نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مسألة (5)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


مسألة (5) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

مسألة (5) Empty
مُساهمةموضوع: مسألة (5)   مسألة (5) Emptyالجمعة مايو 13, 2011 12:40 am

مسألة (5) : الإجتهاد هو ملكة الإستنباط أو القدرة الراسخة على معرفة جميع الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية سواء مارس ذلك أم لا ، والأعلمية هي صفة من كان أقوى في الملكة وأدق في النظر والإستدلال ولا دخل لسعة الإطّلاع على المصادر في ذلك .

الشرح

هنا مباحث مهمة لا بأس بالتعرض لها بشيء من التفصيل :

تعريف الاجتهاد

الإجتهاد لغة : مأخوذ من الجَهد ، بفتح الجيم ، وضمها الجُهد ، وهو استفراغ الوسع في تحصيل ما فيه كلفة ومشقة ، يقال: اجتهد في حمل الصخرة ، ولا يقال : اجتهد في حمل النواة لعدم المشقة في حملها.
والاجتهاد اصطلاحا: استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية ، وبعبارة أخرى : هو بذل الفقيه وسعه في استنباط حكم شرعي عملي، من دليله التفصيلي الشرعي، على وجه يحس من نفسه العجز عن المزيد.

ملكة الإستنباط

وهي القدرة التامة على إستنباط الأحكام بشكل عادي أي عن طريق الإكتساب العلمي أي بالعلم النظري الآتي من كثرة الممارسة ومن تعلّم العلوم حتى أصبحت تلك القدرة حالاً من أحوال ذلك الشخص لا تزول عنه بسهولة إلاّ بأسباب قاهرة كالجنون أو النسيان أو الخرف بها يستطيع صاحبها الاستنباط منالكتاب الحكيم والسنّة الشريفة، وسعة الإطلاع من أسباب قوة الاستنباط، وهو فيالمجموع نور يقذفه الله في قلب من يشاء من عباده الذين يجدّون في هذا الطريق بإخلاصٍ كملكة الصدق عند الصادق وملكة الكذب عند الكاذب ونحوها ، والمراد من الملكة هنا هي ملكة التحصيل بمعنى أن يكون عنده من الشرائط والمآخذ والضوابط ما يكفي في ذلك الإستنباط ، فعلم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) والملائكة بتلك الأحكام لا يسمى به فقيهاً فضلاً عن الله سبحانه وتعالى، فانها خارجة عن التعريف بالملكة لأنها بالكسب والنظر، فالفقاهة لا تحصل لهم عن طريق الملكات والإكتساب بل هي علم حضوري إما ذاتي كما في لله سبحانه وتعالى أو كشفي وحياً كما في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان أم إلهاماً كما في الأئمة (صلوات الله على الجميع) ، فالملكة هي التهيئ لما يكفيه من إستعلامها إذا رجع اليها مهما تمادى الزمان وكثُرت مواطن الأحكام .

الإستنباط

في اللغة هو الاستخراج بعد الخفاء ، وهو على صيغة (استفعل) ، وتأتي في العربية لمعانٍ عدةٍ ، وهي هنا تعني طلب الشئ.
وفي الإصطلاح ، استخراج ما خفي من الدليل بطريق خفي ، وتخريج الفروع على الأصول وأُخذ من طلب الماء في الأماكن الشاقة ، ووجه المناسبة هي أنه لما كان الشئ المطلوب هو الماء (النَبَط) فطلبه إذن هو (الاستنباط) فقد شبّهوا الفقه مثل استخراج الماء من البئر أو إستخراج الماء من غور الأرض ، فكلاهما يكون بمشقةٍ ، وكلاهما يعيش به الإنسان، وكلاهما ينقي بهما الإنسان المتسخ من الأشياء .. معاملات أو مواد ، فتشبيه الاجتهاد باستنباط الماء من البئر في غاية البراعة .
وأما الإستدلال : فهو طلب الدليل ، وتهذيبه والنظر في مدى صلاحيته وحدود تطبيقه .

الأحكام الشرعية

نقصد بها الأحكام الفقهية وتسمى أيضاً الأحكام العملية وهي أحكام ظاهرية تتعلق بأعمال العباد وتصرفاتهم من عبادات، ومعاملات، ولا تنحصر في عدد معين وليست مضبوطة بل تتزايد وتتكثّر بتعاقب الحوادث الفعلية فلا يمكن الإحاطة بها كلها .
وهي الأحكام المأخوذة من الشرع بقسميها التكليفية والوضعية، فتخرج الأحكام المأخوذة من العقل كالعلم : بأن الواحد نصف الإثنين، أو المأخوذة من الحس ، كالعلم : بأن النار محرقة ، أو المأخوذة من الوضع والاصطلاح اللغوي ، كالعلم : بأن الفاعل مرفوع ، والمفعول به منصوب.
وكانت الأوائل من العلماء لقرب العهد من السنة النبوية وعصر التشريع إما مباشرة أو بواسطة الأئمة (عليهم السلام) وسماع الأخبار منهم ومشاهدة الآثار مع قلة الوقائع والاختلافات وسهولة المراجعة إلى الثقات مستغنين عن تدوين الأحكام وترتيبها أبوابا وفصولا وتكثير المسائل فروعا وأصولا إلى أن ظهر اختلاف الآراء والميل إلى البدع والأهواء وكثرت الفتاوى والواقعات ومست الحاجة فيها إلى زيادة نظر والتفات فأخذ أرباب النظر والاستدلال في استنباط الأحكام وبذلوا جهدهم في تحقيق الأحكام العملية الفرعية وأقبلوا على تمهيد أصولها وقوانينها وتلخيص حججها وبراهينها وتدوين المسائل بأدلتها والشبه بأجوبتها وسموا العلم بها فقها . فتخرج الأحكام الاعتقادية كأصول الدين من توحيد وغيره ، وتخرج الأخلاق فإن تعلقهما بالقلوب لا بأعمال الابدان، فهما بنفسيهما فرعيتان .

الأدلة التفصيلية

هي الأدلة والطرق المعلومة تفصيلاً المنصوبة من قِبل الشارع الأقدس للوصول الى أحكام المولى كالكتاب الكريم والسنة الشريفة والإجماع والدليل العقلي وسائر الطرق والأمارات المعتبرة عند الشارع الأقدس .

الترديد بين الملكة والقدرة

إن ترديده (أنار الله برهانه) بقوله (ملكة الإستنباط أو القدرة الراسخة) فيه إشارة علمية الى أن الإجتهاد ليس منحصراً فقط في الملكة كما هو تعبير القدماء بل يمكن أن يكون الشخص مجتهداً عن طريق قدرته الراسخة الآتية من التعلّم والتطبيق والنظر القوي المتين في إعمال وتفعيل القواعد الفقهية والمعايير الإستدلالية وإن لم تكن عنده ملكة آتية من كثرة الممارسة ، فسواءٌ مارس الإستنباط أم لم يمارس ما دامت عنده تلك القدرة على الإستنباط فهو مجتهد ، من فضاكن بشرط أن تكون قدرة راسخة متينة قوية مبنية على ضوابط وقواعد .

الأعلمية

الأعلمية هي الأجودية في فهم الكبريات أصلاً وحدوثاً وتحديداً وسعة وضيقاً وأكثر عمقاً في في إقتناص الصغريات وتفريع الفروع من الأصول ، فالأعلم هو الذي يكون أجود فهماً للأخبار والآثار وأشد إحاطة بمذاق الشارع الأقدس ومن الذين رُزقوا فهم الإشارات في كلامه تبارك وتعالى وكلام أوليائه (صلوات الله عليهم) ، وليست الأعلمية هي كثرة الإستنباط الفعلية للأحكام الشرعية في الأبواب المتعددة أو الإطّلاع على كثرة المصادر وإن كان لها دخل واضح في تحقق الأعلمية إلاّ أنها ليست عينها ، فاذن الأعلمية بهذا المعنى هي ملازِمة للأقربية للواقع بالملازمات البيّنة الواضحة وبها يتم المطلوب، وسيأتي إن شاء الله بيان الدليل عليها عند تعرّض المصنّف (قدس سره) لها . (فاضـل البديـري 16رجب1431هـ)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسألة (5)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسألة (12)
» مسألة (28
» مسألة (13)
» مسألة (29
» مسألة (14)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: العلوم الجليّة :: شرح منهج الصالحين-
انتقل الى: