نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حسن الظّنّ بالمسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


حسن الظّنّ بالمسلم 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

حسن الظّنّ بالمسلم Empty
مُساهمةموضوع: حسن الظّنّ بالمسلم   حسن الظّنّ بالمسلم Emptyالإثنين يونيو 04, 2012 1:16 pm

حسن الظّنّ بالمسلم السيد سامي الخضرا




من أسباب الفرقة والاختلاف الاجتماعي بين الأفراد والأُسر، تلك الأفكار
الموهومة أو الكاذبة أو المظنونة، التي يتشبَّث بها البعض تجاه البعض الآخر
بدون بيِّنة شرعية أو يقين قاطع.

وتنشأ هذه الحالات نتيجة سوء الظّنّ بالآخرين، ونسبة أمور لهم، يتبيَّن فيما بعد أنَّهم براءٌ منها.‏

من أجل ذلك أكّد الإسلام على مفهوم أصيل ينمّ‏ُ عن حسن السريرة وطهارة
النفس، وطيبة القلب وصفاء الروح، ومسْلك التسامح مع أهل التوحيد وسمَّاه (حسن الظّنّ). و(حسن الظّنّ)
هذا أن تحاول قدر الإمكان إخراج أخيك في الله تعالى من نسبته إلى دائرة
السوء أو حظيرة التهمة، لتجد له تبريراً مرضياً لفعله أو قوله أو موقفه.‏

نماذج عن سوء الظّنّ

وحتى تتوضَّح الصورة، من المفيد ضرب أمثلة متعدِّدة من واقعنا المعاش،
وكيف يُمكنُ للوسواس أن يفتعل سوءً للظن وما هي المحامل الممكنة والكثيرة
التي ينبغي استحضارها:‏

1- الحالة : أن يمرَّ بك في الشارع صديقٌ أو أخٌ فلا يُلقي عليك السلام ولا يُعيرك اهتماماً، بل يمضي في سبيله وكأنَّه لم يراك!‏
الاحتمالات الممكنة :
رُبَّما لم ينتبه إليك فعلاً، وربَّما كان مهموماً أو مسترسلاً أو مشغول
البال أو أفجأه خبرٌ مزعج أو خانه النظر.. أو ألقى إليك السلام ولم
تلتفت..‏

2- الحالة :
جئت في الوقت المحدَّد على موعد مضروب فلم تجد صاحب الموعد في مكتبه أو
متجره أو منزله أو عيادته... فتنسبه إلى التهاون وعدم الاحترام وقلَّة
الوفاء وانعدام الأدب!‏

الاحتمالات : إنّه نسي الموعد أساساً، أو ظنّه في زمان آخر، أو مكان آخر، أو وقع في زحمة سير، أو طرأ عليه طارئ‏، أو أصابه مكروه...‏
3- الحالة :
كنت نازلاً على السُّلم، فسمعت من منزل أخيك أصوات الغناء تصدح، وأنت تعرف
التزامه وتدينه، وحرصه على الالتزام بالفتوى... فتتهمه بقلة الإيمان
والتساهل!‏

الاحتمالات الممكنة : أن يكون طفله الصغير قد أدار جهاز التحكُّم في المذياع، لاعباً به فصادف وقوفه على محطة غنائية، وما أكثرها.‏
ويُحتمل أنّ صاحبة المنزل كانت تستمع لإذاعة إسلامية، فانقطع الإرسال لسبب ما، وغلب التشويش أو موجة أخرى غنائية.‏

ويُحتمل أنّه كان مستمعاً لنشرة الأخبار، ثمّ قام إلى غرفة أخرى أو إلى
الحمام فانتهت النشرة، وأعقبتها الأغنية التي صودف أنّك سمعتها.‏

4- الحالة :
لديك أخٌ عزيز وقريب أستلم مسؤولية محترمة، أو بات مشهوراً، أو انتُخب
لمنصب ما... ولم يتصل بك منذ أشهر على خلاف عادته قبل تغيُّر حالته...
فتنسبه للتكبر، والتعجرف، ونكران الجميل وقلَّة الوفاء!‏

الاحتمالات :
أنَّه يتَّصل بك أحياناً ولا يجدك، أو أرسل رسالة ولم تصلك، أو تراكمت
عليه الأشغال والارتباطات والمتابعات، أو ينتهز الفرصة المناسبة ليزورك...
فَلِمَ لا تُبادر أنت للاتصال به؟!‏

وهكذا : إلى عشرات الأمثلة الأخرى التي تقع في حياتنا اليومية.‏
موقف الإسلام من ذلك‏

أكّد الإسلام على المحبة بين المؤمنين، وعلى الوقار والاحترام، وحفظ
الحرمة، والظن الحسن، وشياع روح الإخوَّة والانسجام والإيثار والتواضع..
فدعى للاتصال بمَنْ لم يتصل بك، وزيارة مَنْ لا يزورك، وصلة من قطعك،
والعفو عمَّن ظلمك..‏

فكيف لو كانت الحالة وهماً أو تحاملاً لا أساس له؟‏
ورد في النصّ‏ِ المعتبر عن مولانا أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: (لا تظنَّن بكلمة خرجت من أحدٍ سوءً، وأنت تجد لها في الخير محتملاً).‏

فالأساس هو الخير والنَّظرة الطيِّبة والبُعد عن سياسة التهمة والوقيعة...
وأنت تُفتش عن مخرج أو احتمال لتُبقي أخيك المسلم في عزّه وكرامته، فيبقى
المجتمع الإسلامي متماسكاً بعيداً عن التشرذم.‏

ورد في النصّ‏ِ المبارك عن مولانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم): (أطلب لأخيك عذراً، فإنْ لم تجدْ له عذراً، فالتمس له عذراً).‏
الأضرار المتوقعة لسوء الظّنّ‏

لا شكّ‏َ أنّ ترك مفهوم حسن الظّنّ من أن ينتشر ويتأصل في مجتمعنا وبين
أفرادنا له أثر سلبي جداً على متانة العلاقات الفردية والجماعية. فكم من
علاقة متينة بين شخصين أو عائلتين سرعان ما أصابهما الاهتزاز، أو الخلاف
تحت تأثير نقل موهوم، أو رواية مظنونة أو خبر عابر... فتسوء العلاقات
وتنتشر الإشاعات وتنمو الافتراءات، وينشغل كُلّ واحد بِمَنْ قال، وبما قيل
وبالذي يريد قوله.. حتى يُؤثِّر ذلك على صلواته كما في بعض الأحيان!‏


وكم من المشاريع توقفت، وفاتت فرصة الاستفادة من المدرسة، أو المسجد أو
المستشفى، فتعطّلت الأحوال وبُدِّدت الأوقات، وهُدرت الطاقات وشاعت الضغينة
والحقد، ورُبَّما كثرت الهموم والغموم.. كُلّ ذلك نتيجة سوء ظن ليس له
أساس معتبر، أو حقيقة يُمكن الاعتماد عليها.‏


وكلّ‏ُ ذلك كان يُمكنُ أن يُحلّ‏َ بقليل من صفاء النية التي يُجلِّلُها
حسن الظّنّ بالأخ المسلم، وممّا لا شكّ فيه أنّ إهمال هذه الشعيرة الإلهية
قد يؤدي، وبحسب الواقع المنظور، إلى شقاء في الدنيا وبُؤس في الآخرة ، بل
هلاك لا يُعوَّض.‏

أَلَيْسَ الله ربِّي جلّ جلاله هو القائل : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظّنّ إِنَّ بَعْضَ الظّنّ إِثْمٌ ).‏
وورد في النصوص الشريفة أنّ‏َ : (حسن الظّنّ راحةُ القلب، وسلامةُ الدين، ويُخفِّفُ الهم، ويُنجِّي من تقلُّد الإثم).‏

وأيّ‏ُ مؤمن صادق مُجد، لا يرغب في تهذيب نفسه من كُلّ شائبة وعائبة،
والنجاة من شدَّة المعاتبة وسوء العاقبة؟! ومن منّا مَنْ يقبل بالتضحية
براحته الدنيويَّة وسعادته الأخرويَّة بسبب الانقياد إلى وهم أو سوء تقدير
وظن؟!‏


كيف نُحسنُ الظّنّ‏َ بالآخرين، إنَّما نُحسن الظّنّ إذا لم نحمل إخواننا
إلاّ على المحمل الحسن، ولو فتّشنا عن ذلك أو اخترعنا سبباً ما، لأنّ‏َ في
هذه الطريقة صيانةً لديننا، وورعنا عن كُلّ ما قد يؤدي إلى الانحراف
والبوار. إنّ‏َ الالتزام بالتقوى لا يكون إلاّ بالاحتياط في الامتناع عن
رجم الآخرين، واتَّهامهم بما لم يعلموا أو لم يعملوا به، فلا نتَّهمّ من لم
يُلق السلام بأنَّه متكبر،.ومن خالف الموعد بأنَّه متهاون، ومن كان في
موضع ريبة بأنَّه فاسد، فلعلَّهم معذورون أو مُضطرون.. وعلى فرض أنّ هناك
خطأ ما، لا سمح الله ، فيكون أخي في مثل هذه الحال بحاجة إلى إرشادي
ومساعدتي، لا إلى تهمتي إيّاه وطعنه والعياذ بالله.‏


ولعلّ‏َ الكثير يُفاجأ بأنَّه لا يجوز اتهام الأخ بشرب الخمر، ولو كانت
رائحته تفوح من فمه! فلعلَّه وقع عليه، أو رُمي به، من فاسق، أو أنّ‏َ
سكِّيراً قذفه بشي منه، أو اشتبه فظنّه ماء فإذا به خمراً... فلا يجوز
شرعاً الحكم عليه بالمعصية.‏

الخلاصة

لا شكّ أنّ‏َ حسن الظّنّ يصون أفرادنا، وكلّ‏َ مجتمعنا من المشاكل
المجانيّة التي تُنهكُنا بالمتاعب والبغضاء، ونحفظ نفوسنا وإخواننا
وسُمعتهم وكرامتهم، وهذا أدنى حقّ إخواننا علينا.‏

رُوي عن مولانا أمير المؤمنين قوله : (مَنْ عرف من أخيه وثيقة دين، وسَداد طريق، فلا يسمعنّ‏َ فيه أقاويل النَّاس، أمّا إنَّه قد يرمي الرامي، وتُخطى‏ء السِّهام) ، ولا ننسى وجوب صيانة عزّة المؤمن التي هي من عزَّة الله تبارك وتعالى، وفي النصّ‏ِ الشريف عن مولانا ومقتدانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (مَنْ أساء بأخيه الظّنّ‏َ فقد أساء بربِّه)، إنّ‏َ الله تعالى يقول : ( اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظّنّ ).



المصدر :
شبكة الامامين الحسنين

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حسن الظّنّ بالمسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: العلوم الجليّة :: دروس في الأخلاق-
انتقل الى: