نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه Empty
مُساهمةموضوع: الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه   الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه Emptyالإثنين يونيو 04, 2012 1:19 pm

الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه مركز آل البيت العالمي


الكرم :
الكرم ضدّ البخل ، وهو :
بذل المال أو الطعام أو أي نفع مشروع عن طيب نفس ، وهو من أشرف السجايا ،
وأعزّ المواهب ، وأخلد المآثر ، وناهيك في فضله أنّ كلّ نفيس جليل يوصف
بالكرم ، ويُعزى إليه .
قال تعالى : ( إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ) الواقعة :( 77 ) ، وقال :
( وَجَاءهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ ) الدخان :( 17 )، وقال : ( وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ) الدخان :( 26 ).
لذلك أشاد أهل البيت ( عليهم السلام ) بالكرم والكرماء ، ونوّهوا عنهما أبلغ تنويه :
قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( شاب سخيّ مرهق في الذنوب ، أحبّ إلى الله من شيخ عابد بخيل ) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : أتى رجل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله أيّ الناس أفضلهم إيماناً ؟ فقال :( أبسطهم كفّاً ) .
وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( السخيّ قريب من الله ، قريب من الناس ، قريب من الجنّة ، والبخيل بعيد من الله ، بعيد من الناس ، قريب من النار )) .
وقال الإمام الباقر ( عليه السلام ) : ( أنفق وأيقن بالخلف من الله ، فإنّه لم يبخل عبد ولا أمة بنفقة فيما يرضي الله ، إلاّ أنفق أضعافها فيما يُسخط الله ) .

محاسن الكرم :

لا يسعد المجتمع ، ولا يتذوّق حلاوة الطمأنينة والسلام ، ومفاهيم الدعة
والرخاء ، إلاّ باستشعار أفراده روح التعاطف والتراحم ، وتجاوبهم في
المشاعر والأحاسيس في سرّاء الحياة وضرّائها ، وبذلك يغدو المجتمع كالبنيان
المرصوص ، يشدّ بعضه بعضاً .
وللتعاطف صور زاهرة ، تشعّ بالجمال والروعة والبهاء ، ولا ريب أنّ أسماها شأناً ، وأكثرها جمالاً وجلالاً ، وأخلدها ذكراً هي : عطف الموسرين وجودهم على البؤساء والمعوزين ، بما يخفّف عنهم آلام الفاقة ولوعة الحرمان .
وبتحقيق هذا المبدأ الإنساني النبيل ( مبدأ التعاطف والتراحم
) يستشعر المعوزون إزاء ذوي العطف عليهم ، والمحسنين إليهم ، مشاعر الصفاء
والوئام والودّ ، ممّا يسعد المجتمع ، ويشيع فيه التجاوب ، والتلاحم
والرخاء .

وبإغفاله يشقى المجتمع ، وتسوده نوازع الحسد ، والحقد ، والبغضاء ، والكيد
، فينفجر عن ثورة عارمة ماحقة ، تزهق النفوس ، وتمحق الأموال ، وتهدّد
الكرامات .

من أجل ذلك دعت الشريعة الإسلامية إلى السخاء، والبذل والعطف على البؤساء
والمحرومين ، واستنكرت على المجتمع أن يراهم يتضورون سُغَباً وحرماناً ،
دون أن يتحسّس بمشاعرهم ، وينبري لنجدتهم وإغاثتهم .
واعتبرت الموسرين القادرين والمتقاعسين عن إسعافهم أبعد الناس عن الإسلام ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم ) .
وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما آمن بي مَن بات شَبْعاناً وجاره جائع ، وما من أهل قرية يبيت فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة ) .

وإنّما حرّض الإسلام أتباعه على الأريحية والسخاء ، ليكونوا مثلاً عالياً
في تعاطفهم ومواساتهم ، ولينعموا بحياة كريمة ، وتعايش سلمي ، ولأنّ الكرم
حمام أمن المجتمع ، وضمان صفائه وازدهاره .

مجالات الكرم :

تتفاوت فضيلة الكرم بتفاوت مواطنه ومجالاته ، فأسمى فضائل الكرم ، وأشرف
بواعثه ومجالاته ، ما كان استجابة لأمر الله تعالى ، وتنفيذاً لشرعه
المُطاع ، وفرائضه المقدّسة ، كالزكاة ، والخمس ، ونحوهما .
وهذا هو مقياس الكرم والسخاء في عرف الشريعة الإسلامية ، كما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ( من أدّى ما افترض الله عليه ، فهو أسخى الناس ) .

وأفضل مصاديق البر والسخاء بعد ذلك ، وأجدرها عيال الرجل وأهل بيته ،
فإنّهم فضلاً عن وجوب الإنفاق عليهم ، وضرورته شرعاً وعرفاً ، أولى
بالمعروف والإحسان ، وأحقّ بالرعاية واللطف .

وقد يشذّ بعض الأفراد عن هذا المبدأ الطبيعي الأصيل ، فيغدقون نوالهم
وسخاءهم على الأباعد والغرباء ، طلباً للسمعة والمباهاة ، ويتّصفون بالشح
والتقتير على أهلهم وعوائلهم ، ممّا يجعلهم في ضنك واحتياج مريرين ، وهم
ألصق الناس بهم وأحناهم عليهم ، وذلك من لؤم النفس ، وغباء الوعي .
لذلك أوصى أهل البيت ( عليهم السلام ) بالعطف على العيال ، والترفيه عنهم بمقتضيات العيش ولوازم الحياة .
قال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( ينبغي للرجل أن يوسع على عياله ، لئلا يتمنّوا موته ) .
وقال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( إنّ عيال الرجل إسراؤه ، فمن أنعم الله عليه نعمةً فليوسّع على أسرائه ، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة ) .
والأرحام بعد هذا وذاك أحقّ الناس بالبر ، وأحراهم بالصلة والنوال لأواصرهم الرحمية ، وتساندهم في الشدائد والأزمات .
ومن
الخطأ الفاضح حرمانهم من تلك العواطف ، وإسباغها على الأباعد والغرباء ،
ويعتبر ذلك ازدراءً صارخاً ، يستثير سخطهم ونفارهم ، ويحرم جافيهم من عطفهم
ومساندتهم .
وهكذا
يجدر بالكريم تقديم الأقرب الأفضل ، من مستحقي الصلة والنوال : كالأصدقاء
والجيران ، وذوي الفضل والصلاح ، فإنّهم أولى بالعطف من غيرهم .

بواعث الكرم :

وتختلف بواعث الكرم ، باختلاف الكرماء ، ودواعي أريحيتهم ، فأسمى البواعث
غاية ، وأحمدها عاقبة ، ما كان في سبيل الله ، وابتغاء رضوانه ، وكسب
مثوبته .
وقد يكون الباعث رغبة في الثناء ، وكسب المحامد والأمجاد ، وهنا يغدو الكريم تاجراً مساوماً بأريحيته وسخائه .
وقد يكون الباعث رغبة في نفع مأمول ، أو رهبة من ضرر مخوف ، يحفّزان على التكرّم والإحسان .
ويلعب الحبُّ دوراً كبيراً في بعث المحبّ وتشجيعه على الأريحية والسخاء ، استمالةً لمحبوبه ، واستداراً واستدراراً لعطفه .

والجدير بالذكر أنّ الكرم لا يجمل وقعه ، ولا تحلو ثماره ، إلاّ إذا تنزّه
عن المنّ ، وصفي من شوائب التسويف والمطل ، وخلا من مظاهر التضخيم
والتنويه ، كما قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( رأيت
المعروف لا يصلح إلاّ بثلاث خصال : تصغيره ، وستره ، وتعجيله ، فإنّك إذا
صغّرته عظّمته عند من تصنعه إليه ، وإذا سترته تمّمته ، وإذا عجّلته هنيته ،
وإن كان غير ذلك محقته ونكدته
) .

المصدر : شبكة الامامين الحسنين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الكرم ومحاسنه ومجالاته وبواعثه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: العلوم الجليّة :: دروس في الأخلاق-
انتقل الى: