نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 ) 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 ) Empty
مُساهمةموضوع: الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 )   الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 ) Emptyالخميس مايو 31, 2012 1:13 am

الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 )



قال الله سبحانه وتعالى : (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى الله لهم البشرى فبشر عباد * الّذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب)(1).

تمهيد

لا يبلغ الإنسان السالك غاية كماله ونهاية وصاله نحو الحق تبارك اسمه إلاّ بتزكية الأخلاق والوصول إلى معالي الأخلاق؛ لأن الأخلاق في الإسلام تقوم على عملية الموازنة بين غرائز الإنسان، اعتماداً على نظرة الإسلام للكون والحياة، والتي تعطينا نظاماً خاصاً وعطاء منسجماً مع طريقة الإسلام في الحياة، والتي تمنح الضوابط الأخلاقية التي تحفظ الإنسان من الشذوذ والانحراف فالإسلام باعتباره خاتم الرسالات حافظاً لسير الإنسان التكاملي، محيلاً بينه وبين الانحراف والوقوع في مزالق الهوى والفساد.

وسيرة الرسول محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ شاهد حقيقي على اهتمامه ـ صلى الله عليه وآله ـ بحفظ عملية الموازنة والاهتمام بالأخلاق الفاضلة، وسيرته تحكي لنا ذلك والقرآن الكريم شهد له بذلك في قوله تبارك اسمه: (وإنك لعلى خلق عظيم)(2).

فالإنسان ـ أياً كان ـ لا يمكن أن يصل إلى غاية خلقه ونهاية كماله إلاّ بقدر ما يكسب من الأخلاق الفاضلة، والأمة تبقى متأخرة مجهولة لا تستطيع أن تنهض بأفرادها نحو شاطئ السعادة والانتصار مالم تعمق في أفرادها جانب الأخلاق والتاريخ يحدثنا عن كثير من الأمم والشعوب التي بادت حضارتها وفقدت كيانها لأنها تنصلت عن أبسط القيم التي كان من الممكن أن تحفظ لها إمكانية الاستمرار والبقاء وعليه فتزكية الأخلاق والتخلي عن رذائلها يكمن في اهتمام الإنسان والأخذ بما أمر به القرآن الكريم والرسول وآله ـ عليهم السلام ـ وصحبه الكرام، وترويض النفس وكفاحها وكدحها من أجل تربية الروح.

ولكن رغم ذلك فلا يزال المسلمون يعانون من مشكلة في الأخلاق، والى خواء في الروح، واختلاف في الصفوف، إلى نعرات جاهلية واختلاف على الغايات والأهداف، فضلاً عن الاختلاف في الوسائل والطرق، والكل يتوجع ويشكو ويبحث عن السبب وحله ولا يكون ذلك إلاّ بالعودة إلى الله تبارك اسمه، والتوبة من الذنوب، والإنابة إليه بالشكل الحقيقي الذي أمر به الله تعالى بواسطة رسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ بقوله: (قل يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمه الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم * وانيبوا إلى ربكم واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب وأنتم لا تنصرون)(3).

الإنابة في اللغة

الإنابة لغةً من النوب يقال: (ناب ونوبة، والنوب : رجوع الشيء مرة بعد أخرى، وسمي النحل توباً لرجوعها إلى مقارها، ونابته نائبة: أي: حادثة من شأنها أن تنوب دائماً) (4). والإنابة في اللغة: هي الرجوع (5).

ناب بدر التمام طيف محياك * * * لطرفي بيقظتي إذ حكاكا(6).

قال ابن منظور في ذكره للإنابة أنها من : (ناب الأمر نوباً ونوبةً: نزل، ونابتهم نوائب الدهر. وفي حديث خيبر قسمها نصفين: نصفاً لنوائبه وحاجاته، ونصفاً بين المسلمين، النوائب جمع نائبة، وهي: ما ينوب الإنسان، أي: ينزل به المهمات والحوادث والنائبة: المصيبة واحدة نوائب الدهر النازلة، ويقال: أصبحت لا نوبة لك، أي: لا قوة لك، وكذلك تركته لانوب له، أي: لا قوة له، وناب عني فلان ينوب نوباً ومناباً، أي: قام مقامي وناب عني في هذا الأمر نيابة إذا قام مقامك)(7). فالإنابة إذن : العودة والرجوع.

قال الزمخشري في تعريفه للإنابة أنها من النوب : (نابه أمر نوبة، وأصابته نوائب ونوب ونائبة ونوبة، والخطوب تنوبه وتتناوبه، وناب إليه نوبةً ومناباً: رجع مرة بعد أخرى، والنحل تنوب إلى الخلايا، ولذلك سميت النوب. قال أبو ذؤيب:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها * * * وحالفها في بيت نوب عوامل

واليه مناب : مرجعي، وخبر نائب: كثير عواد، وهو ينتابنا، وهو منتاب: مفاد مراوح، وأناب إلى الله، وعبد منيب، وأتاني فلان فما أنبت إليه: إذا لم تحفل به، وناوبه مناوبة، وتناوب القوم في غيره.

ونوب فلان: جعلت له النوبة. وناب عنه نوبة، وهو ينوب منابه، وأنبته منابي، واستنبته) (8).

وكلمة الإنابة هي الإقبال والرجوع يقال أناب ينيب إنابه فهو منيب إذا اقبل ورجع.

الإنابة في الاصطلاح

الإنابة اصطلاحاً : رجوع إلى الله تبارك اسمه، وهي : (رجوع عن كلّ شيءٍ مما سوى الله، والإقبال عليه بالسرور والقول والفعل، حتّى يكون دائماً في فكره وطاعته، فهي غاية درجات التوبة وأقصى مراتبها) (9).

فهي رجوع إليه تبارك اسمه بالاستغفار والمتاب، والإخلاص لوجهه، والالتزام به، والإسراع إليه بالثبات على سبيله، ومحاربة الشيطان وإغوائه ووساوسه عن طريق الإعراض والنسيان لمكائده. والمنيب: هو العبد الراجع إلى خالقه سريعاً.

فالإنابة : (إلى الله تعالى: الرجوع إليه بالتوبة وإخلاص العمل، وفلان ينتاب فلاناً: يقصده مرة بعد أخرى) (10) ومنه قولنا عن حقيقة الرجوع إلى الله تبارك اسمه: إنها تعني: الجهد والمواظبة واليقظة، وإرادة في النفس وتوجيهها إلى ما تراه موافقاً لغرضها في الوصول إلى الحق بنية صادقة وإخلاص دائم، وحمل النفس على المشاق البدنية، ومخالفة الهوى على كلّ حال:

وسدد وقارب واعتصم واستقم لها * ** * مجيباً إليها عن إنابة مخبت(11).

وهذا الرجوع والإقبال على الله تبارك اسمه لا يكون إلاّ بالعزم والإرادة والتصميم الأخير بترك الذنوب، والانتقال إلى ترك المباحات، وذلك لا يكون إلاّ بسبق العبد إ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 1 )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الإنابة الشيخ محمّد علي الساعدي ( 2 )
» بصق في وجه الشيخ
» الشيخ الوائلي
» حصل كما تنبأ الشيخ
»  الشيخ محمد الملا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: العلوم الجليّة :: دروس في الأخلاق-
انتقل الى: