إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديدة[المشي الى قبر الحسين عليه السلام]

إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ..
لقد وضع ائمة آل البيت اسساً متينة لاحياء امرهم وهذه الاسس لها ارتباطات عقائدية وفكرية ، بل لها ارتباط حتى بتكوين الانسان وقد جعلوا هذه الاسس بمثابة اصول علينا التفرع بها كما قالوا عليهم السلام علينا القاء الاصول وعليكم التفرع .. وعلى هذا الاساس اردنا ان نوقف الاخوة والاخوات على بعض هذه الاسس والاصول التي وضعها ائمة آل البيت عليهم السلام لكي نستفيد جميعاً من هدي آل البيت عليهم السلام علماً اننا سنتعامل مع كل ما سنذكره بأختصار شديد جداً على شكل رؤوس نقاط مهمة وعلى من اراد التفاصيل الرجوع الى كتب التي ذكرت احاديث آل البيت في هذا المجال ..

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ...
بعدما تكلمنا في البحثين السابقين عن البكاء على الحسين وحضور مجالسه عليه السلام وطرحنا ذلك بصورة جديدة كما وعدنا القاريء بذلك ،سنكمل بحثنا بطرح الموضوع الثالث وهو:
(3) المشي الى قبر الحسين عليه السلام:
والمشي الى قبر الحسين هو ليس فقط تعظيم للمزور والاشادة بفضله وانما يتعدى الامر ذلك الى مسألة مهمة للغاية طرحها القرآن الكريم وهي عبارة عن انزال الامور النظرية للواقع لتكون معبرة اكثر ومقربة للنفوس ايضاً اكثر، والشواهد على ذلك كثيرة في القران الكريم ومنها على سبيل المثال للحصر ما فعله ابراهيم عليه السلام حينما خرج البابليون في عيد لهم وتركوا اصنامهم فجاءها ابراهيم وكسرها وابقى كبيرها ووضع الفأس الذي كسر به هذه الاصنام في رأسه، ولما رجعوا الى اصنامهم وجدوها بحالة يرثها لها ولم يبقى منها الا الصنم الكبير والفأس في رأسه، فعرفوا ان ابراهيم فعل ذلك لانه لا يوجد في مدينتهم من يكره الالهة ويبين زيفها غير ابراهيم، فجاءوا به الى النمرود فقالوا له انت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم قال: بل فعله كبيرهم فسألوهم ان كانوا ينطقون.
وبذلك انزل ما كان يوصله اليهم من خلال النظر والكلام الى الواقع وبه استطاع ان يحرك عقول بعضهم واوصلهم الى نتيجة هم اعترفوا بها بأن الاصنام لا تنطق ولا تعقل ولا ترى ولا تسمع فكيف تسأل وكيف تجيب، وكان بإمكان ابراهيم ان يقول لهم ذلك وقد قال لهم ذلك، لكن ما فعله هو اقرب للنفس من غيره، وهو يدعوا للتأمل اكثر من الكلام وقبل ذلك ذكر الله قصة قابيل لما قتل هابيل واحتار اين يذهب به فأرسل الله له غرابين وهما علماه بصورة عملية كيف يدفن اخاه مع ان الله قادر على كل شي وبإمكان القادر على كل شيء ان يلهمه بذلك بقدرته.
وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ايضاً حينما نزل في ارض جرداء وقال لاصحابه اجمعوا لنا العشب فقالوا له يارسول الله انها ارض جرداء قال اجمعوا ما تستطيعون جمعه فجمعوا صغار العشب وبجتماعه صار كثيراً وكبيرا فقالوا لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (هكذا تجتمع الصغائر فتكون كبائر ) وكان بإمكان رسول الله ان يشرح لهم ذلك من دون ان يأمرهم بفعل ذلك، ولكنه علم بأن ما فعله اقرب للواقع من غيره وبما انه اقرب للواقع من غيره فهو اقرب للنفس من غيره، وهذا ايضاً ما فعله علي امير المؤمنين عليه السلام حينما طلب منه اخوه عقيل ان يعطيه شيء من بيت المال اضافياً عما يعطيه الامام فحمى الامام حديداً وادناه منه ولما صاح عقيل تكلم الامام وكان بإمكان سيد الحكمة والبلاغة ان يشرح له مخاطر ذلك من دون هذه العملية التمثيلية ،لكن تأثيرها اقوى من تمثيل غيره، وهذا ايضاً ما فعله الامامان الحسن والحسين عليهما السلام حينما رأوا شيخاً يتوضاً الخطأ فتوضا امامه وقالا له أي الوضوئين احسن فعرف الشيخ خطئه من خلال فعلهما لا قولهما.
وهذا ما فعله الامام زين العابدين عليه السلام في قضية كربلاء بالتحديد حيث دخل مرة الى سوق القصابين وسمعهم يقولو احدهم للآخر هل سقيت الكبش ماءاً فقال لهم: انتم معاشر القصابين لا تذبحون الكبش حتى تسقونه الماء، قالوا بلى فقال: حتى الكبش لا يذبح حتى يسقى الماء وابن رسول الله يقتل عطشانا، ومحل الشاهد ان الامام سألهم وهو يعلم ان سقي الكبش قبل الذبح مستحب شرعاً، لكنه اراد ان يطرح كربلاء بطريقة عملية.
وهذا الدرس نستفيده من المشي للامام الحسين عليه السلام حيث عبارة عن درس عملي لمواساة آل الله ومعرفة المصاعب التي تحملوها من اجله ومواساتهم في ذلك ،وتعلم تحمل الشدائد من اجل الله تبارك وتعالى ....
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين ..
زمان الحسناوي