إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديد

إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام بنظرة جديد
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ..
لقد وضع ائمة آل البيت اسساً متينة لاحياء امرهم وهذه الاسس لها ارتباطات عقائدية وفكرية ، بل لها ارتباط حتى بتكوين الانسان وقد جعلوا هذه الاسس بمثابة اصول علينا التفرع بها كما قالوا عليهم السلام علينا القاء الاصول وعليكم التفرع .. وعلى هذا الاساس اردنا ان نوقف الاخوة والاخوات على بعض هذه الاسس والاصول التي وضعها ائمة آل البيت عليهم السلام لكي نستفيد جميعاً من هدي آل البيت عليهم السلام علماً اننا سنتعامل مع كل ما سنذكره بأختصار شديد جداً على شكل رؤوس نقاط مهمة وعلى من اراد التفاصيل الرجوع الى كتب التي ذكرت احاديث آل البيت في هذا المجال ..

(1) البكاء على مصائبهم :
البكاء مدحه القرآن الكريم في عدت اماكن(اذا لله فيه رضا طبعاً) ومن المواضع التي مدح فيها البكاء(سورة المائدة(83-83)، التوبة(91-92)، الاسراء(107-109)، مريم(58)، واخيراً سورة يوسف التي ذكرت ان يعقوب بكى على ولده الحي الى درجة ان ذهب بصره فقال عز من قائل(فبيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) علماً ان الله جعل الانبياء قدوة واسوة وللعاقل ان يحكم .
روايات مدح البكاء اذا كان على مصائبهم عليهم السلام وصلت الى ما يقارب 500 رواية على اقل تقدير ، علماً بأن علماء الرجال يقولون اذا وردت ثلاث روايات بنفس الالفاظ والمضمون على امر ما فيعتبر متواتراً فما بالك اذا بلغ الامر الى 500 رواية على اقل تقدير ، ثم ان النبي بكى عمه حمزة وبكى ابن عمه جعفر وبكى ولده ابراهيم وبكى ولده الحسين ايضاً ، وكل ذلك مذكور في كتب الخاص والعام ومن اراد الاطلاع على المصادر مفصلةً ومسندةً بالجزء والصفحة فاليرجع الى كتاب سيرتنا وسنتنا للعلامة الاميني رحمه الله .
بعض الذين يعترضون على بكائنا يقولون لم هذا الحزن القاتل اما تعلمون ان اكثر دول العالم الآن تسعى جاهدة للترفيه عن ابناء شعبها وانتم تسعون لابكاء الناس وادخالهم في دوامة حزن وجوابنا بكل بساطة اننا نبكي لا لنحزن وانما نبكي لنفرح وهذا موجود في كل الروايات التي مدحت بكائنا على مظلومية سادتنا فكل رواياتنا قالت من بكى وابكى على الحسين فله الجنة والجنة فرح وليس حزن ، وهذا سرّ عميق لا يعرفه الا من نور الله قلبه بالايمان .
نحن لا ننظر الى البكاء على انه بكاء فقط ، وانما ننظر للبكاء بنظرة عميقة للغاية ، والدليل على ذلك حادثة نبوية معروفة ومذكورة في كتب كل المسلمين وهي ان صحابة النبي جاؤوا للنبي من بعد غزوة غزوها فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اهلاً بقوم قضوا الجهاد الاصغر وبقي عليهم الجهاد الاكبر قيل له يا رسول الله ما الجهاد الاكبر فقال: جهاد النفس ، علماً بأن سلاح الجهاد الاصغر هو السيف كما قال صلى الله عليه وآله وسلم فما هو سلاح الجهاد الاكبر، والذي هو اهم بنظر رسول الله لذلك سماه الاكبر وسمى القتال الاصغر ، ثم هل من المعقول ان يكون للاصغر سلاح ولا يكون للاكبر سلاح ، وحينما نرجع الى تراث آل البيت نجد انهم جعلوا البكاء سلاح الجهاد الاكبر وهذا ما ورد في دعاء كميل(وسلاحه البكاء) وايضاً ورد في دعاء ابي حمزة الثمالي (واعني بالبكاء على نفسي).
واكثر من كل ذلك فالبكاء في نظرنا يشكل وثيقة ادانة للظالمين في كل زمان ومكان وشاهدنا على ذلك ما فعلته الصديقة الطاهرة المعصومة المظلومة فاطمة ام ابيها حينما سلب منها ارثها وصودرت املاكها واخذت خلافة بعلها ، واحرقوا عليها دارها ، وانتهكوا حرمتها ، واشعلوا النار في بابها ، ما كان لها الا ان قابلتهم بالبكاء وانتصرت به عليهم وما كان منهم الا ان جاؤوا الى علي خائفين مذعورين من بكاء فاطمة قائلين للامام قل لفاطمة الا ان تبكي ليلاً او نهاراً ، فقد آذتنا من كثرة بكائها .
اخيراً من بعد كل ما ذكرنا للعاقل ان يفسر الاصل الاول الذي جعله الائمة كأساس لاحياء امرهم وان يستخرج اسراره وان يعرف عظمة آل البيت من خلاله ..
وفقنا الله واياكم لمعرفة كل ذلك وجعلنا واياكم من الباكين على مصاب الحسين والائمة المعصومين الطاهرين ..