نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فضيل بن عياض الكوفي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


فضيل بن عياض الكوفي  133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

فضيل بن عياض الكوفي  Empty
مُساهمةموضوع: فضيل بن عياض الكوفي    فضيل بن عياض الكوفي  Emptyالجمعة سبتمبر 02, 2011 4:21 pm

فضيل بن عياض الكوفي



أصله كما في رجال الشيخ أبي أحمد النيسابوري كوفي، ومولده بسمرقند، ومنشأه بأبيورد، ونسب إلى نواحي مرو، وإلى بلخ أيضاً، من الطبقة الأولى، ثقة من رجالهم، كان من زهدة عصره، ادّعاه الصوفية وذكروا له كرامات ومقامات، أحضره الرشيد لتصديق موسى بن جعفر (ع)، وفي "رسالة القشيري" أنه خراساني من ناحية مرو، قال: وقيل: أنه ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، مات بمكة في المحرم سنة سبع وثمانين ومائة.



وقال السيد العيناثي في كتاب موعظته المشهور في ذيل ترجمة قوله تعالى: {ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}، قال في الكشاف عن ابن عباس: الصغيرة التبسم، والكبيرة القهقهة، وعن الفضيل أنه كان إذا قرأها قال: ضحوا والله من الصغائر قبل الكبائر، ثم قال هذا الفضيل بن عياض الطالقاني الفنديني الزاهد المشهور، كان في أول أمره يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وعشق جارية، فبينما يرتقي الجداران إليها سمع تالياً يتلو: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله}، فقال: يارب!.. قد آن، فرجع وآوى إلى خربة، فإذا رفقة فقال بعضهم نرتحل وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا، فتاب الفضيل، وأمنهم.



أقول: وقال القشيري بعد هذه الحكايةأيضاً: وجاور الحرم حتى مات، وقال الفضيل: إذا أحب الله عبداً أكثر غمه، وإذا أبغض الله عبداً أوسع عليه في دنياه.



وقال بن المبارك – يعني به عبد الله بن المبارك العارف المشهور – وكان من جملة معاصريه: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن، وقال الفضيل بن عياض: لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت عليَّ بشرط أن لا أحاسب بها، لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم بجيفة، إذا مر بها أن تصيب ثوبه.



وقال الفضيل: لو حلفت إني مراء أحب إلى من أحلف أني لست بمراء. الرسالة القشيرية: 9



وقال بعض العارفين: رأيت الفضيل يوم عرفة والناس يدعون وهو يبكي بكاء الثكلى المحترقة، حتى إذا كادت الشمس تغرب، قبض على لحيتهن ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: واسوأتاه!.. منك وأن غفرت، ثم انفلت مع الناس.



وقال الفضيل: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء، والعمل لأجل الناس هو الشرك.



وقال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكاً ولا مبتسماً إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك، فقال: إن الله أحب أمراً فأحببت ذلك.



وقال الفضيل: إني لأعصي الله، فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي. الرسالة القشيرية:9



وعن تاريخ اليافعي أن وفاة الفضيل كانت في سنة سبع وثمانين ومائة والله أعلم، وقد يقال: أنه كان من السادات دخل على الرشيد فقال: ما أزهدك؟!.. فقال الفضيل: أنت أزهد مني، قال: وكيف؟.. قال:لأني زهدت في الدنيا، وهي فانية، وأنت زهدت في الآخرة وهي باقية.



ومن جملة كلامه: أنه لو كان لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلا في إمام، لأنه إذا صلح الإمام صلح البلاد والعباد، ولأن يلاطف الرجل أهل مجلسه ويحسن خلقه معهم خير له من قيام ليله وصيام نهاره.



ومن ظريف كلام الفضيل بن عياض المذكور أيضاً بنقل شيخنا البهائي رحمه الله قوله: ألا ترون كيف يزوي الله سبحانه وتعالى الدنيا عمن يحب، ويمررها عليهم تارة بالجوع، ومرة بالحاجة، كما تصنع الأم الشفيقة بولدها، تفطمه بالصبر مرة وبالحضض مرة، وإنما تريد إصلاحه.



وقال أيضاً في موضع آخر ذكر الزهد عند الفضيل بن عياض، فقال: هو حرفان في كتاب الله تعالى: {لا تأسوا على ما فاتكم، ولا تفرحوا بما آتاكم}.



وقال صاحب "خزانة الخيال" وقيل للفضيل: إن ابنك يقول: وددت لو أني بالمكان الذي أرى الناس ولا يروني، فقال: ويح له!.. لم لا أتمها فقال: لا أراهم ولا يروني.



وقيل له يوماً: كيف أصبحت يا أبا علي!.. فقال: كيف يصبح من كانت صحبته مع نفس ممزوجة بالشهوات في دار مملوة من الآفات، ويعد عليه الأنفاس والساعات، ولعله غضب عليه عالم الخفيات؟..



ونقل أيضاً أنه كان للفضيل شاة فاعتلف من علف بعض الأمراء شيئاً يسيراً، فما شرب من لبنها بعد ذلك.



وقال ورام بن أبي فراس في مجموعه: قال الفضيل بن عياض: إذا قيل لك: تخاف الله فاسكت فإنك إن قلت: لا، جئت بأمر عظيم، وإن قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.



هذا ومن جملة كلماته أيضاً بنقل صاحب الكتاب المتوسط ذكره: ثلاث خصال تُقسي القلب: كثرة الأكل، وكثرة النوم، وكثرة الكلام.



ثم قال: حكى أن تلميذاً من تلامذة الفضيل بن عياض لما حضرته الوفاة دخل عليه الفضيل وجلس عند رأسه وقرأ سورة يس فقال: يا أستاذ!.. لا تقرأ هذه، فسكت ثم لقنه، فقال: قل لا إله إلا الله، فقال: لا أقولها لأني بريء منها.. ومات على ذلك نعوذ بالله، فدخل الفضيل منزله ولم يخرج منه.



رآه في النوم وهو يسحب به إلى جهنم ، فقال: بأي شيء نزع الله المعرفة منك وكنت أعلم تلاميذي؟.. فقال: بثلاثة أشياء:أولها: النميمة، فإني قلت لأصحابي بخلاف ما قلت لك..والثاني: بالحسد حسدت أصحابي.. والثالث: كان بي علة فجئت إلى الطبيب فسألته عنها، فقال: تشرب في كل سنة قدحاً من خمر، فإن لم تفعل بقيت بك العلة، فكنت أشربه.. نعوذ بالله من سخطه الذي لا طاقة لنا به، ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الغني الكريم.



ثم إن في تاريخ "حبيب السير" أن لفضيل هذا ولداً يسمى بعلي بن الفضيل، وكان أفضل من أبيه في الزهد والعبادة، إلا أنه لم يتمتع بحياته كثيراً، وكان سبب موته أنه كان يوماً في المسجد الحرام واقفاً بقرب ماء زمزم، فسمع قارياً يقرأ: {وترى المجرمين يومئذ مقرّنين في الأصفاد سرابيلهم من قطران وتغشى وجوههم النار}. فصعق ومات، وهكذا يفعل الكلام الحق بنفوس الذين لم تعم عيون قلوبهم التي في الصدور، كما فعل مثل ذلك كلام سيدنا أمير المؤمنين (ع) عند عدّه لصفات المؤمن الواقي بهمام الزاهد في حديث المشهور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فضيل بن عياض الكوفي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشيخ المتورع الكامل أبو زيد ربيع بن خثيم الأسدي الثوري التميمي الكوفي
» العالم العارف الكامل الكاشف عن لطائف أسرار الفنون بهلول بن عمرو العاقل العادل الكوفي الصوفي المشته

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: رجال الإسلام :: قصص علماء الدين-
انتقل الى: