بذرة نافذة ونافعة

بذرة نافذة ونافعة

حكم الهند سنة (910 هـ تقريباً) حاكم عُرف بشدة معاداته لمذهب أهل البيت (ع)، واسمه (إبراهيم عادل شاه).. وكان له ابن اسمه علي يدرس عند عالمين جليلين، اسمهما الخواجة عناية الله الشيرازي، والملا فتح الله الشيرازي - يخفيان تشيعهما - وقد بذلا جهداً كبيراً في تربية هذا الابن، وغرسا في قلبه حب أهل البيت حتى اهتدى إلى التشيع.



علم الشاه بذلك، فألقى القبض على العالمين وأعدمهما فوراً، ثم أبعد ابنه علي إلى قلعة (مرج) وجعل عليه الحرس والعيون، ولما مرض الشاه وأشرف على الوفاة، أراد أن يعهد بولاية الأمر لابنه الأصغر واسمه (طهماسب)، ولكنه اكتشف في الدقائق الأخيرة أنه هو الآخر يوالي أهل البيت أيضاً، فمات الشاه وجاء ولده المنفي (علي) وأصبح حاكماً، ينشر التشيع في البلاد، وأمر بشهادة الولاية لعلي بن أبي طالب في الأذان.



قُتل هذا الحاكم الشيعي سنة (974 هـ) فاعتلى ولده إبراهيم السلطة على طريقة أبيه ينشر معالم التشيع، إلى أن جاءت هجمة (المغول) فانتهت دولته في (دهلي). تاريخ الشيعة/ص235



أقول: رغم أن الشهادة بولاية الإمام علي (ع) ليست جزءاً لفقرات الأذان، باتفاق جميع الفقهاء عندنا إلا أنها شعار يدل على وجود التشيع في البقعة التي يعلن ساكنوها الشهادة في أذانهم، وإذا كنا مقتنعين أن للشيعة في طول التاريخ أعداء أرادوا إلغاءه من الوجود، فإن كل شعار يمنع تحقيق إرادة الأعداء يكون مصداقاً للآية الكريمة: {ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}.. فهل ينتبه بعض لمؤامرات الحذف؟..