه هذا مخالف لنص القرآن الذي قال وامرهم شورى بينهم.

د.سالم جاري: احسنتم كثيرا، اذن الامر يفضح بعضه بعضا.

سماحة السيد كمال الحيدري: واقعا هو يفضح بعضه بعضا.

د.سالم جاري: احسنتم كثيرا سماحة السيد. مشاهدينا الكرام نستقبل اتصالاتكم، سماحة السيد معنا الاخت جنان من العراق، تفضلوا اخت جنان.

المتصلة الاخت جنان من العراق: ...

د.سالم جاري: الظاهر ان الاتصال قد قطع اذن قطع الاتصال سماحة السيد.

سماحة
السيد كمال الحيدري: اذا تسمح لي انا اكمل حديثي، الآن قلنا اذن الآية
المباركة لم تتحدث عن الشورى بالمعنى السياسي وانما تحدثت عن الشورى
بالمعنى اللغوي.

د.سالم جاري: مشاركة رجال في عقولهم كما قال الإمام علي (عليه السلام).

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، اما انه اذا حصل التشاور الملزم للامة هذا لا
يخرج من الآية لا لغويا ولا يوجد هناك لا شاهد تاريخي.

د.سالم جاري: ولم يقل به عاقل اصلا.

سماحة
السيد كمال الحيدري: احسنتم، بل نجد الذهنية العامة من الصحابة الاوائل من
المدرستين لم يؤمن بنظرية الشورى بالمعنى السياسي لها، فالآن كما يقولون
في الابحاث العلمية لو تنزلنا وقلنا ان الآية المباركة تكلمت عن الشورى
بالمعنى السياسي ومع ذلك نقول ان الإمامة السياسية لا علاقة لها بنظرية
الشورى، كيف، التفتوا جيدا، الآية المباركة قالت { وَأَمْرُهُمْ شُورَى
بَيْنَهُمْ } امر من؟ امر الناس، يعني ما يرتبط بامرهم ما يرتبط بشؤونهم ما
يرتبط بالامور المتعلقة بهم اذا ارادوا فليتشاورا ويجعلوا احدا عليهم،
السؤال ان الإمامة السياسية في الامة هل هي من امرهم لو من امر لله؟

د.سالم جاري: من امر الله.

سماحة السيد كمال الحيدري: اذن لا علاقة بالآية بها.

د.سالم جاري: احسنتم، يهدون بأمرنا، سماحة السيد معنا اتصالان عذرا واعود اليكم معنا الاخ احمد من العراق تفضلوا.

المتصل الاخ احمد من العراق: السلام عليكم.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ احمد من العراق: تحياتي للسيد كمال الحيدري، السلام عليكم سيدنا.

سماحة السيد كمال الحيدري: وعليكم السلام ورحمة الله.

المتصل
الاخ احمد من العراق: عندي سؤالين بالنسبة للسيد السؤال الاول بخصوص متى
يأتي الى العراق، والسؤال الثاني معنى الشورى العام هل يدل على عدم الشورى
بالإمامة السياسية؟ وشكرا.

د.سالم جاري: جيد وصلت الفكرة، معنا الاخ حامل اللواء الشريف من تونس تفضلوا.

المتصل الاخ حامل اللواء الشريف من تونس: السلام عليكم وعلى ضيفكم الكريم آية الله العظمى سماحة السيد كمال الحيدري.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل الاخ حامل اللواء الشريف من تونس: في الحقيقة اشكركم واسمحوا لي بهذه الابيات على إمامة الإمام علي (عليه السلام)

ان الإمام علي ايها الامم ...

د.سالم جاري: حياكم الله، شكراً للاخ حامل اللواء بارك الله فيه، مع الاخ حسين من السعودية تفضلوا.

المتصل الاخ حسين من السعودية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم/سماحة السيد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

المتصل
الاخ حسين من السعودية: اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
المكرمين المعصومين، السلام على سيدنا واشياخنا الافاضل من شيعة آل البيت،
بالنسبة للآية يقول شاورهم في الامر نفس الآية التي يقول شاورهم في الامر
اذا عزمت فتوكل على الله والتي هي نفس الآية التي يقول { قَالَتِ
الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا
}.

د.سالم جاري: احسنتم حياكم الله، شكراً للاخ حسين من السعودية، واصلوا الحديث سماحة السيد.

سماحة
السيد كمال الحيدري: انا اريد ان ابين هذه النقطة كما اشرت اليها وهي انه
الآية المباركة هنا قالت لنا { وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } يعني حتى
لو قبلنا ان المراد من الشورى في الآية الشورى بالمعنى السياسي والاصطلاح
السياسي الذي فيه الالزام والانتخاب والاكثرية والاقلية وغيرها لو سلمنا،
نسأل هذا السؤال وهو ان الإمامة هل هي امر من امور الناس ام انها امر وعهد
من امور وعهود الله؟ صريح القرآن الكريم يقول ان الإمامة ليست هي من اموركم
بل هي مرتبطة بالله (سبحانه وتعالى) فاذن افترضوا انه في اموركم الشورى
صحيح ولكن الإمامة ليست من اموركم وانما هي من امر الله لان الآية قالت {
لَا يَنَالُ عَهْدِي } يعني ان الإمامة امركم لو امري؟ امر الله، فاذا كانت
امر الله اذن الآية شاملة لها او غير شاملة لها، خارجة تخصصا، يعني انتم
اذا اردتم ان تبنوا الشوارع فيما بينكم افترضوا مجالس البلديات في مثل هذه
الازمنة، مجالس البلديات نعم فلتكن انتخابات واقلية واكثرية واكثرية نسبية
واقلية مطلقة الى آخر هذه الاصطلاحات التي ما انزل الله بها من سلطان لو
سلمنا هذه هذه في اموركم اما فيما يتعلق بالإمامة السياسية في الامة فلا
تكون بالانتخاب ولا تكون بالشورى ولا تكون باهل الحل والعقد حتى لو اجمعت
الامة ليس انه حصلت فيها الاكثرية، نعم السؤال جيد من العراق وهو انه اي
إمامة سياسية لا تنعقد بانتخاب الامة وبانتخاب الشعب الآن نجد مثلا في بعض
البلدان كالعراق مثلا هناك انتخابات وتعين فيها القيادة السياسية الناس
ينتخبون اعضاء مجلس النواب واعضاء مجلس النواب بعنوان انهم مفوضون من قبل
الامة او المجتمع او الشعب او وكلاء عنهم فينتخبون فهل انه هذه الإمامة؟
الجواب ان هذه الإمامة السياسية التي توجد من خلال انتخاب الشعب هذه إمامة
مشروعيتها بشرية ونحن نتكلم في الإمامة السياسية التي مشروعيتها الهية
ودينية، نحن حديثنا الآن في الإمامة السياسية التي مشروعيتها من قبل الله
(سبحانه وتعالى) هذه الإمامة تحتاج الى جعل ونصب من الله اما فيما بين
الناس يريدون ان ينصبون على انفسهم إماما او لا ينصبوا هم احرار ولكن هذه
الإمامة السياسية لا طاعتها طاعة الله ولا مخالفتها مخالفة الله وانما
مرتبطة بالقوانين والدساتير الذي يضعونه لانفسهم وهم احرار ان يلتزموا او
لا يلتزموا بعبارة اخرى هو عهد بين الناس وبين القائد السياسي فاما عقد
لازم اما عقد جائز يستطيعون الخروج عليه لا يستطيعون الخروج عليه هذه ابحاث
اخرى في علم الاجتماع السياسي الآن لا اريد ان ادخل فيها، اذن حديثي الآن
في الإمامة السياسية الدينية التي مشروعيتها مشروعية الهية هذه تحتاج الى
جعل من الله (سبحانه وتعالى).

د.سالم جاري: احسنتم شكراً لكم سماحة
السيد، اذن في الحلقة القادمة نواصل الحديث معكم، مشاهدينا الكرام اذن
انتهى وقت البرنامج اشكركم شكراً جزيلاً واشكر باسمكم سماحة آية الله سماحة
السيد كمال الحيدري، الى اللقاء في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاتــه...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الاول)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الثاني)
» الإمامة السياسية بين النص والشورى(القسم الثالث)
» شرائط الإمامة القرآنية القسم الاول
» شروط الإمامة القرآنية القسم الثاني
» الدور الوجودي لمقام الإمامة في القرآن الكريم القسم الثاني

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: السيد كمال الحيدري-
انتقل الى: