هل أنت آية الله؟..

هل أنت آية الله؟..



نقل لي حول آية الله المرحوم المدرّسي تلميذه الذي لازمه فترة أربع سنوات الأخيرة من حياته، فضيلة الشيخ كاظم أنو شيرواني (دام عزه) قائلاً: كنت أمشي معه مرة في شارع صفائية قرب منزله (بقم المقدسة)، فدنا منه رجل فسأله: هل أنت آية الله؟..

فقال السيد: إذا تخطينا الصراط يوم القيامة بسلام، نعم.. وإلا فلا.



يقول فضيلة الشيخ أنو شيرواني: كان المرحوم آية الله المدرسي قدس سره عجيباً في تواضعه، ولقد درّس العديد من العلماء، ولكنه أبى ولو تلميحاً أن يذكر تلمّذهم على يديه، أذكر ذات مرة كنت جالساً في محضره يدرّسني - وأنا أصغر منه بأكثر من ستين سنة - فدخل علينا أحد العلماء، سأله: من هذا؟.. مشيراً إليَّ.. فأجابه السيد: صديق عزيز من مشهد، يأتي عندي يحادثني وأحادثه!..



ويضيف الشيخ: وكم من علماء معروفين إلتقيناهم بعد وفاة المرحوم يقولون إنهم درسوا عند السيد، أو استفادوا من علومه المعارفية، ولكنه لم يرض أن يلقبه بالأستاذ، أو نقول لأحد في حياته إننا تلمّذنا عنده.



يقول جاره الخطيب الحسيني سماحة الشيخ المبلّغي (دام ظله): إنه يعلم عن المرحوم المدرسي أسراراً عرفانية غريبة، وكان يأتيه ويكلمه بما يدهش العقل البشري، ولكنه لم يسمح له المرحوم أن يُفصح عن شيء من ذلك حتى بعد وفاته إلى مدة معينة، ولا ندري متى تنقضي هذه المدة كي يفصح الشيخ ببعض تلك الأسرار.



أقول: إنني طلبت منه مرات عديدة أن يزوّدني قصصاً عن نفسه لهذا الكتاب، فكان يحدّثني بمواضيع نافعة أخرى ليتخلص من ذكر نفسه، وربما ذكر قصة وقعت لنفسه فينسبها لواحد من دون التصريح بالاسم.