نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وفاء عجيب لكلب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


وفاء عجيب لكلب  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

وفاء عجيب لكلب  Empty
مُساهمةموضوع: وفاء عجيب لكلب    وفاء عجيب لكلب  Emptyالأحد سبتمبر 04, 2011 3:54 am

وفاء عجيب لكلب



"الشيخ سهام الدين نواب" نقل لي عن والده عن جده العالم الكبير المرحوم "الشيخ أكبر نواب" أنه قال:

ذهبت يوم عيد الأضحى للقاء "معتمد الدولة فرهاد ميرزا" (محافظ محافظة فارس) فنقل لي بالمناسبة أنه كان يعرف السفير البريطاني في طهران، فذهب للقائه وأراد السفير أن يؤنس "معتمد الدولة" فأحضر مجموعة صوره وكانت تحوي الكثير من الصور، وطالعني إياها، وبينما هو يريني الصور الواحدة تلو الأخرى إذ به يرى صورة ويجهش بالبكاء، وتتغير حاله، فنظرت في الصورة فإذا هي صورة كلب، فتعجبت أكثر لبكائه عند رؤية صورة الكلب، فسألته عن سبب بكائه فقال لي: لم يكن كلباً عادياً ولي معه ذكرى عجيبة:



عندما كنت في لندن خرجت يوماً منها إلى مسافة عدة كيلومترات لغرض تأدية مهمة كلفت بها، وعند خروجي من المنزل اصطحب معي محفظة فيها مستندات وأوراق حكومية مهمة، ومبلغاً من المال، فالتحق بي هذا الكلب، ولم يعد رغم محاولتي إعادته إلى أن بلغت خارج المدينة وخلدت إلى ظل شجرة استرحت تحتها، وتناولت شيئاً من الطعام الذي كان معي، ثم نهضت لأكمل سيري، فوقف الكلب أمامي ولم يدعني أذهب وحاولت معه عدة مرات لكنه لم يدعني أترك مكاني، فغضبت منه وجردت سلاحي الذي كان معي وأطلقت عليه عدة رصاصات، فوقع على الأرض وذهبت بحرية عنه.



وبعد طي مسافة كبيرة التفتت إلى أن محفظتي ليست معي، وإني تركتها تحت الشجرة، فتأثرت كثيراً لأنها كانت تشكل لي مسؤولية كبيرة، علاوة على فقدان المال، وخشيت أن يكون قد أخذها أحد، فعدت مسرعاً وعلمت أن الكلب العاجز عن النطق كان يعلم أني نسيت محفظتي، ولهذا منعني من مغادرة المكان.



وعندما بلغت الشجرة لم أجد المحفظة، فزاد تأثري وفكرت أن أبحث عن الكلب لأرى حاله، وما ألم به من رصاصاتي، فلم أره هناك، فسرت أتابع آثار دمه إلى أن وصلت إلى حفرة بعيدة عن الطريق، فوجدته قد سقط ومات، وما زال يمسك بالمحفظة بأسنانه.



فعلمت أنه بعد إطلاق النار عليه يئس مني، فأراد إبعاد المحفظة عن طريق العابرين، فابتعد بها بما أوتي من قوة حتى سقط ومات، ألا يستحق مثل هذا الكلب أن أبكي عليه، وأن أندم لتصرفي ذاك معه أمام إحسانه لي.



على أهل الإيمان أن يسعوا لئلا يكون وفاؤهم أقل من وفاء الكلب، إن من المؤسف أن يتجاهل البعض الإحسان والنعم الإلهية اللامتناهية عندما تصيبه أية مصيبة (رغم أن المصيبة في حقيقتها نعمة).



الجدير بالقول هنا أن بين أهل الإيمان هناك أشخاص أوفياء، ثبتت أقدامهم في حياتهم على مناصرة الحق، وقد ذكرت الكتب أسماء وأحوال بعضهم، ولا يسعنا نقل كل ذلك في هذا الكتيب، وكان أعلاهم وأشدهم وفاءً أصحاب سيد الشهداء (ع)، كما قال: لا أعرف أصحاباً أفضل وأوفى من أصحابي، ولا أهلاً وأوصل ولا أفضل من أهلي وقرابتي.



ويظهر هذا المعنى من خلال التأمل في حال اصحابه (ع) ومقايستهم بحال أصحاب سائر أئمة الدين والهدى، ويمكنك الرجوع إلى كتاب "نفس المهموم" وسائر كتب سرد واقعة كربلاء.



المحير في هذه القصة والباعث على العبرة منها هو وفاء ذلك الكلب في حفظه لمال صاحبه، رغم قساوة صاحبه عليه، بل إظهار أشد العداء له وإطلاق الرصاص عليه، وقتله في مقابل محبة الكلب له، حيث أن منعه له من السير كان بهدف المحافظة على ماله ليعود ويأخذ محفظته.



أيها القارئ العزيز!.. يمكنك هنا المقايسة بين حال هذا الكلب وتصرفه، مع حال وتصرف البشر الذي يعد نفسه أشرف المخلوقات، فمثلاً الابن الذي تلقى لسنوات متمادية التربية والمحبة والنعم والإحسان من والديه، تراه كلما غضب منهم (وغضبه منهم لخير أرادوه له أو تأديباً له) نسي إحسانهم اللامتناهي، وأظهر لوالديه العداء وآذاهم، مع أن إحسان صاحب الكلب لذلك الكلب لا يعادل قطرة من بحر إحسان الآباء والأمهات لأولادهم، ألا يدعو ذلك البشر للخجل من حالهم؟..



وحال البشر في نكران الجميل، والحق هو كما قالوا: إذا أردت أن تتخذ لك عدواً فأحسن واقطع، فما أن تقطع إحسانك الذي ابتدأته به عنه، ورأى إنقطاع إحسانك الذي كان يتوقعه يصبح عدوا لك.. هذا هو حال البشر تجاه البشر الذي يحسن إليه.



أما حاله تجاه المنعم الحقيقي والإحسان السرمدي، فإنه ما أن يتحرك غضبه ويبتلي بشيء من البلاء كالضرر المالي، أو الإصابة الجسدية أو موت أحد الأقارب، حتى يتناسى جميع النعم الإلهية اللامتناهية، ولا يرضى قلبياً بقضاء الله وقدره، بل يغضب بل وفي بعض الأحيان يظهر ذلك على لسانه ويتلفظ بكلمات مثل: "إلهي!.. ماذا فعلت لأبتلي هكذا"؟.. "لم أعطيت ذاك من النعم وحرمتني منها" ومثل هذه العبارات.. في حين أن أكثر بلاياه تقع بسبب سوء تدبيره واختياره هو، وينسبها إلى الله خطأ.



ثم أن كثيراً من البلايا الظاهرية هي رحمة باطنية وخفية، يمنّ الله بها على الإنسان، ولو علم الإنسان بذلك لسر بها ولشكره عليها، وكم من بلاء صغير هيناً منع بلاءً كبيراً صعباً، وإذا ما عالج الإنسان البلاء بالصبر كان كفارة لذنوبه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وفاء عجيب لكلب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» وفاء قبل الرئاسة وبعدها
» كتاب الاسرار الخفيه في القراءات الفلكيه وفاء الزين
»  سر عجيب من القرآن الكريم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: قصص علماء الدين-
انتقل الى: