نور الأمداد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لنشر علوم خير االأسياد محمد وآلِ بيته الأمجاد عليهم صلوات ربِّ العباد
 
الرئيسيةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
طالب علم
 
 
طالب علم


 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة 133579507441
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 2695
تاريخ الميلاد : 22/07/1989
تاريخ التسجيل : 29/01/2011
العمر : 34
الموقع : العراق
حكمتي المفضلة : مَا أَكْثَرَ الْعِبَرَ وأَقَلَّ الْإِِعْتِبَارَ!
MMS نور الامداد

 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Empty
مُساهمةموضوع: الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة    الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Emptyالخميس أغسطس 25, 2011 8:23 am

تقسيمات القضية الحملية

4 - الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة

من التقسيمات المهمَّة للقضيَّة الحمليَّة هو تقسيمها إلى الذهنية والخارجية والحقيقيَّة. وما كان هذا التقسيم في المنطق الأرسطوئي كما أنه لا يوجد في المنطق الحديث.

يقول الشهيد مطهرَّي رضوان الله تعالى عليه: «إنَّ هذا التقسيم ولأوَّل مرَّة قد ابتكره "أبو علي سينا"».

أساس التقسيم:

تحدثنا سابقاً عن القضيَّة السالبة وقسمناها إلى قسمين هما: السالبة بوجود الموضوع والسالبة بانتفاء الموضوع، وأمّا القضية الموجبة فلا تنقسم إليهما، بل لابدَّ من فرض وجود موضوعها حتَّى تصدق، وإلا فهي كاذبةً.

وبناء عليه نقول:

الموضوع في القضية الموجبة، يمكن أن يكون محققاً في مواطنَ ثلاثة:

إمّا في الذهن، وإمّا في الخارج، وإمّا في نفس الأمر والواقع، وعلى حسب كل موطن سوف تتميز القضية عن الأخرى ويطلق عليها اسم خاص بها.

فلو كان الموضوع في عالم الذهن، فالقضية حينئذٍ تسمى ذهنية.

ولو كان الموضوع في عالم الخارج، تسمى خارجية.

ولو كان الموضوع في نفس الأمر والواقع، تسمى حقيقية.

توضيح الأقسام:

1 - القضية الذهنية: هي القضية التي يكون موضوعها في الذهن فقط، بمعنى أنه ليس لهذا الموضوع مصداقٌ في الخارج والعين أصلاً، وله موردان:

أ - أن يكون الموضوع ممتنعَ الوجود بمعنى أنّه يمتنع عقلاً تحققه في الخارج فهو محالٌ عقلي، كقولنا: كلُّ اجتماع النقيضين مغايرٌ لاجتماع المثلين، فالموضوع في المثال هو كلُّ اجتماع النقيضين وهو ليس بموجودٍ في الخارج أصلاً لأنَّه يستحيل أن يجتمع النقيضان في الخارج، وإنَّما فُرض له مصداقٌ في الذهن، ونعني بالذهن ما ذكرناه في الدروس السابقة وهو الفرض، وعالم الفرض عالمٌ وسيعٌ يمكن للإنسان أن يضعَ فيه كلَّما شاء من فروض.

ب - أن يكون الموضوع ممكنَ الوجود، بمعنى أنَّه يمكن تحقُّقه في الخارج، ولكنَّه لن يتحقق في الظروف العاديَّة، فهو محالٌ عاديٌّ لا عقليٌّ، كقولنا: كلُّ جبلٍ من ذهب جميلٌ، فالجبل من ذهب وإن كان ممكنَ الوجود في الخارج وليس بممتنع، ولكنَّ يستحيل وجوده عادةً، وإنَّما تصورناه في ذهننا فقط فحكمنا عليه بالجمال.

ومن خلال ما ذكرنا، نعرف السرَّ في تسمية مثل هذه القضايا بالذهنيَّة، وذلك لأنَّ الحكم قد ثبت للموضوع الموجود في عالم الذهن، ولا مساس له بالخارج أصلاً.

هذا:

وقد ذهب عددٌ من المنطقيين إلى أنَّ القضايا الذهنيَّة تختص بالصورة الأولى، أعني ما يكون موضوعها ممتنعَ الوجود عقلاً، أما الصورة الثانية أي التي يكون موضوعها ممكناً، فلا تُعدُّ من الذهنية.

أمثلتها:

الإنسان نوعٌ، الحيوان جنسٌ، الناطق فصل، الشجر كلِّيٌّ، زيدٌ جزئيٌ، هذه قضيَّةٌ وذاك معرِّفٌ وو....

2 - القضية الخارجية: وهي القضية التي يكون وجود موضوعها في عالم الخارج، بحيث يكون التوجُّه إلى أفراد الموضوع الموجودة فعلاً في أحد الأزمنة الثلاثة، سواء الآن أو المستقبل أو الماضي.

أمثلتها:

(كل جنديٍ في المعسكر مدربٌ على حمل السّلاح.. بعض الدُّور المائلة للانهدام في البلد هُدِمت.. كل طالبٍ في المدرسة مُجدّ)

كل هذه القضايا قضايا خارجية بمعنى أن موضوعها قد لوحظ فيه الأفراد الموجودة والمحَقَقة في الخارج لا الذِّهن، وهذا لا يعني أننا لا نتصوَّر الموضوع أصلاً، بل لابدَّ من التصور حيث لا يمكن الإسناد من غير تصوُّر، ولكن التصّور بخصوص القضيَّة الخارجية، يختلف تماماً عنه في الذهنية، هنا يكون النظر كلَّ النظر إلى الأفراد المتواجدين في الخارج لا الذهن.

3 - القضية الحقيقية: وهي ما إذا كان وجود الموضوع في نفس الأمر والواقع، بمعنى أن الحُكم قد وَرَدَ على الموضوع، بما هو موضوع، فشمل أفراده جميعاً المحَقَقة الوجود والمقَدَّرة الوجود؛ فالحكم غير مستند إلى الأفراد المتواجدين في الخارج فعلاً، بل نحكم على حقيقة الفرد فكلُّ ما تصدق عليه تلك الحقيقة وذلك المفهوم وإن لم يوجد أصلاً، فهو داخلٌ في الموضوع، ولهذا يقع مقسماً للموجود والمعدوم، ويصح أن يقال كل فرد من الطبيعة إما موجود أو معدوم، بلا مجازيَّة ولا تأويلٍ. فيشمله الحكم كطبيعة مثل قولنا: كل مثلث مجموع زواياه يساوي قائمتين، فالموضوع في هذه القضيَّة هو كلُّ مثلَّث، ولا ننظر إلى المثلث المرسوم فعلاً بل الميزان في كونه مثلثاً.

والسِّر في ذلك، أنَّنا ضمن بياننا للموضوع، ذكرنا السبب والعلَّة، فعندما نقول: كل مثلث مجموع زواياه تساوي قائمتين، كأننا قلنا أنّ العلَّة والسّبب في كون زوايا المثلث تساوي قائمتين هو كونه مثلثاً، وعليه كلمَّا توفَّرت هذه العلة جاء بعدها المعلول - لا محالة - من غير تحديد لزمانٍ أو مكانٍ.

وعلى ضوئه نقول: القوانين المجعولة سواء في الشّريعة أو العُرف، لابدَّ وأن تكون بنحو القضايا الحقيقية، لتشمل جميع الموارد التي ينطبق عليها الموضوع، ومن هنا صحَّ إطلاق القانون عليها، لأنَّ القانون سواء كان طبيعياً أو شرعياً أو عُرفياً، هو القضيةً الحقيقية بعينها لا فرق بين المفهومين أصلاً.

أمثلة القضايا الحقيقيَّة:

أ – (كلُّ حديد يتمدَّد بالحرارة) فلا نحكم على خصوص الحديد الموجود فعلاً، بل نعمم الحكم على كل ما يصدق عليه الحديد - سواء كان موجوداً في الزمان الماضي أو في الحال وحتَّى الذي سيوجد في المستقبل - فما دام الحديدُ حديداً، وإن وُجد في كوكب آخر غير الأرض، يشمله حكم التمدد بالحرارة.

نعم: لو انقلبت ماهية الحديد إلى ماهية أخرى، فحينئذ ينتفي عنه الحكم، حيث أن الموضوع قد تبدل وانقلب.

ب – (كلُّ كلبٍ نجسُ العينِ) قضيةٌ حقيقيةٌ لأنَّها تشمل كافة الكلاب في أي زمانٍ ومكانٍ، فلا ننظر إلى موردٍ خاصٍ، بل نعمِّم الحكمَ على كلّ ما يصدق عليه الكلب.

نعم: لو تبدَّل الكلب إلى الملح واستحال، فحينئذ سوف يكون طاهراً، كما صرَّح بذلك فقهاؤنا وذلك حيث أنه حينئذٍ تحول إلى ملح وكل ملح طاهر.

وينبغي التنبيه على أمورٍ:

الأوَّل: اعتقد عددٌ من الفقهاء العظام بأن القضايا القرآنية هي قضايا حقيقية فقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ...} وقوله: {إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، هي قضايا حقيقية لا تختص بزمان ولا بمكان، بل إنها قوانين وسُنن شاملة.

الثاني: من خلال ما شرحنا عرفت أنَّ القضية الحقيقية هي حملية بَتِيَّة أي أكيدة، وليست بشرطية، غاية ما هناك أنَّها نمط خاص من الحملية.

ولكن المحقق آية الله الميرزا النائيني - رضوان الله تعالى عليه - يعتقد بأنها تؤول إلى شرطية فقولنا: (كلُّ مثلثٍ زواياه تساوي قائمتين) تؤول إلى (كل مثلث إن وجد في الخارج تكون زواياه قائمتين) وكذلك (كل ماء طاهرٍ) أي كل ماء إن وجد في الخارج فهو طاهر.

ولكن هذا الكلام غير مقبول عند أكثر الفقهاء، منهم الإمام الخميني - قدِّس سرُّه - ولهذا البحث ثمرات مباركة ومهمة جداً في علم الأصول والفقه، وذلك لأنَّ كثيراً من الأحكام الشرعية المستنبطة، تتوقَّف على فهم القضايا الحقيقية.

الثالث: القضايا الذهنية والخارجية ليس لها اعتبار في العلوم وأمّا الحقيقية فهي التي تُستعمل فيها جميعاً، وذلك لأن العلوم تتطرَّق إلى مفاهيم عامَّة وقوانين شاملة تستوعب الأزمنة والأمكنة، بل هي أعلى مستوى من الزمان والمكان، ولهذا سُمِّيت مسائلها علمية، لأنَّ الميزان في العلم هو الشمولية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الحوزويه الصغيره
 
 
الحوزويه الصغيره


 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة 133579507441
عدد المساهمات : 105
تاريخ التسجيل : 28/07/2011

 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة    الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Emptyالخميس أغسطس 25, 2011 3:41 pm

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم


تســــــــ ج ــــــــــيل حضور
في ميزان اعمالكم ان شاء الله
تحيتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
طالبة علم
 
 
طالبة علم


 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة 133579507441
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 115
تاريخ التسجيل : 22/07/2011

 الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Empty
مُساهمةموضوع: رد: الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة    الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة Emptyالخميس أغسطس 25, 2011 4:22 pm

اللهم صل على محمد وآل محمد



تمت قراءة الدرس, رحم الله والديك في الدنيا والاخرة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الذهنية، الخارجيَّة، الحقيقيَّة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الأمداد :: العلوم الجليّة :: دروس في المنطق-
انتقل الى: